تداركت لجنة تقييم العمداء الفوضى التي حدثت عند اختلاف بعض أعضاء هيئة التدريس في الرأي واستأنفت الاستماع لآرائهم، من منطلق أن التقييم ليس عملية انتخابية حتى يتم بسرية بل يمثل استئناسا برأي الأعضاء في أهم الإنجازات وفق النظرة المستقبلية للكلية.

Ad

اختلفت آراء اعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الاساسية بشان سير عملية تقييم عميدة الكلية د. دلال الهدهود، على الرغم من ان لجنة التقييم اعطت مطلق الحرية لابداء الراي وتقييم اداء العميدة لاعضاء هيئة التدريس، فمنهم من سمح له بتقييمها بصوت عال، ومنهم من طلب ورقة سرية لتقييمها، ومنهم من دخل للتقييم على شكل مجموعات.

واكدت مجموعة من اعضاء هيئة التدريس ان اللجنة متعاونة تماما مع اعضاء هيئة التدريس بينما انتقد آخرون سير عملية التقييم، التي تولد على اثرها مشادات كلامية ومشاحنات بين اعضاء الهيئة واعضاء لجنة التقييم.

وعن اداء عميدة الكلية ودوريها الاكاديمي والاداري في الكلية، شهد اغلب اعضاء هيئة التدريس لها وايدوا استمرارها، وذلك لما قدمته من انجازات ومشاريع تطويرية لاقسام الكلية وتدشين تخصصات ومقررات جديدة وتفانيها في عملها واخلاصها، بالاضافة الى مساهمتها في دفع عجلة المسيرة التعليمية في الهيئة.

«الجريدة» التقت مجموعة من اعضاء هيئة التدريس ورؤساء اقسام الكلية، بالاضافة الى نائب مدير عام الهيئة ورئيس لجنة التقييم للعمداء الثلاث في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. مشعل المشعان، الذي اكد ان اللجنة قابلت 144 عضو هيئة تدريس في كلية التربية الاساسية، مشير الى ان اللجنة اعطت الحرية المطلقة لاعضاء هيئة التدريس في عملية التقييم فلهم الحق في ابداء الراي شفويا او في ورقة او في سرية تامة او على شكل مجموعات، لتعاون اعضاء هيئة التدريس مع اللجنة اختصارا للوقت والجهد.

وأوضح المشعان ان التقييم اعتمد على الاستماع لاراء مساعدي العمداء واعضاء هيئة التدريس، بالاضافة الى الانجازات التي قدمتها العميدة للكلية في السنتين الماضيتين، ونظرة العميدة إلى الخطة المستقبلية للسنتين المقبلتيين اذا تم التجديد.

مشاحنات مؤسفة

ومن جانبه، اعرب رئيس قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية الاساسية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. شافي المحبوب عن أسفه الشديد لما حصل من مشاحنات بين نخبة من اصحاب المؤهلات العالية للتعليم في المجتمع من حملة الدكتواره والماجستير امام أعين 30 عضو هيئة تدريس تقريبا، وذلك بفعل 3 من اعضاء هيئة التدريس بينما التزم الباقون الهدوء.

واوضح ان اللجنة تداركت الفوضى واستأنفت عملها في الاستماع لاراء اعضاء هيئة التدريس مضيفا ان عملية التقييم ليست عملية انتخابية بل عبارة عن إبداء رأي من قبل اعضاء هيئة التدريس، لافتا إلى أن دخول بعض اعضاء هيئة التدريس على شكل مجموعات وتعبيرهم عن رأيهم بشكل علني الهدف منه اختصار الوقت والجهد حيث ان اللجنة اعطت اعضاء هيئة التدريس مطلق الحرية في اختيار الأسلوب الأنسب للتقييم.

واكد تأييده التجديد لعميدة كلية التربية الاساسية د. دلال الهدهود لجهودها المبذولة تجاه اعضاء هيئة التدريس والطلبة واخلاصها وتفانيها في العمل، فضلا عن انها تعمل في فترة الاجازة، لافتا إلى ان هناك بعض البرامج والمشاريع في الكلية التي تحتاج الى متابعة العميدة.

مخلصة

وبدوره، أكد رئيس قسم التربية الفنية في كلية التربية الاساسية د. عبدالله المهنا ان الطريقة التي اتبعتها اللجنة في تقييم العميدة غير سليمة وكان من المفترض على اللجنة ان تأخذ رأي مساعدي العمداء ومن بعدها رؤوساء الاقسام، ثم بعض اعضاء هيئة التدريس للاستماع الى آرائهم في مبنى الهيئة الرئيسي وليس في كلية التربية الاساسية لتفادي المشاكل التي قد تحدث، موضحا ان عميدة التربية الاساسية طبقت اللوائح والقوانين في الكلية بحذافيرها لانها انسانة مخلصة في عملها اي انها تعمل ليل نهار حتى في ايام العطل والاجازات ومتابعتها الدائمة للنشرات سواء كانت امتحانات فصلية او لوائح جديدة.

تقييم تعاوني

ومن جهته، اكد الاستاذ المساعد في قسم علم النفس في كلية التربية الاساسية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. ناصر المويزري ان لجنة تقييم العمداء متعاونة جدا مع اعضاء هيئة التدريس وان ما حصل من مشادات كلامية هو مستوى هابط لا يخرج من بعض اعضاء هيئة التدريس اصحاب اعلى صرح اكاديمي، متمنيا ان تفض المشاحنات وتتصافى القلوب، مبينا أن ايجابيات العميدة تغلب السلبيات من خلال الانجازات والمشاريع التي قدمتها للهيئة وعملية تطبيق اللوائح وانضباط اعضاء هيئة التدريس إلا ان هناك ملاحظة عليها في التعامل مع اعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى تأييده التجديد للعميدة اذا لم يحدد العميد القادم ويتم مقارنته مع العميدة الحالية د. دلال الهدهود.

واشاد المويزري بجهود اعضاء لجنة تقييم العمداء لتعاونهم مع اعضاء هيئة التدريس في الاستماع لآرائهم في عملية التقييم.

إخلاص وتفانٍ

ومن جانبه، اوضح الاستاذ المساعد لقسم المناهج وطرق التدريس د. نبيل القلاف ان رئيس لجنة تقييم العمداء د. مشعل المشعان اعطى مطلق الحرية لابداء الرأي وترك الخيار لاعضاء هيئة التدريس في التعبير عن رأيهم في تقييم العميدة، مشيرا الى تعدد طرق ابداء الأعضاء رأيهم، ومستهجنا في الوقت نفسه المشاحنات التي حدثت في عملية التقييم، إذ ان عملية التتقييم مجرد عملية استفتاء واستماع لآراء المدرسين وهي ليست عملية انتخابية لتكون بصورة سرية.

واشاد بجهود عميدة التربية لاخلاصها وتفانيها في العمل، حيث انها تربط عملها بولائها بالوطن لافتا الى انها حريصة على العمل حتى في ايام الاجازات.

وبين القلاف انه ايد تجديده للعميدة خلال عملية التقييم، مضيفا ان من ايد العميدة قد انصف الكلية لان عميدة التربية صاحبت انجازات مشرفة تقوم بالارتقاء بالعملية التعليمية في الهيئة.

زملاء وإخوة

وبدوره قال الاستاذ المساعد في قسم التربية الخاصة في كلية التربية الاساسية د. حمد العجمي ان اللجنة كانت مرنة في تعاملها مع اعضاء هيئة التدريس، وما حدث امر بسيط وهو اختلاف في وجهات النظر، موضحا ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، حتى وان كان الاختلاف على آلية الاستئناس بالرأي، وان ما حصل من مشاحنات كانت بين زملاء وإخوة وقد حل في وقته لانهم يعملون في ما بينهم من اجل مصلحة الكلية والمصلحة العامة.

وشدد العجمي على ضرورة التجديد للعميدة، لما قدمته للكلية من انجازات ومن اهمها تطوير قسم الحاسوب وقسم علوم الاسرة واستحداثها الكثير من المقررات للعديد من الاقسام التي تخص البيئة بالاضافة الى تدشين تخصص صعوبات التعلم في التربية الخاصة.

واضاف ان العميدة كانت تعمل وحدها في بداية عملها في الكلية اي ليس لديها مساعدون بل كانت تدير اعمال المساعدين الذين كانوا يختصون بالشؤون الطلابية والشؤون الاكاديمية وتبذل قصارى جهدها لتطوير الكلية.

مجموعة أعضاء: لا مصالح تؤثر في عملية التقييم

اصدر مجموعة من اعضاء هيئة التدريس (لا تعرف أسماؤهم ولا عددهم) في كلية التربية الاساسية بيانا خاصا بشأن التجديد للعميدة د. دلال الهدهود، قالوا فيه «جددت الاكثرية الساحقة من اعضاء هيئة التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الثقة بعميدة كلية التربية الاساسية د. دلال الهدهود، امام اللجنة المختصة بسماع آرائهم حول اداء العميدة خلال العامين الماضيين، وذلك تمهيدا لاتخاذ قرار بالتجديد لها عامين آخرين»، مؤكدين ان لجنة تقييم اداء العمداء التي زارت الكلية صباح الاربعاء الماضي متمثلة في خيرة الكفاءات الوطنية ذات السمعة العلمية والاكاديمية في مجال التعليم، حيث كانت اللجنة حيادية ومارست عملها بكل شفافية واعطت الفرصة الكافية لجميع اعضاء هيئة التدريس لسماع آرائهم وملاحظاتهم المتعلقة بتقييم اداء العميدة.

واعتبر البيان ان تجديد الثقة بمنزلة انتصار للكلية ولأعضاء هيئة التدريس، الذين رفضوا القول ان رأيهم بالعميدة كان مرتبطا بوجود مصالح شخصية او بسبب ضغوط واملاءات خارجية، معتبرين مثل هذا الكلام غير اللائق بحق اعضاء هيئة التدريس، هدما لابسط الحقوق الاكاديمية والاخلاقية للاساتذة في التعبير عن آرائهم والمشاركة في اختيار من يمثلهم لادارة الكلية بكل شفافية وديموقراطية وبقناعة.

واضافوا أنه «من غير اللائق ان يتهم البعض اعضاء هيئة التدريس ممن جددوا الثقة بالعميدة بانهم اصحاب مصالح شخصية»، واستغربوا ان يخرج مثل هذا الكلام من اكاديميين يفترض بهم ان يكونوا مثالاً لتقبل الرأي الآخر والقبول برأي الاكثرية، فليس من المقبول ان يتهم كل من خالفهم الرأي بتهم واوصاف ما انزل الله بها من سلطان»، مؤكدين انهم ماضون في طريق الاصلاح ويعتبرون تجديد الثقة بعميدة الكلية نقطة انطلاق لتوحيد الآراء بالمستقبل واتخاذ مواقف واجراءات في وجه كل من يحاول ان يعرقل مسيرة التقدم والاصلاح بالمؤسسات التعليمية وينتقص حقهم في الدفاع عن مكتسباتهم، لافتين إلى ان مواقفهم مشهود لها في تأسيس تلك المؤسسات التعليمية وكذلك دورهم الفاعل في النهوض بها.

ووصف عدد من اعضاء هيئة التدريس من جددوا الثقة بعميدة الكلية بأنهم نخبة الاساتذة ووقفوا مع العميدة من دون تخطيط مسبق بكل قناعاتهم وليس لهم اي مصالح شخصية، مبينين ان لجنة تقييم العمداء كانت واضحة وتتمتع بالمصداقية منذ البداية حيث خيرت اعضاء هيئة التدريس ما بين الدخول على شكل مجموعات مؤيدين ومعارضين، والدخول افرادا فكان الاختيار ان يدخل اعضاء هيئة التدريس كمجموعات، ومع ذلك احتفظت اللجنة بحقوق الاساتذة الذين يريدون الدخول بشكل فردي والتعبير عن آرائهم حول اداء العميدة، نافين ما ردده بعض الأفراد في محاولات للتشكيك بمصداقية اللجنة وحياديتها. مطالبين ادارة الهيئة على رأسها وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الاستاذة نورية الصبيح، ومدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور يعقوب الرفاعي بالالتزام بما اسفرت عنها اللجنة من قرارات ايجابية لمصلحة العملية التعليمية واستمرارية النهوض بالنظام الاكاديمي والتطبيقي بكلية التربية الاساسية.