أكدت رئيسة معهد تنمية المرأة والتدريب المحامية كوثر الجوعان، أن الكويت لم تشهد صراعا سياسيا وتجاذبا حادا بين السلطتين الرئيسيتين التشريعية من جهة والتنفيذية والقوى السياسية من جهة أخرى، كما تشهده اليوم، وتبعات إقرار قانون التجمعات الأخير، حتى بتنا نعيش في عصر «اللا مفهوم»... ونتساءل عما يجري ولمصلحة من؟وأضافت الجوعان في ندوة عقدتها في جمعية المحامين مساء أمس الأول، بحضور كل من المرشح الدكتور ناصر الصانع ومرشح الدائرة الأولى صلاح خورشيد، أن الوطن اليوم يمر بمخاض عسير، وحتى العملية القيصرية قد تُستصعب فيه، ما لم يكُن هناك جراح كفء قادر على حل المشكلة، فالصراع السياسي ذو العيار الثقيل الجميع مشاركون فيه ومسؤولون عنه، إن الصراع القائم اليوم ليس هو الصراع الذي قد يُفهم منه أن بعض الأصوات التي تخرج من هنا وهناك ترفع راية هذه الفئة أو هذه الطائفة أو تلك القبيلة، إنه الصراع الفني لتلك العبارة.وفي كلمته التي وجهها إلى الحضور، تحدث مرشح الدائرة الأولى صلاح خورشيد عن مفهومي الصراع السياسي والتنمية، قائلا إن كليهما يحملان شيئا من التناقض، فبوجود الصراع السياسي ليس هناك حتما أي بادرة للتنمية، مصنفا الصراعات الرئيسية في البلاد إلى أربعة: صراع الأسرة وصراع الكتل السياسية البرلمانية وصراع أقطاب النفوذ الاقتصادي، والصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.وفيما يتعلق بصراع الأسرة، أكد خورشيد أن الجميع يتأثر بهذا الصراع، والجميع يعلم ما يدور بين أفراد الأسرة وانعكاس ذلك على الوضع العام في الدولة، مما أثر على سير التنمية. وركز خورشيد في حديثه على صراع السلطتين قائلا إن تكتل الكتل الذي شكل في البرلمان من مجموع تكتلات، فشل ومن أول استجواب طرح تحت قبة البرلمان، والكتل العاملة في المجلس ليس لديها أي أجندة أو استراتيجية واضحة متعلقة بالتنمية. أما فيما يتعلق بصراع النفوذ، فقال: أقطاب الاقتصاد في البلد عانوا الكثير في الفترة الأخيرة، خصوصا في المشاريع ذات الطبيعة الاقتصادية أو النفطية التي أثرت على الجو الاقتصادي العام، ما ولد نتائج سلبية ولم تستطع الدولة أن تنمو بالوضع أو تصحح الأخطاء، لافتا إلى أن أي مشروع اقتصادي اليوم أو نفطي يتطلب ميزانية تفوق ميزانيات التسعينيات من القرن الماضي عندما كان برميل النفط لا يتجاوز 7 دولارات، أما اليوم فهو 107 دولارات.وضرب خورشيد مثالا على اقتراح قدمه لإنشاء مصفاة رابعة في ميناء الزور في عام 1996 إبان تسلم الوزير السابق عيسى المزيدي حقيبة النفط وبميزانية بلغت آنذاك مليارا ونصف المليار فقط، مشيرا إلى ارتفاع تكلفة المشروع الذي لم يتحقق وقتها واقترح مجددا الآن بميزانية وقدرها 7 مليارات دينار، لافتا إلى الفوضى وعدم وجود التقدير الإيجابي للمشاريع المعدة من قبل بعض النواب والتي من شأنها الدفع بعملية التنمية.من جانبه كشف مرشح الدائرة الثالثة الدكتور ناصر الصانع أن هناك حكومات في الخارج تطرح تساؤلات من شأنها زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد، وتثير إشاعات بشأن تردي الحياة السياسية في البلاد وعدم نجاح الديمقراطية الكويتية وإخفاقها، مؤكدا أن لهذه الحكومات وشعوبها مآرب خافية أهمها عرقلة الممارسات السياسية الكويتية والدعوة إلى عدم اتخاذ الديمقراطية الكويتية قدوة، بينما المواطن الكويتي في طبيعة الحال يملك مقومات لا يملكها أي شخص في دول أخرى، فهو لديه الأدوات التي تتيح له محاسبة المسؤولين في الدولة، بينما دول أخرى تفتقد أبسط درجات الشفافية.وقال الصانع إن الصراعات في البلد وصلت مداها، منتقدا الحكومة لعدم تقديم خطة تنموية لسنوات طويلة، ومشيدا في الوقت ذاته بإنجازات المجلس المنحل، خصوصا الوثيقة البرلمانية التي وقعت عليها السلطتان لأول مرة تشمل أولويات مشتركة، لكنها لم تعلن بسبب وقوع أحد الاستجوابات.واقترح الصانع ضرورة تنظيم مؤتمر وطني تتجمع وتشارك فيه كل التيارات والتجمعات في الكويت، كاشفا أن البلد سيشهد زيارة لفريق تنموي كوري سيسهم في وضع خطة شاملة للبلاد، ومن المفترض أن تصادق الحكومة والمجلس المقبل على خطة تنموية تصدر بقانون.
برلمانيات - انتخابات
كوثر الجوعان: نعيش في عصر اللا مفهوم ونتساءل عما يجري ولمصلحة من؟ في ندوة شارك فيها المرشحان الصانع وصلاح خورشيد
01-05-2008