أكد خبراء في مجال الطاقة أهمية وضع استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة تزايد استهلاك الطاقة الكهربائية في الكويت، لاسيما في أشهر الصيف التي يزداد الحمل فيها بسبب حرارة الجو.قال مدير دائرة تقنيات البناء والطاقة في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور عادل حسين إن استهلاك الكهرباء شهد خلال العقود الثلاثة الماضية تزايدا كبيرا ومعدلات فاقت معدل النمو السكاني والاقتصادي. وأضاف حسين ان معدل النمو السكاني خلال تلك الفترة بلغ نحو 3.5 في المئة سنويا فيما بلغ النمو الاقتصادي 6.5 في المئة في حين تزايد النمو في استهلاك الكهرباء بنسبة 8.7 في المئة عازيا ذلك الى ثبات اسعار الكهرباء منذ عام 1966 حتى اليوم مشددا على اهمية بناء محطات توليد كهرباء جديدة خلال فترات زمنية منتظمة ومتقاربة. واوضح ان المعهد عرض على الجهات الحكومية المعنية منذ شهر ابريل الماضي برنامج ادارة الطلب على الطاقة وهي عبارة عن حلول استراتيجية وعملية لمواجهة تحديات تزايد نسبة استهلاك الكهرباء خلال شهر الصيف الحالي.واشار الى ان البرنامج يعتمد على ارتفاع الطلب على الطاقة في ايام الصيف شديدة الحرارة والثاني هو اوقات العمل في المباني الحكومية والصناعية.نمط الاستهلاكمن جانبه قال خبير طاقة في المعهد الدكتور احمد الملا ان اجهزة تكييف الهواء تستهلك اكثر من 70 في المئة من الحمل الكهربائي في الكويت خلال اوقات الذروة كما ان اجهزة الانارة تستهلك مايقارب 10 في المئة اضافية من الحمل الكهربائي خلال تلك الفترة.واضاف الملا انه بتحليل نمط استهلاك الكهرباء في يوم الذروة للسنوات الخمس الماضية اتضح ان الحمل الاقصى يحدث عند الساعة الثالثة عصرا بينما يكون الحمل الادنى عند الساعة السادسة صباحا اي بمعدل 4 في المئة موزعة بالتساوي على مدى هاتين الساعتين.واضاف ان ذلك يعتمد على خفض الطلب على القدرة الكهربائية في الاسواق التجارية من خلال التحكم الامثل باجهزة التكييف والتهوية متوقعا ان ذلك قد يخفض نحو 20 ميغاوات من الحمل الاقصى للكهرباء.وحول آلية تنفيذ ذلك اوضح انه يعتمد على اغلاق اجهزة مناولة الهواء النقي من الساعة الـ 12 ظهرا حتى الساعة الخامسة مساء وتقليل استهلاك مبردات التكييف وملحقاتها.القطاع الصناعيوتطرق الدكتور حسين الى اهمية تنفيذ الحل الخامس والمتضمن خفض الطلب على الطاقة الكهربائية في المنشآت الصناعية مشيرا الى ان القطاع الصناعي يستهلك مايقارب 600 ميغاوات من الحمل الاقصى للكهرباء في البلاد مشددا على اهمية جدولة ساعات العمل في المصانع الى غير اوقات الذروة للمساهمة في تخفيض الحمل الاقصى للكهرباء.وتوقع في حالة تنفيذ هذا الحل فانه سيتم خفض 60 ميغاوات من القدرة الكهربائية القصوى.واشار الى اهمية تعديل استراتيجيات التشغيل للمباني الاخرى مثل الجمعيات التعاونية والفنادق والمساجد والبنوك وفروعها والمدارس ومباني جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب متوقعا ان ينخفض الطلب على القدرة القصوى للكهرباء في حالة استخدام هذا الحل بنحو 25 في المئة خلال اوقات الذروة في الصيف.واكد اهمية استخدام الحل الاستراتيجي السابع والمتعلق بضرورة عدم استعمال اجهزة الاضاءة ذات الكفاءة العالية والمتوهجة في المنازل التي تستنزف الطاقة الكهربائية موضحا ان بعض الدول منعت استيراد هذا النوع من الاضاءة بغرض توفير الكهرباء.وقال ان الحل يكمن في تزويد المنازل بمصابيح موفرة للطاقة وتوعية اصحاب المنازل باهمية استخدام المصابيع الموفرة للطاقة وكيفية استخدامها مؤكدا اهمية تغيير التوقيت الصيفي بمقدار ساعة الذي يعد الحل الثامن والاخير. واضاف ان ذلك سيساهم في تغيير التوقيت الصيفي في خفض استهلاك الكهرباء خصوصا في اوقات الذروة وان ذلك قد يخفض مانسبته 2 في المئة من اجمالي الحمل الكهربائي. (كونا)الحلول المستقبليةحول الحلول المستقبلية المقترحة لمواجهة ارتفاع الطلب على الكهرباء قال الدكتور علي حاجية وهو خبير في مجال الطاقة بالمعهد ان من بين هذه الحلول تبني التكنولوجيا الحديثة على نطاق واسع مثل نظام التخزين المائي والثلجي ونظام تبريد المناطق. واضاف ان هذا النظام يساهم في خفض الحمل الكهربائي في وقت الذروة اذ يمكن تخزين المياه المبردة او المثلجة خلال الفترة التي يقل فيها استعمال الكهرباء لاسيما بعد منتصف الليل ثم يتم استخدامها في اوقات الذروة. واوضح انه يتم ضخ المياه المثلجة او المبردة الموجودة في الخزانات الثلجية او الخزانات المائية عبر تشغيل المضخات ذات الاستهلاك المحدد والمتدني للكهرباء مقارنة مع استهلاك المبردات المركزية الضخمة ذات الاستهلاك العالي للكهرباء بحيث تصل نسبة التوفير في الحمل الاقصى الى 50 في المئة. واشار الى ان التخزين المائي والثلجي يعد من انجح الوسائل التكنولوجيه لخفض الحمل الكهرباء الاقصى في حال تعميمه وتطبيقه بشكل واسع خاصه في المباني التي ستستبدل نظام التبريد والتكييف فيها. وقال انه تم تطبيق هذه العملية بنجاح في احد المراكز الطبية في مستشفى الصباح وانه يمكن تعميمها في مناطق الكويت لتحقيق اهداف ترشيد استهلاك الكهرباء التي باتت تشكل عبئا على كاهل الحكومة. واضاف ان بعض الدول مثل السعودية والامارات طبقت هذا النوع من التكنولوجيا الناجحة التي تساهم في خفض استعمال الطاقة الكهربائية.
محليات
الأبحاث: تزايد كبير في الكهرباء فاق معدل النمو السكاني... والأسعار ثابتة منذ عام 1966 ثمانية حلول لمواجهة ارتفاع مستوى الاستهلاك
10-07-2007