عندما يستحوذ هاجس الأكل على حياتنا يسعنا اللجوء الى التنويم المغناطيسي للتخفيف منه، فقد ثبت بالتجربة والبرهان أن هذا العلاج فاعل في عدد كبير من حالات إدمان الطعام.

Ad

تناسوا تلك الصورة الهزلية للمنوّم المغناطيسي الذي تشاهدونه في الافلام أو في الرسوم المتحركة حيث تدور حدقتاه بشكل حلزوني آمراً مريضه همساً بالنوم. إنّ التنويم المغناطيسي، بحسب الطب، لا يقوم على أي عملية سحرية. نختبر مراراًً في حياتنا اليومية حالات من التنويم المغناطيسي من دون أن نعي الأمر.

يكفي الانشغال بتمارين متكررة كالسير في منتزه أو تركيز النظر خلال رحلة لينسلخ الفكر عن الواقع وتهيم الأفكار. في تلك اللحظة تحديداً يتحول مسار النشاط الدماغي. يترك الدماغ منطق الفكر وعقلانيته ليتوغل في عالم الحواس والأحاسيس.

يرى العلماء أهمية كبرى في مواجهة اضطرابات السلوك الغذائي. أحد هؤلاء العلماء يقول موضحاً «مَن يعانون مرض الشراهة أو الإفراط في الأكل أو في مراقبة النظام الغذائي لا يعون تحديداً ما يفعلون. تكمن المشكلة في محاولة ضبط أنفسهم. لنظرة سليمة إلى الطعام عليهم الاعتماد من جديد على حواسهم».

 آلية التنويم المغناطيسي

 تضم جلسة التنويم المغناطيسي من أربعة الى سبعة أفراد بعيد التقاء المعالج كل مريض على حدة فيساعد بصوته الناعم والمتناغم المرضى على التمدد والاسترخاء ثم ينقلهم الى مرحلة من التنويم العميق حيث يصبح الفكر قابلاً لتلقي الأفكار وردود الفعل وسوى ذلك. يفيد أحد الاختصاصيين: «الهدف من العملية ليس فرض أفكار أو تصرفات معينة على المريض إنما توجيهه إلى الموارد التي يمتلكها طبيعياً ويعجز عن تحريكها في حياته».

 استهلاك مواردنا الخاصة

 يسمح التنويم المغناطسي بإعادة تركيز انتباه المريض على جسده الذي يعرف طبيعياً حاجته من المواد الضرورية كالفواكه والخضار والأسماك وسواها أو ما يجب الاستغناء عنه من سكريات ورقاقات البطاطا المقلية وأطعمة أخرى. تساهم عملية التنويم أيضاً في ترسيخ ردود فعل جديدة.

يعجز كثيرون عن تطبيق نصائح التغذية التي تعلموها لدى عودتهم إلى منازلهم. بعد عامين من اتباع العلاج، ينتكسون من جديد رغم النتائج الجيدة التي حققوها خلال فترات المعالجة. لذا يجد 40% منهم أنهم في حاجة ملحة إلى السكر بسبب الكآبة فيتناولون الأطعمة غير المناسبة، رافضين استهلاك الفواكه والخضار وسائر الأطعمة المفيدة.

إنها المرة الأولى التي يعتمد فيها علاج التنحيف على التنويم المغناطيسي بعد العلاجات التقليدية والنظام الغذائي. لا شك في أنها محاولة يجب التوقف عندها.

 الشوكولا = الدهون الإضافية

 يعمد المعالج بالتنويم المغناطيسي الى استخدام الصور لإحداث ردود فعل تنفّر المريض من الأطعمة الضارة. يقول أحد المعالجين: «لدي مريضة لا تعرف الاحساس بالشبع. لذا أشرت إليها بأن تتخيل ملقط غسيل يسد أسفل مريئها. ومريضة أخرى لا تستطيع منع نفسها من التهافت على صحن مليء بالكعك المحلّى. اقترحت عليها مقارنة هذا الكعك بالألبسة. قد تحتوي خزانتنا على ثلاثين كنزة لكننا لا نرتدي سوى واحدة كل مرة. لدي كذلك مريضة مهووسة بالحلويات التي تملأ واجهات الأفران. اقترحت عليها أن تعطي كل نوع من الحلويات اسماً بشعاً مثل «السم»، «الطبقات الدهنية»، «عسر الهضم»، «الشحوم»، وغيرها من العبارات السلبية. هكذا نجحت في الانقطاع عن التكيف مع الاطعمة التي تثير شهيتها».

بعض الاقتراحات الأخرى قد يحدث صدمة في نفس المريض فيرسخ في فكره، مثلاً: هل لديكم ميل إلى تناول الحلوى مراراً يومياً إليكم هذا التمرين: تخيلوا أن آخر قطعة حلوى التهمتموها تجري مباشرةً تحت الجلد لتستقر في شحوم المعدة». الهدف من هذا التمرين أن ندرك قبل تناول هذه القطع أن الجسم لن يتخلص منها بل سيخزنها بشكل شحوم.

ثلث المرضى يتخطون مشكلتهم

 التنويم المغناطيسي عبارة عن علاج قصير الأمد لا يهدف إلى البحث عن الأسباب أسوة بالتحليل النفسي إنما إلى حلّ المشكلة بأفضل الوسائل وأسرعها. يكفي أن نزور المعالج من 10 إلى 12 مرة. إثر جلستين يفصل بينهما أسبوع واحد أو اثنان، نبلغ الهدف. في حال لم يتماثل المريض إلى الشفاء فما من داع للاستمرار في العلاج. ولو لاحظ المعالج تحسناً يتواصل العلاج بمعدل جلسة واحدة في الشهر، ثم كل شهرين. ينصح للمعالج خلال هذه الجلسات بإجراء تمارين من التنويم المغناطيسي الذاتي لتعزيز آثار العلاج. حالات الفشل كثيرة في التنويم المنغاطيسي، لا سيما لدى المريض المرتبط بمحيطه الاجتماعي والتربية والتقاليد الثقافية. ثلث المرضى تقريباً ينجحون على الفور في تخطي حالة المرض. نسبة النجاح هذه تشجع المرء على خوض التجربة.

شراهة الاكل

حين يعمد الانسان إلى التهام كميات كبيرة من الطعام على نحو غير قابل للسيطرة عليه. غالباً ما تؤدي هذه الحالة إلى الكآبة. يلجأ بعض الاشخاص الذين يعانون الشراهة إلى التقيؤ أو الصوم أو تناول المسهلات أو ممارسة رياضة مجهدة لتفادي الإفراط في زيادة الوزن.

الإفراط في الاكل: هو إدمان تناول الأطعمة بكميات زائدة يومياً على عكس مَن يعانون شراهة الاكل. لا يلجأ مرضى الإفراط في تناول الأطعمة إلى تناول المسهلات أو التقيؤ، ما يؤدي ختاماً إلى كسب الوزن.