«صديق الكويت القديم» يدعو سورية إلى ضبط حدودها مع العراق لمنع تسلل الارهابيين إلى العراق. أكد المتحدث الرسمي للحزب الشعبي المعارض في البرلمان الإسباني غوستافو دي أرستيغي أن الأنظمة الخليجية بشكل عام والنظام السعودي بشكل خاص تعتبر الهدف الأول للمنظمات الارهابية، لافتاً الى أن الارهابيين يكرهون المسلم المعتدل أكثر من أي أجنبي غربي!وحذر أرستيغي في لقاء خاص مع «الجريدة» النظام الإيراني من الاستمرار في مساعيه الرامية إلى السيطرة على المنطقة، والتي بدأت بتهريب عناصر إلى العراق منذ عام 2001 بغية خلق مواجهات بين الأقاليم العراقية لإحداث فوضى أمنية بالمنطقة، ثم العمل على امتلاك سلاح نووي، مشيراً الى أن المجتمع الدولي لن يقبل ذلك، وسيقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع حدوث سباق التسلح في منطقة الخليج.ودعا أرستيغي النظام السوري إلى بذل المزيد من الجهد لضبط الحدود السورية - العراقية لمنع الارهابيين من التسلل من العراق وإليه، مؤكدا أن أميركا نجحت في وقت سابق في تحقيق نجاح في صراعها مع الإرهابيين.وفي ما يلي نص اللقاء: ما أهداف زيارتكم للكويت؟أنا صديق قديم للكويت، ولدي علاقات متميزة مع شخصيات كويتية، كما أن هذه الزيارة تعتبر الزيارة الثانية لي، ففي عام 2003 زرت الكويت بدعوة من وزارة الإعلام وكان ذلك أثناء انتخابات مجلس الأمة، واطلعت على تجربة الكويت الديموقراطية التي أدهشتني بالفعل، فحرصت على نقل هذة التجربة الفريدة إلى العالم، واليوم زيارتي بدعوة من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب محمد الصقر، وهدف هذه الزيارة هو نقل المشاعر الحميمة التي يحملها الشعب الإسباني للشعب الكويتي بشكل عام ومشاعر الحزب الشعبي المعارض للحكومة بشكل خاص، وأيضا كحزب نتمنى أن تكون هناك علاقات قوية ووثيقة بين البلدين لتعزيز الجانب الاستثماري والاقتصادي وتعزيز الحوار وتقويته بين الحضارات ولاسيما في ما يتعلق بالجانب الثقافي والديني، وشخصيا أعتبر نفسي صديقا للعالم الإسلامي، وأسعى إلى إنشاء جمعية للتسامح والحرية، وأتمنى أن يكون هناك مشاركة فعالة من قبل جمعيات النفع العام الكويتية في هذه الجمعية لتتمكن من تحقيق أهدافها.ما رأيك في التجربة الديموقراطية الكويتية؟حقيقة إن تجربة الكويت جديرة بالاحترام والتقدير، وهذا الرأي جاء بعد مشاهدتي عملية الاقتراع واختيار الشعب الكويتي من يمثله بكل حرية ومن دون تدخلات خارجية، ليس ذلك فحسب بل نظام الاقتراع يضمن أن تكون نتائج الانتخابات نزيهة 100%، لأن الاجرءات المتبعة في يوم الاقتراع تمنع أي تلاعب بالنتائج النهائية للانتخابات. أيضا هناك تعددية سياسية في الكويت بشكل عام وفي البرلمان بشكل خاص، ووجود مثل هذه المجاميع يعتبر من الأجواء الصحية للديموقراطية ودليل على نموها وتطورها.الملف العراقيما قراءتكم للملف العراقي في الوقت الراهن؟بصراحة كنت في وقت مع فكرة تحرير العراق والإطاحة بالنظام العراقي السابق لما يمثله من دكتاتورية وخطر على شعبه وعلى الدول المجاورة للعراق وعلى المنطقة بأسرها، ولكن للأسف الشديد وقعت أخطاء بعد اسقاط النظام السابق أدت الى تدهور الوضع الأمني في العراق، ولعل أهم وابرز هذه الأخطاء هو تسريح وإنهاء خدمة رجال الجيش والشرطة السابقين، واطلاق المجرمين من السجون واطلاق العنان لبعض المنظمات الإرهابية لتنمو في العراق لتبدأ معها عمليات ارهابية ضحيتها الأبرياء، وأعتقد أن القائد الحالي للقوات الأميركية في العراق بدأ في تحقيق انجازات ملحوظة في العراق استعادت معه اجزاء من العراق الامن، وأيضا بدأ بتفكيك وشل عمل بعض المنظمات الإرهابية في العراق، كما بدأت تتشكل تحالفات بين الجيش الأميركي والجيش السني وبعض العشائر العراقية لمحاربة الإرهابيين.هل تعتقد أن لدول الجوار للعراق علاقة مباشرة بما يحدث حاليا في العراق؟الحقيقة هي أن الحدود العراقية-السورية ليست مؤمنة بشكل جيد لمنع تسلل الإرهابيين من العراق واليه، وأنا لا أريد أن أحكم ان كان هذا الأمر يتم بقصد أو من غير قصد من قبل الحكومة السورية، لكن نحن نطلب من الحكومة السورية أن تكون هناك جدية في مسألة تأمين الحدود مع العراق، لأن ما يحدث في العراق حاليا لا يخدم مصلحة سورية التي تعتبر غير محبوبة من قبل المتشددين.وماذا بشأن إيران المتهمة بدعم جماعات مسلحة في العراق؟أنا أعتقد أن أيران اتخذت موقعا هجوميا، وهذا سيفقدها السيطرة على الوضع مستقبلا، فمنذ عام 2001 بدأت أجهزة الاستخبارات الإيرانية بتهريب عناصرها الى العراق، وكان ذلك قبل دخول الجيش الأميركي إلى العراق بعامين، وذلك بهدف خلق مواجهة بين الأقاليم العراقية لإبقاء العراق غير مستقر وفاقد للأمن ولإثبات أن أميركا وقوات التحالف غير قادرين على السيطرة على الوضع في العراق.مصلحة إيرانوما مصلحة إيران في اقحام نفسها بما يحدث في العراق وتعريض مصالحها مع دول المنطقة والمجتمع الدولي للخطر؟أعتقد أن إيران تسعى إلى السيطرة على المنطقة وذلك على حساب العراق، وأيضا من خلال مساعي النظام الإيراني الى امتلاك سلاح نووي، الذي من دون شك سيعرض منطقة الخليج لخطر حقيقي، لذلك يجب أن تكون مساعي ايران للحصول على الطاقة النووية لاستخدامها في الأعمال السلمية فقط.هل تتوقعون ان يكون هناك عمل عسكري ضد ايران خلال الفترة المقبلة؟أنا لا أتمنى أن يحدث أي عمل عسكري جديد في المنطقة، وأتمنى أن يكون هناك تدرج ودور كبير للسياسة والدبلوماسية للرد على ايران ولانهاء هذا الملف بشكل نهائي، وعلى ايران أنْ تعلم أنّ هذه القضية محل اهتمام من جميع دول العالم، ويجب أن تحسم لذلك لن يتردد المجتمع الدولي بفرض المزيد من العقوبات على الحكومة الإيرانية، كما على النظام الايراني أن يعلم أن المجتمع الدولي لن يسمح له بالاستمرار في خلق المزيد من النزاعات في المنطقة، لذلك لا يزال أمام ايران مخرج من هذا النزاع الحاصل مع المجتمع الدولي، وهو التعاون الكامل لإثبات حسن النوايا، وإن ايران بالفعل ترغب في الحصول على الطاقة النووية السلمية.لكنْ هناك دول بالمنطقة لديها سلاح نووي مثل اسرائيل... والسؤال هو من يحدد من يحق له امتلاك السلاح النووي؟أنا لا أريد الدخول في مسألة من يملك ومن لا يملك، لأنه لا يمكن اقناعي أن امتلاك مثل هذا السلاح فيه مصلحة للمنطقة، فمثلا اذا حصلت ايران على السلاح النووي فستشهد المنطقة سباقا للتسلح والحصول على السلاح النووي، ومتى ما حدث ذلك فسيبدأ التفكير في من يبدأ أولاً الهجوم على الآخر للابتعاد عن أكبر قدر من الخسائر، لذلك من المناسب أن تقدم ايران رسالة الى الدول المجاورة بأنها بلد مسالم وتريد الخير للمنطقة، لكن مساعي الحصول على سلاح نووي أمر مخالف لهذه الرسالة.صراع مع الارهابهل تعتقد أن أميركا نجحت في الحرب التي شنتها على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر؟انا لا أعتبرها حربا وانما صراع مع الارهابيين، في البداية كانت هناك نجاحات سابقة، فعلى سبيل المثال سقوط نظام طالبان في أفغانستان من النتائج الايجابية التي تحققت، ومن المهم أن ندرك أن الصراع مع الارهابيين شيء معقد لاختلاف العناصر الارهابية ولفارق المستوى بين الطرفين، لذلك يجب أن نساند وندعم الجيش الأميركي خلال صراعه مع قوى الإرهاب من خلال التعاون الاستخباراتي والدولي والاقتصادي، نظرا إلى التكلفة الضخمة التي تتطلبها ملاحقة الارهابيين، وأيضا مطلوب من أميركا ودول أوروبا مد جسور التعاون مع دول العالم الإسلامي وفتح قنوات جديدة للحوار الثقافي والديني والتأكيد أن قوى الارهاب هي عدو مشترك وأن أول ضحايا هذه القوى الإرهابية هم الإسلاميون.لكن ألا تعتقد أن تنظيم القاعدة لا يزال نشيطا وقادرا على التخطيط وتنفيذ عمليات ارهابية دقيقة؟كما ذكرت لك الصراع مع الارهابيين يحتاج الى وقت والى جهد وتعاون من قبل دول العالم، وأعتقد ان مشاركة الدول الاسلامية في قوات الامم المتحدة لمحاربة الارهاب أمر في غاية الأهمية وسيحقق نتائج ايجابية، ولاسيما ان الجماعات الارهابية تهدد الجميع وهذا لا يعني ارسال الجيوش فقط إلى أفغانستان والعراق وانما ممكن ان يكون من خلال المساعدات الطبية والاقتصادية للبنية التحتية وتوفير بعض الاحتياجات الأساسية لهذه الدول للنهوض بها، ومن المهم أن نعلم ان هدف المنظمات الإرهابية الأساسي هو الأنظمة الاسلامية الحديثة، وهي دول الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، التي تعتبر أكبر هدف حاليا للمنظمات الارهابية لأن الإرهابي يكره المسلم المعتدل أكثر من أي غربي! حقوق المرأة ومصداقية الحكومةقال ارستيغي انه خلال زيارته الكويت في عام 2003 اخبره بعض من التقاهم من الحكومة الكويتية أن المرأة الكويتية ستحصل على كامل حقوقها السياسية في المستقبل القريب، مشيرا الى ان الحكومة بالفعل نجحت في منح المرأة حقوقها السياسية وهو ما يؤكد مصداقية الحكومة الكويتية.شعب جاد وعاملوصف ارستيغي الشعب الكويتي بالشعب الجاد والعامل، مؤكدا بأنه معجب بحرص الشعب الكويتي على بذل الجهد من أجل التطور والارتقاء بوطنه.
محليات
المتحدث باسم الحزب الشعبي الإسباني لـ الجريدة: إيران تحاول السيطرة على المنطقة على حساب العراق الأنظمة الخليجية هدف المنظمات الإرهابية الأول لأنها تمثل الإسلام المعتدل
08-11-2007