تؤدي ممثّلة بوليوود أيشواريا راي دور ضحية العنف المنزلي على مدى سنوات في فيلم Provoked : A True Story المستوحى من قضية في محكمة المملكة المتحدة وقد بدّلت هذه القضية القوانين البريطانية المتعلّقة بالعنف المنزلي إلى الأبد. حتّى قبل مشاهدة أي مشهد من الفيلم ندرك أنّه قصّة إنسانيّة تبغي إيصال إفكار كثيرة. فيلم من النوع الذي يأسر بسهولة قلوب المشاهدين لكن النتيجة تبدو بلا معنى وغير ضرورية رغم الظاهر على الشاشة. بينما كانت الشابة البنجابية المحافظة كيرانجيت (راي) تتابع دراستها في الحقوق تجد نفسها في خضم زواج مدبّر مع ديباك أهلواليا (ناﭬين أندروز). يصرّ ديباك على تخلي كيرانجيت عن دراستها كي ينتقلا إلى العيش في لندن. وفاءً للتّقاليد والقيم تلبي كيرانجيت رغبة زوجها، لكنّ الأمور تتحوّل بسرعة لدى وصولهما إلى المدينة الكبيرة. تحمل كيرانجيت طفلاً في حين ينتقل ديباك إلى حياة المجون والعنف المنزلي.تتحمل كيرانجيت طوال عقد العنف الجسدي والكلامي والجنسي على يد ديباك. تمنعها القيم القديمة من طلب المساعدة للخروج من دوّامة العنف. ذات ليلة تقرّر إحراق زوجها أثناء نومه فيلقى القبض عليها وحُكِمَ عليها بالسجن المؤبّد. يدور معظم حوادث الفيلم خلال وجود كيرانجيت في السجن في حين كانت تنتظر حكم الاستئناف. خلال تلك الفترة تحاول التأقلم مع محيطها الجديد. بالكاد تتكلم. وتتعرّض لمضايقات السجينات الأخريات وسرعان ما تستميل زميلتها في السجن ﭬيرونيكا سكوت (ميراندا ريتشاردسون). رغم أنّ كلاّ منهما آتية من عالم مختلف إلاّ أنّ كيرانجيت وﭬيرونيكا وجدتا ما يجمعهما. هنا محور الفيلم، لكن لسوء الحظّ لا تدوم تلك اللحظات. رغم أنّ فيلم Provoked مستوحى من قصّة حقيقيّة، إلا أن الدراما التي تحيط بحادثة إدخال كيرانجيت السجن منفّذة بطريقة ضعيفة ولا تبلغ القصّة غايتها. تقيّد كارل أوستن وراهيلا غوبتا بالقصّة الحقيقيّة جعل الفيلم كأنّه مخصّص للعرض التلفزيوني. تبدو الحياة في السجن سهلة ولا تشبه الحياة القاسية فيه. يبغي الفيلم إيصال فكرة العذاب الذي تتعرض له كيرانجيت فيعود المخرج بذكرياتها إلى نحو ستّة حوادث تطوّر خلالها العنف في السنوات العشر. إنما كان الأمر كافياً بعد عرض الحادث الثالث. الفاتنة راي ضحية متعاطفة، جميلة جدًّا ولا يلائمها أن تتعذّب. بعد توقيفها يبدو شعرها مسرّحًا بشكل جيّد وتضع الماكياج. بل تبدو تمضية عدّة أشهر في السجن طبيعية. أنّ امرأة تدرك أنّها سُجِنَت ظلمًا لا تبدو كأنّها أمضت نصف نهارها في صالون التزيين!لا جدّية في Provoked، عدا أنّ المغزى ضاع في الترجمة.
توابل - سيما
Provoked قصة واقعية يضيع مغزاها
16-10-2007