أعلن مدير إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للابحاث العلمية د. ضاري العجمي أن الكويت لا تعتبر من الدول الزلزالية التي تقع على خط الزلازل الكبرى في العالم إنما هي بعيدة جدا عن هذا الخطر وإن درجات الزلازل التي حدثت سابقا في الكويت وسجلت عن طريق شبكة رصد الزلازل التابعة للمعهد لم تتجاوز معدل الـ 4 درجات على مقياس «ريختر»، مشيرا إلى أن هذا المعدل لا يشكل خطرا على البلاد سواء من الناحية المادية أو البشرية.

وقال العجمي في حديث لـ «الجريدة» إن أكبر معدل سجلته الكويت على جميع الهزات الأرضية التي ضربت البلاد لم يتجاوز 4.8 درجات على مقياس ريختر وكان ذلك في عام 1993، مشيرا إلى أن الزلازل في هذا المعدل تعتبر محسوسة لكنها ليست مؤثرة وغالبا ما تحصل في مناطق صحراوية بعيدة عن المناطق السكنية.

Ad

ولفت إلى أن الكويت لا تقع ضمن صفيحتين زلزاليتين أو في منطقة زلزالية نشطة مما يجعلها بمنأى عن خطر الزلازل والهزات التي تحدث في القارة الآسيوية أو أوروبا أو دول أميركا. والتي تعتبر مدمرة في كثير من الأحيان.

تأثيرات

وفي حديثه عن مدى تأثير الزلازل التي تضرب البلاد في المباني والمناطق السكنية أكد العجمي أن البنية التحتية لمناطقنا السكنية والمباني قوية جدا ومن الصعب أن تتأثر من زلازل أو هزة أرضية بنسبة 4 درجات، مشيرا إلى إنها مبنية من الخرسانة المسلحة والكونكريت ولا يمكن أن تتأثر إلا في حال وصول درجة الزلزال لمعدل 7 على مقياس ريختر وهذا الأمر يعتبر مستحيلا.

الزلزال الأخير

وتطرق العجمي الى الحديث عن الزلزال الذي ضرب الكويت أخيرا فقال إنه حدث في الساعات الأولى من الفجر وكان محسوساً وشعر به كثير من المواطنين لا سيما قاطني المناطق الساحلية، لكن لم يصب أحدا ولم تكن هناك خسائر مادية تذكر، موضحا أن معهد الأبحاث ممثلا في شبكات رصد الزلازل المنتشرة في مناطق البلاد المختلفة رصدت الزلزال والهزات الأرضية التي تبعته فور حدوثها وتعاملت مع الحدث وفقا للمعايير العالمية.

خطة إعلامية

وشدد العجمي على ضرورة أن تكون هناك خطة إعلامية وتوعوية من قبل الحكومة للتعامل مع الكوارث الطبيعية والزلازل بهدف تعريف المواطنين والمقيمين بخطر ذلك ومستوياته واستعدادات الحكومة في حال تكرار الزلزال والاحتياطيات الواجب اتخاذها عند حدوثه خصوصا في ما يتعلق بالطوارئ والتدخل السريع.

وعن معدلات الزلازل وتأثيراتها قال إذا بلغ الزلزال درجة 4.3 على مقياس ريختر تهتز المباني و4.8 تتكسر الأواني والشعور بالهزة الأرضية يكون قويا وملحوظا وبعد درجة 5.5 على مقياس ريختر يبدأ الزلزال في مرحلة الخطر وهنا من المحتمل أن تسقط المباني وتحدث الخسائر المادية والبشرية.

الزلازل والنفط

أعلن العجمي أن معهد الأبحاث بالتعاون مع شركة النفط يعد لإجراء دراسة مسحية على المناطق النفطية وحقول البترول لمعرفة مدى مساهمة وعلاقة الحقول النفطية وسحب البترول في حدوث الزلازل في الكويت، فضلا عن سحب المياه الجوفية ودور الكسارات والمحاجر في هذا الأمر لافتا إلى أن الكويت تتأثر من البساطات الزلزالية التي تقع على مسار جبال زاجروس وتعتبر هذه المنطقة من المناطق الزلزالية النشطة.

وفي رده على سؤال عن احتمالية حدوث هزات ارضية او زلازل جديدة في الكويت، قال العجمي ان التنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر الطبيعية يعتبر مستحيلا لانه لا يمكن ان يعلم احد بتاريخ ذلك اضافة لهذا ان الكويت ليست مصنفة من الدول الزلزالية او البركانية لذلك يكون من المستحيل ان التنبؤ بموعد حدوث الزلزال، لافتا الى انه كلما كانت المناطق السكنية قريبة من بؤرة الزلزال يكون تأثيرها كبيرا والعكس صحيحا.

رصد الزلازل

وكشف عن وجود ثماني محطات لرصد الزلازل في الكويت تملك القدرة على رصد اي زلزال مهما كان قويا او ضعيفا سواء في الكويت او في اي بلد من العالم وتوجد في منطقة كبد، فضلا عن الاتصالات لتبادل الخبرات والمعلومات مع دول ايران وسورية وتركيا، مشيرا الى ان العالم يحدث به يوميا براكين وزلازل وظواهر طبيعية وحركات تكتونية كما ان النشاطات الذرية التي باتت كثيرة في العالم ساهمت ايضا في زيادة الزلازل. لذلك فالكويت ليست بمنأى عن خطر الزلازل.

وأوضح ان الكويت دولة نفطية وغير مستبعد حدوث زلازل فيها مستقبلا كتكساس النفطية في اميركا، لكن الزلازل التي تحدث في الكويت تختلف عن اميركا من جهة حدتها وتأثيراتها، حيث في تلك المنطقة والمناطق القريبة من بؤر الزلازل تصل حدة درجاتها الى 8 درجات على مقياس ريختر.

تقرير مجلس الوزراء

واوضح ان معه الابحاث فعل ما عليه وان اجراءاته بالتعامل مع الحدث كانت كبيرة جدا وفع تقريرا خاصا لمجلس الوزراء على هذا الصعيد تناول فيه مصدر الزلزال وحدته واسبابه واثاره، حيث كان هناك اطمئنانا من قبل الحكومة بجاهزية اجهزة المعهد للتعامل مع هذا الحدث وابلغنا المجلس حينها ان ثمان محطات رصد تعاملت مع الحدث وكان الزلزال محسوسا بدرجة 4.3 على مقياس ريختر.

استراتيجية

وقال ان الكويت بحاجة الى استراتيجية وخطة واضحة للتعامل مع الكوارث الطبيعية والتعامل معها بما يكفل سلامة المواطنين لذلك يجب ان تتولى الجهات الحكومية المعنية مسؤوليتها على هذا الصعيد من خلال التعاون مع المؤسسات العلمية والتقنية والطبية بهدف الحيلولة من خطر الظواهر الطبيعية التي تتعرض إليها البلاد.

واشار الى ان معهد الابحاث يملك القدرة الفنية والتقنية على رصد الزلازل ومساعدة متخذي القرار في توفير المعلومات الدقيقة لتنفيذ الخطط للحد من خطرها.

واضاف ان المعهد بحاجة الى تطوير اجهزته الخاصة في الرصد والتي باتت قديمة نوعا، بهدف مواكبة التطور العالي والتقني على هذا الصعيد، كما ان المعهد بحاجة لميزانيات خاصة بالزلازل ولموارد مالية جديدة من اجل البحث والدراسة.

هذا الامر فضلا عن الحاجة الملحة لصيانة المحطات والتي تفوق تكلفة صيانتها نحو 50 الف جينار توفرها من الميزانية العامة للمعهد لذلك نطالب مجلس الوزراء بتخصيص موارد مالية خاصة برصد الزلازل والتعامل مع الظواهر الطبيعية.