أكد وزير الإعلام الأسبق الدكتور أنس الرشيد أن الإعلام هو الأداة الفعالة في طرح القضايا، وأن الكويت قطعت شوطاً كبيراً في مجال التقدم الإعلامي، لاسيما بعد منح تراخيص لإصدار صحف جديدة، وإقرار القانون المرئي والمسموع. حمّل المتحدثون في حلقة «المجتمع بين الواقع والإعلام» المجتمع مسؤولية تراجع الاعلام الكويتي، وأجمعوا على أن الإعلام لا يعكس الصورة الحقيقية للواقع الكويتي، مطالبين بعدم استغلال الرجل والمرأة كسلعة تباع وتشترى.وقال وزير الإعلام السابق الدكتور أنس الرشيد في الحلقة النقاشية التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية مساء أمس الأول ان علم الاعلام يعمل وفق أربع نظريات، «هي نظرية السلطة التي تكون وسائل الاعلام ملكا لها، وتتحكم بها من خلال تكتيكات معينة، ثم جاءت النظرية الشيوعية السوفيتية التي يكون فيها الاعلام بيد الحزب الذي يضع مصلحته فوق كل شيء، ثم ظهرت النظرية الثالثة وهي نظرية الحرية التي تبنتها الولايات المتحدة الأميركية، إذ ترى هذه النظرية أن الانسان رجل عقلاني قادر على تقدير الأحداث، وله حرية في ما يقول وما يكتب من دون أن يراقبه أحد»، مشيرا الى ان تعدد وسائل الاعلام في الولايات المتحدة الأميركية أنشأ «لوبي» ضاغطاً أدى الى تأسيس نظرية رابعة وهي نظرية المسؤولية الاجتماعية، فالاعلام يكون مملوكا للقطاع الخاص، ولكن يحق للدولة التدخل للحفاظ على الأمن العام والمصلحة الوطنية».تحديد الأجندةوتناول الرشيد مراحل تأثير وسائل الاعلام في العالم «الذي مر بثلاث مراحل بداية بظهور علم الاعلام، حيث كان للإعلام تأثير قوي»، مستدلاً بنظرية «الرصاصة السحرية»، ومروراً بفترة الأربعينيات عندما اكتشف الباحثون الأميركيون أثناء بحثهم عن مدى تأثير الاعلام على الانتخابات الأميركية، فوجدوا أن التأثير يأتي من قادة الرأي وليس من الاعلام»، مشيرا الى ان المرحلة التي نعيشها الآن تؤمن بأن دور الاعلام هو «تحديد الأجندة، وهو الأداة التي تسلط الضوء على القضية»، لافتاً إلى أن الكويت قد خطت خطوات إلى الأمام من الناحية الاعلامية تمثلت في اطلاق حق ترخيص الصحف لمن يرغب، واقرار القانون المرئي والمسموع.وفي حديثه عن الاعلام بين الواقع والخيال تساءل الرشيد «هل الكويتيون اليوم هم الكويتيون في السابق؟»، محملا الجميع مسؤولية تراجع الاعلام بسبب غياب الرقابة الشعبية، مؤكدا أهمية تأصيل مبدأ «أخلاقيات الاعلام، واعطاء كل موضوع حجمه الحقيقي، ويجب احترام عقلية المشاهد والقارئ»، مشيرا الى أنه «لا يمكننا فهم وسائل الاعلام بمعزل عن السياسة، وما يدور هو انعكاس لواقع المجتمع الذي نعيشه». الإعلام العلميوبدوره قال رئيس مؤسسة الانتاج العلمي المهندس سليمان العوضي «إن الكويت تعيش واقعا اعلاميا مرا، نتيجة تراكمات كثيرة، وانعكس هذا الواقع في تراجعنا ثقافيا»، متمنيا أن يؤدي «الاعلام العلمي» دورا حيويا في تثقيف الشباب في الجوانب العلمية، محملا فريق المعدين في وسائل الاعلام مسؤولية تراجع الثقافة العلمية نظرا الى «افتقارهم الثقافة اللازمة، وعدم تناسب مؤهلاتهم مع وظائفهم».الاستهلاك الاعلاميوقالت الدكتورة نيبال بورسلي «الإعلام هو جزء من التنمية، ووسيلة ثرية للارتقاء بالمجتمع، ويتحقق هذا الارتقاء من خلال قدرات القائمين عليه»، وتناولت في حديثها «الاستهلاك الاعلامي» حيث لاحظت أن الوقت الذي يستقطبه الإعلام من المواطن يساوي أوقات الدوام الرسمي، وفي حديثها عن صورة المرأة في الاعلام بينت «أن كلا من الرجل والمرأة أصبحا سلعة تستغل، بعكس الفنان الذي يؤدي رسالة، فالمرأة تستغل بمظهرها، والرجل بتغيير صورته أمام المجتمع».واذ قال المخرج المسرحي سليمان البسام «النقد المسرحي مرفوض في الكويت، والخيال مهاجم، والمبدع مستبعد»، تساءل المخرج التلفزيوني يعرب بورحمة «أين الإعلام الكويتي؟»، محملا جميع عناصر المجتمع مسؤولية تراجعه، وقال ان الكويت ينقصها الفكر الحضاري في الإعلام الذي نستطيع من خلاله الارتقاء بالسياسة والمجتمع،
محليات
المحاضرون في الواقع والإعلام : المجتمع مسؤول عن تراجع الإعلام الكويتي الرشيد: أطالب بتأصيل أخلاقيات المهنة وعدم المبالغة في الطرح
12-12-2007