هل يمكن أن يكون البعاد بين الزوجين سبباً في ازدياد مشاعر الحب بينهما؟ بعض الأزواج يلجأ إلى إجازات اختيارية يبتعد فيها الزوج عن زوجته لكسر الملل أو الروتين الذي يصيب حياتهما ولخلق حالة من الاشتياق المستمر. علماء النفس والاجتماع يؤكدون هذا الرأي وينصحون كل زوج بالابتعاد عن زوجته، إنما لفترة وجيزة، لتحقيق تلك الأهداف وأهمها السعادة الزوجية.

Ad

تتحدث المهندسة أماني محمد عن تجربتها: «أنا متزوجة منذ عامين. زوجي ضابط في البحرية وبسبب عمله هذا فهو دائم السفر، أي أنني أطبق الاجازة الزوجية مرغمة. في الحقيقة، أنا سعيدة جداً بحياتي الزوجية لأن نمط الحياة هذا يجدد العلاقة بيننا ويمنحها طابعاً مميزاً. بُعد زوجي يجعلني في شوق دائم إليه فأشعر بحبي له وبقيمته فى حياتي».

هذا رأي أماني فما رأي زوجها تامر عبد الرازق: «طبيعة عملي تتطلب السفر المستمر ولم يكن ذلك أمراً سلبياً بل أشعرني بحبي لزوجتي وحاجتي المستمرة الى نصفي الاَخر. يشعرني البُعد الموقت بأهمية زوجتي في حياتي».

لخالد العزازى (رجل أعمال) تجربته ايضاً: «إنّ طبيعة عملي تتطلب سفراً مستمراً. دعّم هذا الأمر استقرار حياتي الأسرية إلى حد بعيد, ففي إجازات العمل لا أفقد الرغبة في ملازمة المنزل والاقتراب أكثر من شريكة حياتي. طبيعة عملي تشعرني بحاجة ماسة الى الاجازة من أجل أسرتي».

رأي عالم اجتماع

يحدثنا الدكتور سامي النجار أستاذ علم الاجتماع العائلي عن الملل الزوجي: «تختلف أنماط الملل باختلاف مصادره. هناك بالطبع قواسم مشتركة، لكن هناك أسباباً عامة. قد يكون الفقر الاقتصادي والثقافي سبباً وراء الشعور بالملل الزوجي وعدم تفهم الأطراف أهمية المشاعر في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة. كما قد يحصل الملل نتيجة سير الحياة على وتيرة واحدة من دون تجديد. في هذه الحالة يكون العامل الاقتصادي بعيداً تماماً عن سبب الملل. وقد يكون ناتجاً من عدم انسجام الطرفين وتفاهمهما بسبب الزواج السريع على نحو لا يعطي الطرفين فرصة تعرّف كلّ منهما الى شخصية الاَخر. أياً تكن أسباب الملل الزوجى إلا أن النتيجة واحدة. أشجع ابتعاد الزوجين موقتاً لاتاحة فرصة الاختلاء مع الذات ومحاسبتها. كلما ازداد البُعد ازداد الاشتياق فتتأجّج العاطفة. إن التقارب والتكافؤ الاجتماعي والثقافي تخلق تفاهماً بين الطرفين وأهمية الابتعاد الموقت يولّد حالة من العوز الوجداني لديهما. لا يتفهم البعض أهمية هذا الابتعاد الموقت ويعتبره نوعاً من الهجر فثقافتهم لم ترتقِ بعد. الفئة العليا من الطبقة الوسطى مثقفة وتستطيع استيعاب الأمور».

الى رأي للدكتورة إيمان الكاشف أستاذة صحة نفسية: «الاجازة الزوجية ليست تقليعة أو فكرة مستحدثة بل أمر قديم يحدث بشكل تلقائي لكن بلا مسمى. أفعل ذلك مع زوجي عن طريق العمل فى مكان اَخر أو الانفصال الموقت لأسبوع بغية التجديد. فالبعد والسفر في مهمة عمل يخلق اهتمامات جديدة تفضي إلى نوع من الحوار بدلاً من حالة «الخرس الزوجي» فينكسر الروتين اليومي. حين يغيب الزوج فترة تفتقده الزوجة وتشعر بأهمية وجوده».