تتزايد التصريحات العراقية المطالِبة بعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية، بالتزامن مع قرب انعقاد مؤتمر «دول الجوار» في الكويت الثلاثاء المقبل، في وقت تكثر فيه المقابر الجماعية التي يتم العثور عليها بين حين وآخر في العراق. يكتشف العراقيون مزيداً من الأعمال الإجرامية والإرهابية التي قام بها تنظيم «القاعدة»، خصوصاً المقابر الجماعية التي تحتوي على جثث عراقيين تعرضوا في معظم الأحيان للتعذيب، وكان آخرها مقبرة اكتشفتها السلطات في أحد المنازل في بلدة المحمودية جنوبي بغداد أمس، بحسب ما أكد مصدر أمني لـ«الجريدة».وأفاد المصدر بأن المقبرة الجديدة تحتوي على 51 جثة بعضها يعود إلى جنود ومدنيين وعناصر شرطة، في حين لم يتمّ التعرف على العديد منها. وأشار إلى أنه يعتقد أن معظم الجثث التي تم الكشف عنها تعود لأشخاص قتلوا خلال السنتين الماضيتين.وكان جنود عراقيون عثروا على مقبرة مماثلة في قرية المحمودية الأسبوع الماضي، وأخرجوا منها 33 جثة. يذكر ان المحمودية كانت جزءاً من المنطقة المعروفة باسم «مثلث الموت»، منذ نحو ثلاث سنوات، والتي تضمّ كذلك اللطيفية واليوسفية، وكان يسيطر عليها تنظيم «القاعدة». تدخل «الجوار»شـــدَّد حـــزب «الدعوة» الإسلامي الذي يشغل أمانته العامة رئيس الوزراء نوري المالكي، في بيان تسلَّمت «الجريدة» نسخة منه، على رفضه تدخل دول الجوار وبعض الدول الإقليمية في الشؤون الداخلية العراقية. ورفض النائب عن الحزب علي العلاق، في البيان، تسمية هذه الدول، مشيراً الى أن الحزب يهدف إلى «إبقاء علاقاته مع دول الجوار دبلوماسية وأخوية». وأشار العلاق إلى أن «هذه الأمور تحتاج إلى الكشف عن وثائق ومستندات من شأنها أن تفتح جبهات سياسية جديدة لا تسعها البلاد الآن». وأكَّد النائب عن «الدعوة» أن المالكي سيطرح قضية تدخل دول الجوار في الشؤون العراقية خلال اجتماع «الجوار» المزمع عقده في الكويت الثلاثاء المقبل.إحباط تهريب ألغامأفاد ضابط العلاقات والإعلام في قيادة حدود المنطقة الثالثة في محافظة واسط العميد كريم عبد حسن القريشي، لـ«الجريدة» أمس، بأن قوة من شرطة الحدود في المحافظة «أحبطت محاولة قام بها مسلحون لتهريب 164 لغماً إيطالي الصنع ضد الدروع إلى داخل العراق، بعد أن اشتبكت مع مجموعة مسلحين في منطقة نفط خانة شمال شرق مدينة الكوت». وأوضح القريشي أن «المسلحين ويقدر عددهم بـ12 كانوا يعتزمون إدخال هذه الألغام الى الاراضي العراقية، فاشتبكت معهم قوة من حرس الحدود وفروا هاربين داخل الاراضي الايرانية». وأشار إلى أن قطاع حدود المنطقة الثالثة التي تشمل محافظتي واسط وديالى تتوزع فيه 22 مخفراً تهدف إلى تأمين الحدود العراقية-الإيرانية. يذكر أن وزارة الداخلية العراقية أعلنت قبل أيام العثور على أسلحة إيرانية المنشأ خلال العمليات العسكرية الأخيرة في البصرة ومحافظات جنوبية أخرى.مدينة الصدردعا الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، وكيل المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، أمس، الحكومة العراقية إلى معالجة الأوضاع الإنسانية «المتردية» في مدينة الصدر من جراء العملية الأمنية التي تنفذها الحكومة منذ 25 مارس الماضي لمطاردة الخارجين على القانون.وقال الكربلائي، في خطبة الجمعة: «هناك الكثير من الخدمات الأساسية حرم منها عموم المواطنين في تلك المدينة، وخصوصا خدمات الماء والصحة والغذاء». وأضاف: «نؤكد من هنا على الإخوة في الأجهزة الأمنية والحكومة الموقرة ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير هذه الخدمات الأساسية، ولاسيما خدمات الماء والصحة والغذاء».ولفت وكيل السيستاني إلى أن «الكثير من المواطنين الأبرياء ممن لا دخل لهم في الاشتباكات التي حصلت، قد تضرروا كثيرا (..) وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات بتعويض هؤلاء المواطنين جميعا تعويضا عادلا لتدارك التداعيات الضارة والسلبية».المباني الحكوميةأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف، أن رئيس الوزراء «أمر بإخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها الاحزاب والتيارات السياسية بشكل عام». وفي السياق، ذكر مدير مكتب الصدر في مدينة البصرة الشيخ حارث العذاري، أن قوات عراقية، من الشرطة والجيش، «تحاصر مكتب الصدر في البصرة وتطالب بإخلائه»، مشيرا الى ان هذه القوات «منعت المصلين من الوصول لاداء صلاة الجمعة عند المقر».واعتبر «التيار الصدري» هذه الاجراءات «خطوة استفزازية وتصعيدية تؤكد زيف ادعاءات الحكومة بان هذه العمليات لا تستهدف استئصال التيار الصدري».إلى ذلك، قتل عشرة أشخاص، بينهم جنديان في الجيش العراقي، في هجمات متفرقة وقعت في كركوك وبعقوبة والبصرة أمس.(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، كونا)
دوليات
مآثر تنظيم القاعدة تتكشّف تِباعاً: 51 جثة في مقبرة جديدة في المحمودية الدعوة يطالب الجوار بالكف عن التدخل ... وإحباط محاولة لتهريب ألغام من إيران
19-04-2008