كشف الوكيل المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام سعد جعفر، عن وجود خلل وتشابك في الاختصاصات في الهيكل التنظيمي لقطاع الأخبار، الذي لا يحتاج الى هيكل متضخم، مشيرا الى انه انتهى من وضع هيكل تنظيمي جديد للقطاع، وستتم دراسته ومناقشته من قبل القيادة العليا في وزارة الإعلام قبل أن يُعتمد بشكل نهائي. وأشار جعفر في لقاء خاص مع الـ «الجريدة» الى أن عودة البرامج السياسية في تلفزيون الكويت ليست قبل أن تتوافر فيها جميع عناصر ومقومات النجاح، لافتا الى ان البرامج التي كان يقدمها القطاع في السابق لا يمكن اعتبارها برامج سياسية. وفي ما يلي نص اللقاء: • في البداية، ما مهام قطاع الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام؟ - من أهم مهام قطاع الأخبار والبرامج السياسية تقديم النشرات الإخبارية والبرامج السياسية والحوارية في الإذاعة والتلفزيون. • هناك من يتساءل عن سبب غياب البرامج السياسية عن خريطة برامج التلفزيون؟ - لا نستطيع أن نقول غيابا، لان الامر بالكيف وليس بالكم، وأعتقد أن الانتقائية مطلوبة في البرامج السياسية التي يجب أن تكون مدروسة بشكل جيد لتحقيق أهدافها، وكان ذلك بناء على رؤية وزير الاعلام السابق محمد السنعوسي، الذي لديه خبرة إعلامية في كيفية وضع الخريطة البرامجية، فقام بإيقاف برامج لا تمت للاخبار بصلة، وانا حقيقة اتفق مع ما ذهب اليه بهذا الشأن مع ترك هذه البرامج لجهات اخرى لتنفيذها، لأنها اقرب الى البرامج الثقافية أو المنوعة في التلفزيون، لذلك تم ايقاف معظم هذه البرامج والابقاء على البرامج الاخبارية في الاذاعة والتلفزيون، ومستقبلا نعتزم انتاج برامج اخبارية جديدة، وستكون هناك فرص جيدة لهذه البرامج التي تُطبخ حاليا على نار هادئة، لكي لا تتعارض مع برامج اخرى ويكون خطها اخباريا وليس شيئا آخر. البرامج السياسية • لكن هل من المعقول أن لا ينتج قطاع الأخبار سوى برنامج واحد في التلفزيون مختص بقضايا البرلمان الكويتي فقط؟ - قطاع الأخبار يقدم نشرات ومواجيز اخبارية محلية ودولية يومية، وهي تحتاج الى عمل ومتابعة دقيقة، كذلك يقوم بانتاج برنامج «صالح للنشر». • لكن برنامج «صالح للنشر» يعتبر منوعا وليس سياسيا ؟ - نعم اتفق معك، وما نحن بصدد انتاجه من برامج اخبارية تتعدى حدود الأخبار المحلية، وذلك من خلال مناقشة قضايا عربية وعالمية، وهنا علينا أن نعلم ان السياسة أصبحت جزءا من التعايش اليومي، بعد ان باتت تتعلق بالبيئة وحقوق الانسان ومختلف قضايا المجتمع. • متى سنشاهد هذه البرامج على تلفزيون الكويت؟ - متى ما توافرت مقومات النجاح لهذه البرامج بالتأكيد سنشاهدها، ولا أريد الاستعجال لاننا لا بد أن نكون منظمين ومقنعين بالوقت نفسة. • هل يعني ذلك أنكم تبحثون عن كوادر معينة أم خطة لانتاج هذه البرامج؟ - الحقيقة اننا نبحث عن كل ذلك، عن مقدم وعن فكرة وأسلوب مميز للبرنامج، فحُمى الفضائيات تقدم العديد من البرامج الاخبارية وتنفيذ فكرة جديدة ليس بالأمر السهل على الاطلاق، خصوصا اننا نرغب في ان تحمل هذه البرامج الهوية والروح الكويتية. • هل تعتقد أن قطاع الاخبار لديه الامكانات والقدرة على انتاج مثل هذه البرامج؟ - أنا اعتقد أن القطاع فيه من الكفاءات المتميزة والقادرة على تنفيذ مثل هذه البرامج، اذا حصلت على الدعم الكافي لتذليل بعض العقبات التي قد تواجههم. حرج سياسي • لكن، ألا تعتقد أن تقديم برامج سياسية من جهاز حكومي قد يسبب حرجا سياسيا للكويت؟ - هذا ما كنت أتحدث عنه مسبقا، فمثل هذه البرامج لا شك تحتاج الى الدعم والى فكر مختلف، وأقصد هنا أن الاعلام الكويتي منذ انطلاقتة وهو اعلام ملتزم ولا يثير المشاكل ويحاول كسب الصداقات ويقرب وجهات النظر ولا يفرقها مهما كانت الأسباب والظروف، فهناك «خطوط» علينا الالتزام بها في أي قضية كانت وبالتالي لن يكون هناك أي حرج او تخوف من تقديم مثل هذه البرامج. • ومن يحدد أو يضع هذه الخطوط في البرامج؟ - يجب ان يكون هناك اتفاق بين القيادة العليا في وزارة الاعلام لتحديد المسؤولية الادارية والمهنية، ويجب أن يكون هناك من يدعمنا في هذا الاتجاه. • ثمة من يقول إن هناك تباينا بين الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي الكويتي... فما رأيك بذلك؟ - هناك لجنة مشتركة بين وزارة الاعلام ووزارة الخارجية وإن كنت لست عضوا في هذه اللجنة، لكنها تقوم بهذا الدور على اعتبار ان الاعلام منفذ للسياسة الخارجية. الفضائية الإخبارية • يقال إنك معارض لإنشاء قناة اخبارية كويتية؟ - لست معارضا أو مؤيدا، لكنني انفذ وأبذل جهدي لانجاح القرار الذي يتخذ، لكن رأيي الشخصي أعتقد أنه اذا كان هناك تفكير لإنشاء قناة اخبارية كويتية، كان من المفترض أن يكون ذلك في عام 1992، لكن الآن لا توجد معطيات تحتم علينا انشاء قناة اخبارية، وهذا يجعلنا نتساءل: هل المقصود من إنشاء هذه القناة هو ترف اعلامي أم إن هناك حاجة؟ فالحاجة انتفت كما اسلفت. • لكن لا تزال هناك قضايا مهمة وخطيرة في المنطقة؟ - يمكن أن نسخر القناة الفضائية الكويتية لمناقشة قضايا المنطقة من دون الحاجة الى قناة متخصصة، ولابد لأي مشروع من رؤية واضحة أو تكون هناك حاجة. • ولماذا ننتظر حدوث أمر ومن ثم نفكر بقناة كرد فعل على قضية معينة؟ - لا يمكن فعل هذا أيضا لأنها ستكون قناة فاشلة، وهناك أمثلة واقعية لمثل هذه القنوات التي لا يلتفت احد إليها، وعلى فكرة سبق وأن طرح رئيس اللجنة التعليمية النائب الدكتور فيصل المسلم مثل هذا السؤال في اجتماع للجنة، وبينت له أنه لا يوجد في الإعلام مثل هذا المشروع وحتى الدراسات التي وضعت لإنشاء قناة إخبارية مع احترامي لها لم تكن دراسات جدية. • هل تتوقع أن تنجح المحطة الإخبارية الكويتية لو جاءت من رحم القطاع الخاص؟ - النجاح سيكون بالتجربة، واليوم عندما نتحدث عن قناة اخبارية، فاننا نتحدث عن فكر سياسي مختلف وميزانية ضخمة ونوعية من الكوادر تختلف عن الموجودة، وبنفس الوقت تكون متوافقة مع فكر المحطة، ولا تكون محطة لعرض البرامج الجاهزة فقط، والحقيقة ان هناك محطات اخبارية ناجحة بكل المقاييس بعد أن تبنت فكرا مختلفا عما تطرحة الأجهزة الحكومية، وأيضا ميزانياتها تفوق ميزانيات التلفزيونات الحكومية بكثير لذلك وفرت لها اسباب النجاح. • ما رأيك بالمحطات المتخصصة؟ - المستقبل للتخصص... فالمشاهد أصبح انتقائيا والمحطات وفرت له الآن كل ما يرغب في متابعته وتبقى هذه وجهة نظر. تجميد المسؤولين • هناك من يتذمر بسبب تجميدكم لبعض المسؤولين في قطاع الأخبار؟ - من هو المجمد في القطاع؟! • على سبيل المثال مدير عام الأخبار؟ - المدير العام لا يزال محتفظا بمسماه ونكن له كل تقدير واحترام وحياه الله في أي وقت، لكن أنا أعتقد أن هناك خللا في الهيكلة للقطاع منذ الأصل، لأنه بسبب الهيكل هناك من هو بالفعل مجمد ولا يزاول أي عمل حقيقي، وأعتقد أن حجم العمل لا يتطلب هذه الهيكلة الضخمة، كما أن قطاع الأخبار يحتاج إلى شخص متفرغ، خصوصا اذا كان في قمة الهرم، وشخصيا أن ضد شيء اسمه تجميد. وسبق أن كلفت المدير العام بعمل لكني فوجئت بعد ذلك أن المدير العام قام بتكليف غيره للقيام بهذا العمل وتقدم بإجازة لمدة 3 أشهر. • كان ذلك بعد أن جردته من صلاحياته كمدير عام في القطاع؟ - غير صحيح، لا يوجد قرار صدر مني بسحب صلاحيات المدير العام أو غيره من العاملين في القطاع، لكن الوضع الآن في القطاع مفعل وان كان هناك تجميد فقد تمت اذابته. • هل يعني أن هناك هيكلة جديدة لقطاع الأخبار والبرامج السياسية؟ - نعم، وأن بتقديري يجب أن يلغى منصب مدير عام الأخبار وهناك جزئيات أخرى لفك التشابك في هيكل الأخبار. • ومتى سيرى هذا الهيكل النور؟ - قريبا جدا. • ألا يوجد موعد محدد لإقراره؟ - القرار ليس قرارا فقط، لأن هناك مرجعيه في الوزارة يجب أن يعتمد منها الهيكل التنظيمي أيضا. • هناك آخرون يعملون في الاعلام وبنفس الوقت يعملون في محطات أخرى، فلماذا كان التركيز على المدير العام فقط؟ - هذا صحيح، وبالنسبة لقطاع الأخبار تم استدعاؤهم وقلت لهم «راعي البالين كذاب»، وطلبت منهم الاختيار، إما العمل في قطاع الأخبار أم في الجهة الأخرى، وقلت لهم إن كانت مصلحتكم في الجهة الأخرى أنا على استعداد أن أتوسط لكم هناك، وقلت لهم إني قد أوجه لكم إنذارات بهذا الشأن لكن في المرة الثالثة سوف اتخذ اجراء قانونيا بحقكم. تسرب الكوادر • ألا تعتقد أنه من عدم الإنصاف أن تطلبوا منهم العمل على مدار الـ 24 ساعة، وفي المقابل لا توجد أي حوافز مالية لتشجيعهم على هذا العمل، ومع ذلك تلومونهم وتهددونهم إن وجدوا من يقدر تميزهم وإبداعهم؟ - سبق وان طرحت هذا الموضوع في اجتماع مجلس الوكلاء وذلك لمواكبة الموجود حاليا في السوق، لأن هناك تسربا للكوادر الوطنية ولا بد من الالتفات الى ذلك، لاني بالفعل أعاني من هذه المشكلة. • وما الحل برأيك؟ - يجب تعديل اللوائح الإدارية والمالية لكي نتمكن من الحفاظ على كوادرنا التي تدربت وتعلمت في الاعلام الكويتي، في المقابل يتم تحديد المهام والواجبات لهذه الكوادر للاستفادة منها بالشكل الأمثل والمناسب. استوديو السالمية استثمار للقطاع كشف جعفر أن قطاع الأخبار قطع شوطا كبيرا في مشروع تطوير استوديو الأخبار في مبنى السالمية، الذي تم تصميمه وتجهيزه بأحدث وسائل التكنولوجيا، مؤكدا أن هذا المشروع يعتبر من المشاريع الرئيسية للقطاع خلال المرحلة المقبلة، حيث استثمرت وزارة الإعلام في هذا المشروع ملايين الدنانير وهو يحظى بدعم من وزير الإعلام عبدالله المحيلبي ووكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك. العاملون في «الأخبار» في حاجة إلى الدعم المادي بعد سؤال وكيل الأخبار سعد جعفر عن رأيه بما يشعر به العاملون من ظلم شديد لعدم مساواتهم مع زملائهم في الاذاعة والتلفزيون، من حيث المكافآت والحوافز المالية، على الرغم من أن طبيعة العمل متشابهة، قال: تتحدث مع رجل يدعي بأنه يملك من الخبرة الاعلامية الكثير وعمل وتدرج وأصبح مسؤولا عن قطاعات كثيرة في وزارة الإعلام خلال الـ 25 عاما الماضية، ومن هذا المنطلق أقول إن العمل في قطاع الأخبار فيه مسؤولية كبيرة وهو عمل في غاية الأهمية، ويحتاج من الموظف والمسؤول في هذا القطاع المتابعة المستمرة مع الدقة في نقل الأخبار، لأن ما يقدم للمشاهد أو المستمع مرصود من قبل فئات المجتمع، كما أنه من الأجهزة المستعدة للتعامل مع أي طارئ، والحقيقة أن هناك تفهما من قبل المسؤولين في الوزارة لهذا الأمر وسيكون هناك حل لهذا الأمر في القريب العاجل.
محليات
سعد جعفر لـ الجريدة: تسرّب الكوادر الإعلامية في الأخبار لعدم وجود حوافز مالية تتلاءم مع طبيعة أعمالهم الشاقّة
21-07-2007