كثر يبحثون عن مفتاح الحياة الزوجية السعيدة. يظن البعض أنها في المال. آخرون يرونها في الرومانسية. يبقى سؤال يشغل بال الشباب المقبلين على الزواج: أيهما أكثر نجاحاً، الزواج الناتج عن الحب ولغة القلب أم ذاك القائم على الحسابات العقلية والضمانات المادية؟ مجموعة من الشباب يجيبون عن السؤال في هذا التحقيق.تقول سارة علي (19 عاماً، طالبة جامعية) : «زواج العقل أنجح من زواج القلب، نظراً إلى الظروف الاقتصادية التي تحول دون استمرار العلاقات العاطفية وانتهائها بالزواج مثلما كان الأمر في عهود سابقة. انتهى زمن الرومانسية. لا يستطيع الشاب اليوم تحقيق المستوى المادي الذي تتمناه أي فتاة، وبالتالي فإن معظم بنات هذا الجيل - وأنا منهن- يبحثن عن زوج يوفر أساسيات الحياة ومتطلباتها أكثر من تطلعهن إلى الزوج رومانسي». على النقيض تماماً يرى محمد حجازي (متزوج) أن الزواج على أساس الحب أنجح من الزواج التقليدي، معتبراً «أن قصة الحب المليئة بالمشاعر والرومانسية تحقق الحياة الزوجية الناجحة، فما بُني على حب يستمر بالحب، أما العلاقة المبنية على المصالح فمصيرها الانهيار والانتهاء المبكّر. والزواج التقليدي غالباً ما يفشل أو يظل فاتراً بين الطرفين لافتقاره إلى مشاعر الحب التي تهيئ الجو المناسب لاستمرار الحياة وعدم الدخول في مصادمات». مدخل لحياة هانئة يرى أحمد صبري (طالب في كلية الحقوق، جامعة القاهرة): «أن زواج القلب يهيئ لحياة جميلة مستقرة. فالمشاعر والعواطف تجعل الطرفين ينجحان في حياتهما الزوجية والعملية فتختفي المشاكل من الحياة. حتى لو وقعت مشاكل معينة سيكون سهلاً احتواؤها. أقدمت شقيقتي الكبرى على زواج عقلاني من رجل يكبرها بأكثر من 15 عاماً ولأنه رجل بالغ الثراء ظنت خطأً أنها ستسعد في حياتها الزوجية، لكن أحلامها كلما ذهبت أدراج الرياح وبدأت الخلافات تتسلل إليهما وانتهت علاقتهما بالطلاق». أساس سليم يؤكد د. سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة على «أن الزواج هو سُنّة الحياة وقدر الذي لا نستطيع الهرب منه. بالتالي يجب وضع الأساس السليم له، وهذا الأساس لا يعتمد على العاطفة من دون العقل ولا العقل من دون العاطفة، فالقلب لا يستطيع أن يحسم الأمر بمعزل عن العقل. حين تعيش الفتاة أو الشاب قصة حب قبل الزواج فإنها تكون مليئة بالعواطف والأحاسيس وتظهر فيها كل معاني الإعجاب بالطرف الآخر. القلب يدق لكن العقل قد يكون غافلاً تماماً عن دراسة شخصية الطرف الآخر. بعد الزواج قد تظهر العيوب لدى الطرفين وتحدث المشاكل فيجد كل منهما الآخر كأنه كان يضع قناع الملائكة قبل الزواج. في هذه الحالة يبدأ العقل في أداء دوره مفكراً ومعيداً النظر في حياته من جديد. يرى أن الحياة تحولت إلى جحيم وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق». يضيف د.عبدالعظيم: «هناك نوع آخر يفضل الزواج التقليدي القائم على مستوى التوافق المادي والاجتماعي وغيرها من الأمور الأخرى فيختار شريكة حياته وهي الفتاة التي رسمها بعقله من دون مراعاة للاعتبارات الأخرى كالمشاعر والأحاسيس والعواطف. بعد الزواج يرى أنه قد حقق جانباً واحداً من جوانب الحياة الزوجية هو التوافق المادي والمستوى الاجتماعي فيبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن الجانب المعنوي، الحب. يجد أنه غير موجود فالحياة الزوجية تسير إنما ينقصها الحب. هنا يسود الملل والاكتئاب. لا بد من أن يتمّ الزواج في ضوء التوفيق بين الفكر والعاطفة والعقل والقلب كي تسير الحياة الزوجية في الاتجاه الصحيح ويتساوى فيها الجانب المادي مع الجانب المعنوي ويسودها التوافق على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية»
توابل - علاقات
أيهما الأنجح: زواج العقل أم زواج القلب؟!
07-08-2007