هل نجاح الجمع بين نجمي السينما نور الشريف ومحمود عبدالعزيز في فيلم «ليلة البيبي دول» مع كوكبة من النجوم، وتفوق «عمارة يعقوبيان» بما ضمّ من نجوم لهم وقعهم في الساحة الفنية، هو سر حماس النجم عمر الشريف لمشاركة الفنان عادل إمام بطولة فيلمه الجديد «حسن ومرقص»، أم إنها محاولة من أباطرة السينما المصرية للبحث عن معايير أخرى لجذب الجماهير؟

Ad

لماذا يتحمس «الكبار» دومًا لاقتسام البطولة دونما مشاكل حول ترتيب الأسماء على الأفيش أو مساحة الدور أو... أو...، فيما يرفض الشباب أن يقدموا فيلمًا يجمع بينهم، والدليل فشل أكثر من محاولة للجمع بين أحمد عز وأحمد السقا، أو بين الأخير وكريم عبد العزيز أو بين محمد هنيدي ومحمد سعد وغيرهم من نجوم شباب يحرصون دومًا على زعامة الملصق الإعلاني وعلى تهميش الأدوار الثانوية في أفلامهم؟ هل هم غير واثقين في مواهبهم أم يخافون اقتسام النجاح مع الآخرين؟

لو يعود الزمن إلى الوراء هل كان مخرج فيلم «سهر الليالي» هاني خليفة لينجح في إقناع هذه الكوكبة من النجوم (أحد أهم أسباب نجاح الفيلم) في التعاون معًا؟

أحلام غير حقيقة

المؤكد، وفقًا للوقائع وليس التكهنات، أن أي اقتراح للتعاون بين نجوم الجيل الجديد سيكون مصيره الفشل، بدليل أن المنتج محمد السبكي فشل في الجمع بين كل من تامر حسني وحمادة هلال في فيلم «ديني» (كتابة بشير الديك)، ورغم تصريحاتهما الكثيرة بالموافقة، تعثر تنفيذ المشروع بسبب رفضهما المشاركة.

من ناحيته حاول المنتج محمد حسن رمزي الجمع بين فتيان السينما المصرية أحمد عز وأحمد السقا في عمل سينمائي عن المخابرات، غير أن كليهما اعتذر. وكذلك فعل حسن رمزي معللاً اعتذاره بانشغاله بأعمال لا يمكن تأجيلها، لكنه تطرق قبل الرفض الى وجوب توفير مساحة متساوية له مع النجم الآخر مع توفير الضمانات التي تحفظ حق كل واحد منهما وتحافظ على نجوميته، رغم أن الفيلم عمل قومي يمكن التضحية بالنجومية في سبيله.

الطريف بعد هذا كله أن الجميع يتحدث عن صداقة النجوم الشباب وعن رغبتهم في تقديم أعمال مشتركة لكنها ستظل، على ما يبدو، «رغبات مكبوتة» لدى جهات الإنتاج فحسب، رغم تفاؤل البعض الآخر خصوصًا في ظل وجود تجربة مثل «غودنيوز» نجحت سابقاً في جمع الكبار.

قنبلة

وتترقب الساحة السينمائية نتيجة المباحثات التي يجريها الإعلامي عماد الدين أديب في لندن للجمع بين الفنان أحمد السقا ومنافسه الفنان كريم عبد العزيز في عمل مشترك يكون «قنبلة» موسم الصيف المقبل، خصوصا أن لكل منهما شروطه في حجم الدور وشكله على الـ «أفيش».

هل ينجح أديب في تحقيق «لقاء القمة» أم أنّ القرار لا بدّ أن يكون سياديًا كما حدث سابقاً مع كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب اللذين لولا إلحاح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على ضرورة التعاون بينهما لما تحقق هذا التعاون فعليًا.

في السياق نفسه يشير الناقد السينمائي طارق الشناوي إلى أن العودة إلى الأعمال الجماعية دليل على أن ثمة عزوفًا من قبل الجمهور لما يقدم على الساحة السينمائية نظرًا إلى سيطرة السذاجة والفكرة الواحدة والملل على الموضوعات، ما يجعل فكرة «البطولة الجماعية» حلاً سحريًا وفق الشناوي، خصوصًا أن للأسماء المطروحة تاريخاً معروفاً ولن تقبل بتقديم أعمال تخفّف من قيمتها، وبالتالي فإن نجاحها مضمون، إضافة إلى أنها ستكون بمثابة إضافة إلى تاريخ السينما المصرية.

من ناحيته يعترف المنتج وائل عبد الله بأنّ الفترة المقبلة ستشهد عودة البطولة الجماعية بكثافة، فالرغبة في التجديد من جهة والبحث عن طرق مختلفة لضمان الربح من جهة أخرى كلها أسباب تدفع بهذه الظاهرة إلى قمة المشهد السينمائي.