مرة أخرى يتعرض مسلسل «الدالي» (بطولة نور الشريف) لأكثر من أزمة تُهدد استكماله وقد تحول دون عرضه، إذ اعترض أكثر من وزير حالي وسابق على تصوير المسلسل الذي اقترب من نهايته ومحوره وزير سابق يحال على المحاكمة بعد إعفائه من منصبه وتعرُّضه لمحاولة اغتيال.

Ad

كان تقرير الرقابة على المصنفات الفنية قد أفاد بأن المسلسل يشير إلى شخصية المهندس الراحل عثمان أحمد عثمان الذي اختاره الرئيس محمد أنور السادات وزيرا للإسكان في عهده وكلفَّه بإنشاء قاعدة صواريخ على الجبهة. الوقائع ذاتها ترد في المسلسل فحوادثه في السبعينات من القرن الفائت حول رجل أعمال كبير نجح في تكوين ثروة طائلة بفضل انتشار مشاريعه واستثماراته في سأئر أنحاء العالم فالتفت المسؤولون إليه واختاروه لتولي منصب وزاري، لكن بعد اصطدامه بأصحاب المصالح الخاصة ومافيا الاتجار باملاك الدولة سعوا إلى التخلص منه اغتيالاً.

الالتباس بين شخصية الدالي في المسلسل وشخصية عثمان ينشأ من أن كليهما كان إسطورة في عالم الاقتصاد وبدأ رحلة صعوده من القاع إلى القمة. غير أن سعد الدالي كما جاء في المسلسل يتعرض لمحاولة اغتيال ينجو منها بأعجوبة لكنه يفقد ابنه وطاقم الحراسة الخاص فتنطلق التساؤلات حول ماهية سعد الدالي وسبب تعرّضه للاغتيال، خاصة أنه بعيد عن دائرة الشبهات.

من ناحيته، نفى الفنان نور الشريف أي محاولة لربط الشخصية التي يجسِّدها في المسلسل بأيٍّ من الوزراء السابقين، سواء عثمان أحمد عثمان أو سواه. ذاك ما أكده أيضا محمد فوزي منتج المسلسل، مشيرا إلى أن الحوادث ترصد المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين 1965 و1979 من خلال استعادة حياة سعد الدالي مذ كان صبياً فقيراً إلى مرحلة الثراء الكبير. إلا أن محاولة الاغتيال التى تعرَّض لها تطرح سؤالاً مهماً حول الإحساس بالأمان وهل هو مرتبط بالمال فحسب.

للدالي، بحسب المؤلف وليد يوسف، عشرات الوجوه. تاريخه شائك ومتداخل ومليء بالغموض. لدى تعرّضه للاغتيال يتساءل الجميع هل سعد رجل شريف عصامي بدأ حياته من الصفر أم كوَّن ثروته من اللعب في الممنوع. في الوقت نفسه يكتشف أبناؤه وزوجته أنهم أمضوا عمرهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الرجل فتنقلب حياة الأسرة رأساً على عقب وتحدث تطورات كثيرة.