الكثير منا يتساءل: كيف ستكون العراق بعد خمس أو عشر سنوات؟ والكثير منا متفائل ويقول إن الأوضاع سوف تعود مستقرة وسيكون هناك تبادل اقتصادي بين الكويت والعراق، ولكن من وجهة نظري فإن الأواضع تتأزم أكثر فأكثر، وهناك عدة أطراف للنزاع من الداخل والخارج، واذا تحدثنا عن الخارج نجد أن حكومات دول كثيرة ممن دخلوا مع الحكومة الأميركية كشريك في غنائم النفط العراقي «الغنائم السوداء» بعد انتهاء الحرب وبعد سقوط النظام الصدامي السابق ومرور عدة سنوات، وحتى الآن لم يستطيعوا استخراج «الغنائم السوداء» وذلك بسبب النزاع الداخلي، من صراع كردي تركي ورغبة أكراد العراق في الاستقلال في دولة «كردية»من جانب، وتهديد تركيا بالدخلول على الأكراد وعلى أتفه المسائل والأسباب من جانب آخر، بالاضافة إلى وجود التيار الشيعي في جنوب العراق، والذي يقوم بهجمات ضد القوات الأميركية، فضلا عن مجموعات من السنة الذين انضموا إلى «النظام القاعدي» وهو الأخطر وأصبحت العراق ساحة حرب وقتل لكل مختل عقلي، وتنقسم العراق الآن إلى مناطق نفوذ في الشمال حيث الأكراد، ومناطق للشيعة في الجنوب ككربلاء والنجف وكركوك والموصل، والوسط للسنة، فضلا عن عاملي إيران وسورية اللذين تتماشى مصلحتهما مع الوضع المتأزم في العراق.أرى أن الحل في العراق يكون في تقسيمها إلى ثلاثة أقسام متساوية، وعندها تذهب الطائفية التي تؤدي دائما إلى الدمار، وينتهي التراجع إلى الوراء، ولكن هذا الحل صعب التحقيق، لأنه سيؤدي إلى تدهور الوضع السياسي في المنطقة، وتشكيل كتل سياسية جديدة وسياسات جديدة لم نكن نعرفها أو نتوقعها، وعلى سبيل المثال توصيل التكنولوجيا النووية إلى التيار الشيعي من ايران وظهور بن لادن جديد من التيار السني كأبي مصعب الزرقاوي، كذلك الأكراد في تركيا يقومون بثورات بدعم من الأكراد في العراق، بالإضافة إلى ظهور سوق سوداء للسلاح وغسل الأموال وتضرر الدول المجاورة. إن العراق كفيتنام بل أسوأ، ولكن هناك حلا قد يؤدي إلى استقرارها حسب تفكيري وهو رجوع العراق إلى حاكمها الشرعي ولست أقصد الأسرة الصدامية بل الأسرة الملكية للعراق، فقد عاشت العراق أحسن فتراتها تحت حكمهم ولديهم القدر والقوة لإعادة العراق إلى عصورها الجميلة.علي محمود الصرافكلية العلوم الإداريةجامعة الكويت
محليات - أكاديميا
رأي طلابي مستقبل العراق والغنائم السوداء
13-01-2008