طالبات الكويت الدارسات في أميركا، وتحديداً في ولاية كولورادو استقبلن شهر رمضان الكريم بفرحٍ ممزوج بشيء من الحزن، وشوق إلى أجوائه الروحانية بين الأهل والأصدقاء في أرض الوطن.

Ad

أطلّ هلال شهر رمضان المبارك على العالم الإسلامي بالخير والبركة والخشوع، والاستغفار تقرباً إلى الله، واحتفل المسلمون بهذه المناسبة، كل على طريقته ولكن يجمعهم هدف واحد هو التقرب اكثر إلى الله سبحانه وتعالى، صوماً وصلاة وقياماً وزكاة وصلة قربى، ومد يد العون إلى الفقير والمحتاج، وفي هذا الشهر تسكن النفوس وتطمئن وسط سرعة الحياة وزحمتها، والسعي الى لقمة العيش.

يعيش أبناء الكويت الدارسون في مختلف دول العالم الغربي آلام البعد عن أهلهم، والحنين إلى العيش في كنف الأمهات والآباء، يشتاقون إلى أصغر الأشياء «يمعة» الأهل كبارا وصغارا، وإلى الجو الخاص في شهر رمضان، وتجمّعهم حول مائدة الفطور انتظاراً للمدفع وصوت المؤذن، وسط أطباق رمضان الشهية من التمر واللبن والشوربة والتشريب، وخبز الرقاق والهريس، وذكريات رمضان، وقصص الجدات وجلسات الآباء والأجداد، ومرح ولعب و«نجرة» الأطفال.

في كل عام من شهر رمضان الكريم تكثر اتصالاتهم ببعض ويقطعون مسافات طويلة وأميالا كثيرة لوجبة فطور تجمعهم وتحسسهم بدفء الكويت.

في أول يوم من الشهر الكريم نظمت الطالبات الكويتيات الدارسات في ولاية كولورادو الأميركية لقاءً يجمعهن على وجبة الفطور ليتبادلن الحديث عن ذكريات الطفولة بين أحضان الأهل، وليحاولن إحياء حميمية هذا الشهر الذي لا يجدن أياً من مظاهره في ما حولهن في الولايات المتحدة الأميركية وكانت «الجريدة» حاضرة في اللقاء وهذه تفاصيله:

«إن أهم ما أفتقده في شهر رمضان هو (جمعة الأهل)، ووجود جدي وعمتي ولقاؤنا اليومي على الفطور، الذي لا يتكرر إلا في هذا الشهر الكريم، وأشتاق الى أجواء رمضان بكل ما فيها: الفطور، والمسلسلات الرمضانية، والجلسات الجميلة التي تجمع كل الأقرباء والأهل، والغبقات والسحور» كان هذا ما قالته زهراء الموسى، طالبة السنة الثالثة في تخصص إدارة نظم المعلومات.

بينما غيداء أحمد الرفاعي طالبة السنة الثالثة-تخصص المحاسبة والعقار قالت عن رمضان «أكثر شيء أشتاق اليه هو وجودي بين عائلتي وأهلي وأقربائي، فشهر رمضان من غير الأهل صعب جدا، خصوصاً أنه شهر تقارب بين أفراد العائلة، ووجودي هنا لوحدي صعب، ويزداد صعوبة في رمضان، لأنني أفتقد السهر مع إخوتي ومتابعة المسلسلات» وأضافت «أحب أن أقول لأبناء الكويت: ياعيال الكويت إنكم بخير ونعمة وعز بوجودكم بين أهاليكم في ديرتنا الحبيبة، الكويت! ويجب أن تدركوا النعم التي حولكم، وتقدروا قيمة الأهل والحياة العائلية الهانئة، التي يقدمها الأهل لكم، فاشكروا الله عليها».

أما شهد صالح الرخيص، طالبة السنة الثالثة في تخصص الهندسة المعمارية فكان حنينها واضحا الى المساجد وصلاة التراويح إذ قالت «ما أفتقده بشدة هو حضور الصلاة في المسجد، فنحن كنساء لا نزور المساجد كثيراً خلال أيام العام، أما في شهر رمضان فنذهب بشكل يومي لصلاة التراويح والقيام، خصوصاً في العشر الأواخر في المسجد الكبير، ونتابع الدروس الدينية التي تشجع على العبادة والطاعة» لافتة الى ان أشواقها الى والدها ووالدتها ازدادت في رمضان، وكثر الحنين الى الكويت وأهلها وشوارعها وكل ما فيها، وباركت للكويتيين بالشهر الكريم بالقول السائد في الكويت «مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده».

لكن دانة غنام طالبة السنة الثانية في تخصص الإعلان كانت أكثر من زميلتها تماسكاً وتحدثت برباطة بقولها «وجودنا هنا ليس بذلك السوء، وبالرغم من شوقي الى والدي ووالدتي وجدتي وكل أفراد عائلتي فإن وجودي في الولايات المتحدة الأميركية هو مرحلة انتقالية بالنسبة لي، أكسب من خلالها خبرات كثيرة ومؤهلا علميا متطورا، وهذه مرحلة نمر بها قبل دخولنا الى سوق العمل، ومهما ابتعدنا وسافرنا وتغربنا، فمرجعنا الى الكويت، وأشتاق الى الكويت جداً والى أهلي وصديقاتي خصوصا، وأتمنى ألا تطول غربتنا وأن نرجع الى وطننا في أسرع وقت».

في حين كان لمنى نسيبة طالبة السنة الأولى في تخصص الإعلام رأي آخر، إذ امتزج حزنها بالسعادة لأن زميلاتها لم يقصرن في تهيئتها للغربة فراحت تقول «هذه أول سنة لي في الولايات المتحدة الأميركية، وأحس أحياناً أني لم أعتد على المكان والوجوه بعد، ويبدو أنني سأتأقلم مع الجامعة والمنطقة مع مرور الوقت، وشهر رمضان المبارك هذا العام مختلف بالنسبة لي، فلم أشعر به حتى الآن ولم أحس بجوه المبتهج الذي أقضيه مع الأهل كل سنة، ولا أعرف كيف ستكون وجبة الفطور هنا، ولكني سعيدة بوجود بعض الطالبات الكويتيات في منطقة كولورادو، رغم أن عددهن قليل فنحن نساند بعضنا بعضا، ونحاول أن نلتقي بشكل دائم على الأقل مرة أو مرتين في الأسبوع» مشيرة الى انها تفتقد الأذان ويعتصر قلبها عدم سماعه كل يوم.

ولفتت الى أنها قادرة على تجاوز عذاب الغربة في الأيام العادية، ولكن الإحساس بالغربة يأخذ منحى آخر في المناسبات، ومنها شهر رمضان المبارك، إذ قالت «الحنين الى الأهل والوطن يزداد، وخصوصية ليالي شهر رمضان بكل ما تحويه من تقرب إلى الله، ومن دفء إنساني تقوى، وجمعة الأهل حول مسلسل تلفزيوني كلها أمور قد تمر من دون أن يهتم بها أحد في الأيام العادية، أما في ليالي رمضان فلها طعم خاص لا ينسى».

إمساكية رمضان في العالم

للحصول على إمساكية رمضان ومواعيد الصلاة للطلبة الدارسين في الولايات المتحدة الأميركية وباقي دول العالم زيارة الموقع الالكتروني:

www.islamicfinder.org