أجمعت الكويت وطهران على ضرورة المضي قدما في تعزيز العلاقات بينهما تنفيذا لرغبة قيادتي البلدين، واتفقتا على عقد اللجنة المشتركة الكويتية-الايرانية في النصف الاول من يناير المقبل، التي ستناقش عدة موضوعات على رأسها الجرف القاري، وعملية نقل الغاز الايراني الى الكويت، وكذا التعاون في المجالات الاقتصادية الاخرى بين البلدين، كما كشف الطرفان عن زيارة سيقوم بها سمو امير البلاد الى طهران قريبا بناء على دعوة من الرئيس الايراني أحمدي نجاد.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عقب جلسات مباحثات في مجلس الوزراء ووزارة الخارجية.

Ad

واوضح الشيخ الدكتور محمد الصباح ان محادثاته ومتكي تطرقت الى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها، والملف النووي الايراني، وايضا نتائج مؤتمر دول الجوار العراقي الذي عقد في اسطنبول اخيرا، والافكار المشتركة للاجتماع القادم الذي سيعقد في الكويت، وكذلك استعراض قمة اوبك واجتماع انابوليس، اضافة الى امكان التعاون بين ايران ومجلس التعاون الخليجي.

بدوره، قال متكي ان المباحثات تطرقت بشكل مباشر وجدي الى مسألة الجرف القاري، مشيرا الى انه تم الاتفاق على عقد اجتماع اللجان المعنية حتى نهاية العام الجاري، من خلال تفويض حصلت عليه تلك اللجان من البلدين، وضرورة وضع هذا الموضوع على أجندة وزيري خارجية البلدين.

وعن سؤال في ما اذا تطرقت المحادثات الكويتية-الايرانية الى الازمة الرئاسية في لبنان، بين محمد الصباح انه تم الاتفاق على ضرورة وجود توافق لبناني على انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، لافتا الى ان هناك دعما للعناصر التي تعمل على وحدة الصف اللبناني، وتدعم التوافق بين الاطراف المعنية.

وفي هذا السياق، قال متكي «اننا نؤمن بما للشعب اللبناني من عقل وحكمة، ونحن نعتبر المعادلة التي توجه بها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري شيئا جيدا مع توافر النوايا الطيبة»، موضحا ان الاجماع على رئيس واحد يعزز موقع هذا الرئيس مع ضرورة عدم وجود تدخل في الشأن الداخلي اللبناني.

وعما اذا كانت المحادثات تطرقت الى تعاون عسكري كويتي-ايراني أجاب الشيخ الدكتور محمد الصباح سريعا بـ«لا».

الجانب الايراني، الذي كان يدافع بقوة عن حق بلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية، كان واضحا خلال رد الوزير متكي على أسئلة الصحافيين، واصفا تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الاخير بأنه اسلوب صحيح، مشيرا الى ان هناك 6 مواقع في تقرير البرادعي تؤكد ان التحقيقات، التي قامت بها الوكالة الدولية، تنطبق تماما مع ما اعلنته ايران عن انشطتها النووية.

وبين متكي ان بلاده اتخذت خطوات شفافة في المجال النووي خلال الاشهر الثلاثة الماضية، مشيرا الى ان هناك حاجة الى نفس الفترة الزمنية حتى يمكن الوصول لنهاية المشوار، مؤكدا ان المراقبة من قبل الوكالة الدولية لاتعني ايقاف النشاطات المشروعة.

وشدد متكي على ان النشاط النووي السلمي من حق اي دولة، مستشهدا بكلام سمو الامير وقال «لقد أكد سمو الامير هذا الحق خلال استقباله لنا».

واستطرد قائلا ان من لديه قلق وهاجس من الاسلحة النووية نقول له ان زمن السلاح قد ولى، لافتا الى ان النشاطات النووية اصبحت شفافة، من خلال عمليات التفتيش، والتحقيقات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف متكي «ننصح من لديهم القلق والهاجس من النووي الايراني ان يغيروا مواقفهم»، فالنائم يمكن ايقاظه، ولكن ماذا نفعل بالشخص الذي يتظاهر بأنه نائم، فهذا لا يمكن ان يستيقظ كلما نادينا عليه.

وعن الشأن العراقي قال متكي «انه يجب الحفاظ على وحدة العراق العربي الاسلامي»، متمنيا الا يحدث اي تقسيم للعراق، مراهنا على ان الذين يسعون الى هذا التقسيم سيفشلون.

أنابوليس

اختلف الجانبان الكويتي والايراني حول رؤيتهما بشأن اجتماع انابوليس، ففي الوقت الذي اعلن خلاله متكي انه لا يرى خيرا في «انابوليس»، اوضح محمد الصباح ان العرب يذهبون الى الاجتماع لدعم الموقف الفلسطيني لتحقيق دولة فلسطين في الاطار الاممي الذي يشمل الدولتين.

تراشقات إعلامية

كشف الوزير متكي ان محادثاته في الكويت تطرقت الى التراشق الاعلامي الجاري بين البلدين، لافتا الى انه تم الاتفاق على تقديم اقتراح للاعلاميين والصحافيين في البلدين بمحاولة ايجاد جسور تواصل بينهما، لتوفير فرص مواتية تتيح مزيدا من التعارف والمعرفة، مشيرا الى ان ذلك سيعود بالفائدة على البلدين والشعبين، وقال ان العلاقات غير الودية لن تعود بالنفع على الجانبين، مشيرا الى ان المشاكل تحدث بين الاخوة لكن من المهم ازالتها.