يرغب كثير من طلبة كلية العلوم في جامعة الكويت في التحويل من «العلوم» إلى كليات أخرى معللين ذلك بصعوبة المقررات وطريقة معاملة الأساتذة لهم، بالاضافة إلى عدم تمتع مخرجات الكلية بأي كادر وظيفي يضمن مستقبلهم المعيشي، وشح الميادين الوظيفية المتاحة لهم. تشهد كلية العلوم في جامعة الكويت نسبة تسرب كبيرة، متمثلة في تحويل الطلبة بعد أن يقبلوا فيها إلى كليات أخرى، منهم من يعاني أزمة المعدل العام الذي إذا انخفض عن النقطتين سيكلفه انذارا يقرب طرده من الجامعة الذي يشترط تعدي انذاراته الثلاث، ومنهم من يضطر إلى التسجيل في الكلية لقصور في شرط المعدل الثانوي المطلوب، ومن ثم يقوم بالتحويل للكلية التي يحلم بها.هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى تقف وراء رغبتهم في التحويل، منها الطريقة التي يعاملهم بها بعض أعضاء هيئة التدريس، وندرة المواقف.التقت «الجريدة» مجموعة من طلبة كلية العلوم، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي تدفع الطلبة إلى التحويل إلى كليات اخرى وإليكم التفاصيل:صعبة وبلا كادرأوضح الطالب محمد الصالح أن كلية العلوم تحتوي على كثير من التخصصات العلمية الممتعة إلا أن مقرراتها الدراسية التي تدرس فيها صعبة جدا، إذ إن بعض هذه المقررات لا تكفيها فترة الفصل الدراسي الواحد وتحتاج إلى مدة أطول، وبشكل يمكن الطالب من الاستفادة من المقررات، مضيفا أن التخصصات في الكلية وخصوصا التخصصات النادرة تكون صعبة جدا سواء من منهجها الدراسي أو بسبب عضو هيئة التدريس او «المعيدين»، فضلا عن صعوبة استقبال سوق العمل لمخرجات الكلية، أي ان مخرجات الكلية غير مرغوب فيها رغم صعوبة دراستها، وأكد الصالح أن أحد اسباب تحويله من كلية العلوم هو أن مستقبل الكلية غير واضح ولا يملك أي كادر يحمي خريجيه مثل كلية الهندسة والبترول التي يملك أغلبية خريجيها كادرا وظيفيا وفرصا وظيفية أكبر.أمر طبيعيوأيدته في ذلك الطالبة ريم الانصاري بقولها «طبيعي أن أريد التحويل من كلية العلوم إلى كلية أخرى، لأن مقررات الكلية الدراسية صعبة جدا، وبعض تلك المقررات ليس له أي علاقة بالحياة العملية وهي مجرد ثقافة عامة ليس لها أي فائدة بعد التخرج»، مبينة أن الخريجين من كلية العلوم لا يحظون بمستقبل مضمون ولا حتى مسمى وظيفي متميز وأنه ليس هناك ما يدعو إلى تحمل العبء الدراسي في كلية العلوم، ولفتت إلى انه في حال أرادت التحويل إلى كلية أخرى فسوف تختار كلية لها مستقبل وظيفي ومسمى وظيفي لشهادتها حتى ولو كانت أصعب من كلية العلوم نفسها، وقالت «نحن ندرس من أجل الحصول على شهادة تساوي الجهد الذي بذلناه وليس ليذهب عناؤنا في مهب الرياح».أساتذة غير متعاونينوخالفهما في الرأي الطالب مشاري العنزي، الذي أكد أن كلية العلوم جيدة ولا بأس بها، وأن الدراسة في كلية العلوم سهلة مقارنة ببعض الكليات الأخرى، مثل كلية الهندسة والطب والكليات العلمية الأخرى، ولكنه يرى أن أغلب أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم غير متعاونين، لكنه لا يعد ذلك دليلا على أن الدراسة في الكلية صعبة، ولا ينفي وجود أساتذة من أعضاء هيئة التدريس متفاعلين مع الطلبة، قائلا «إن ما يجعلني أؤكد أن كلية العلوم جيدة هو وجود بعض الأساتذة الجيدين»، وأعرب العنزي عن ارتياحه بتخصصه وذلك لسهولة دراسته، ومجالات العمل الخاصة به متوافرة في الكويت.أفضل الأسوأمن جانبه، قال الطالب صلاح القطان «في بداية قبولي في كلية العلوم كانت رغبتي الأولى هي التحويل إلى كلية الهندسة والبترول، ولكن حين علمت أن كلية العلوم صعبة في مناهجها الدراسية وأنه لا مستقبل وظيفيا لها وأن بعض أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم غير متفاعلين مع الطلبة بدأت أفكر في التحويل»، موضحا أن السبب في عدم تحويله إلى الآن هو عدم حصوله على المعدل اللازم للتحويل، وأنه غير مستوف شروط التحويل، إذ إنه قام بتوجيه رغبته إلى تخصص آخر في كلية العلوم، بحيث يستطيع أن يتماشى مع قدراته العقلية ورغباته، على الرغم من صعوبة التخصص نفسه وعدم سلاسة طريقة تعامل بعض أعضاء هيئة التدريس فيه، مشيرا إلى أن هذا التخصص هو أفضل الأسوأ بالنسبة له من بين التخصصات المتوافرة في كلية العلوم إضافة إلى أن مستقبله الوظيفي جيد.اختبار القدراتومن جانبها أيدت الطالبة أبرار عبدالمجيد الوجهة التي ترى صعوبة الدراسة في الكلية بقولها أنها تريد التحويل من كلية العلوم لعدم وجود مستقبل وظيفي للكلية أو كادر يؤمن مستقبل الطلبة، إذ بينت أن الكلية تمتاز بصعوبة المنهج الدراسي وأن بعض أعضاء هيئة التدريس متشددون وغير متساهلين مع الطلبة في معظم الأحيان سواء من ناحية الدرجات أو من جهة الاختبارات التي تفوق مستوى شرحهم لموضوعات المنهج، مشيرة إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس لا يقومون بالشرح الوافي للمقررات الدراسية، مبينة أنها تطمح إلى قبولها في كلية الهندسة والبترول، رغم وقوف معدلها العام حجر عثرة في طريقها، ولأنه لا يسمح بالقبول في كلية مثل الهندسة، ولفتت إلى أن من أسباب عدم حصولها على المعدل المطلوب هو امتحانات القدرات التي تسببت بخفض معدلها المكافئ، وخصوصا أن التخصصات المتوافرة في كلية الهندسة والبترول تختلف ولكل منها معدل معين. مخالفات ولا مبالاةبدوره أعرب الطالب عبدالله العجمي عن استيائه من كلية العلوم، معللا ذلك بشروط التخصص وصعوبتها، وأن أغلب التخصصات في كلية العلوم تلزم الطلبة بالمختبرات العملية «اللابات»، وأن الجهد المطلوب في المختبرات يشعره بالارهاق «لبذل الكثير من المجهودات الدراسية والعلمية التي تعود سلبا على انتاجنا الأكاديمي»، وهناك أشخاص عدة يلاحظون أن الخريجين من الكلية لا يحصلون على العديد من المميزات التي تكافئ الجهد الدراسي المبذول أثناء دراستهم في الكلية، مضيفا أن «هناك أسبابا جعلتني أرغب في التحويل إلى كلية غير كلية العلوم، ومن أبرزها مواقف السيارات المخصصة لطلبة كلية، إذ إنها لا تستوعب أعداد الطلبة الذين يحضرون كل صباح إلى الكلية، فضلا عن الطلبة المستجدين مع كل فصل دراسي جديد، وهذا أمر يؤدي إلى تأخير الطلبة عن المحاضرات وضياع ما يقارب نصف الساعة أو أكثر»، ولفت العجمي إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس لا يراعون أزمة المواقف، مؤكدا قيام وزراة الداخلية بتحرير المخالفات المرورية للطلبة، في ظل لا مبالاة عمادة الكلية بها، كما هي الحال في الحرم الجامعي في منطقة الشويخ، إذ قامت الادارة الجامعية ببناء مواقف متعددة الأدوار لمواجهة تلك المشكلة، وأضاف «إما أن تبنى طوابق أخرى فوق مواقف السيارات في الكلية أو أن يناشدوا وزارة الداخلية لوقف تحرير المخالفات والإسراع في إلغائها».التفاؤل هو الحلووافقه الرأي الطالب عبدالعزيز منور المطيري الذي قال «إن كلية العلوم من الكليات الصعبة في جامعة الكويت لأن مختبراتها العملية تأخذ من يوم الطالب وقتا كبيرا يصل إلى ساعتين أو ثلاث في اغلب الايام الدراسية، بالإضافة إلى أن المناهج الدراسية غالبا ما تكون صعبة ولا تتناسب مع مخرجات التعليم الثانوي في الكويت»، مشيرا إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس في الكلية يتعمدون التعسير على الطلبة في بعض المقررات على الرغم من سهولتها، وأضاف أن خريج كلية العلوم لا يحظى بمسمى وظيفي كما هي الحال في بعض الكليات الأخرى، معربا عن استيائه من مشكلة مواقف السيارات في الكلية، وقال «رغم كل هذه المشاكل والصعوبات التي تنتشر في الكلية، فلا بد أن تكون لدى الطالب نظرة تفاؤل إلى المستقبل وأن يحاول أن يطور ذاته ويخلق لنفسه واقعا مشرقا يفيده في المستقبل».
ألبومات
طلبة العلوم : التّعنت وصعوبة المقررات وندرة فرص العمل أسباب تحويلنا من الكلية
13-01-2008