نال الممثل الإسباني خافيير باردم أول أدواره السينمائية عام 1990 في فيلم The Ages of Lulu، ثم أدى دوراً بارزاً في Ham Ham. عام 1994 شارك في فيلمين هما Macho وThe Tit and the Moon. عرض عليه المخرج بيدرو المودوفار دوراً رئيساً في فيلم Live Flesh عام 1998 بعدما نال جائزة «غويا» عن فئة أفضل ممثل عن دوره في فيلمMouth to Mouth من إخراج مانويل غوميز بيريرا.

Ad

بعد أداء دور مريض في فيلم Between Your Legs عام 1999، جسد في Before Night Falls عام 2000 دور الكاتب الكوبي رينالدو أريناس، رشح على أثره لجائزتي أوسكار وغولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل.

شرّع أداؤه المميز لدور رامون سامبيدرو (رجل مصاب بشلل رباعي يصارع منذ 30 عاما لنيل قانون الموت الرحيم) في The Sea Inside عام 2004 أبواب الشهرة، فشارك عام 2007 في بطولة فيلمين هما: Love in the Time of Cholera و No Country for Old Men ويشارك راهناً في Vicky Cristina Barcelona للمخرج وودي آلن.

في هذا الحوار يتحدث خافيير باردم عن No Country for Old Men الذي ادى فيه دور المجرم «أنتون شيغور»

و نال عنه 17 جائزة عالمية أبرزها جائزة الـ«غولدن غلوب» والـ«بافتا» البريطانية كأفضل ممثل في دور مساعد وترشح لجائزة أوسكارعن الفئة نفسها.

هل ارتعبت عند مشاهدة نفسك في الفيلم؟

أبداً. أرتعب اذا أخفقت في الأداء وليس لأن شكلي كان مخيفًا. حاجة الممثل الى مشاهدة أدائه أمر بديهي. لا أحب أن أرى نفسي ولم ألتق بعد بأي ممثل يحب مشاهدة أدائه لكن الجميع يخضعون للأمر في النهاية.

تحسنت لغتك الإنكليزية بشكل ملحوظ. هل كنت تتمرن طوال العام الأخير؟

عندما بدأت بتصوير الفيلم عملت جاهداً على التخلص من لهجتي الإسبانية ولم يكن الأمر سهلا مطلقاً. لم نشأ أن تطغى اللهجة الإسبانية على الفيلم لذلك حاولنا إلغاءها قدر الإمكان.

هل اطلعت على خلفية الشخصية؟

لم أعتقد أنه من الضروري الاطلاع على خلفية الشخصية لأنها موجودة بالصدفة وهي بمثابة أيقونة عنيفة تمثل قدَراً عنيفاً وصلت إليه عبر تصرفاتها. أعتبر الأمر ردة فعل منطقية على التصرفات البشعة التي تقوم بها بعض شخصيات الفيلم.

يقول المنتجان كوين إنك ترددت في البداية حول المظهر الخارجي للشخصية. ما كان رد فعلك على الصورة التي أظهراها لك؟

الأمر مضحك لأنني رأيت الصورة التي عرضها علي الأخوان كوين ولم أنتبه إلى قصة الشعر، لكنني اعتقد انهما تنبها إلى تسريحة الشعر.

عندما قص الفريق المختص شعري نظرت إلى المرآة وقلت: «ما هذا بحق السماء؟» لكن ذلك ساعدني كثيراً، لأن التسريحة أضفت الواقعية على الشخصية والبعد المتمثل بالتزامها بالمنهجية. كل شيء في مكانه، الأمر أشبه بعملية حسابية.

نظرت إلى الشخصية بطريقة منظمة وخالية من العيوب وظننت أن ذلك سيساعد، لكن ليس في حياتي الخاصة.

كيف استطعت الاستعانة بلغة الجسد لإيصال مظاهر العنف كافة؟

هذا مسل، لأن الفيلم يتضمن واقعاً مفاده أننا لم نكن نتفاعل الواحد مع الآخر. لذلك، كنت في موقع الفيلم أصور ليوم أو اثنين في الأسبوع مشاهد أتجول فيها وأقتل الناس، ومن ثم أعود إلى الفندق لأنام.

لم أكن أعلم أي فيلم كنا نصوّر. كنت كالآلة طوال الوقت، أي كمن لا يتأثر البتة بمشاعر الآخرين أو بمشاعره الخاصة، لكنني لم أعرف كيف أجسد شخصية مطاردة طوال الوقت ولم أكن أعرف ماذا يفعلون وأي نوع من الأفلام يخرجون، لأنني كنت الوحيد الذي أصور يوماً أو يومين في الأسبوع.

هل وصلت إلى حد قلت فيه: «الآن فهمت»؟

كلا.

كيف تستطيع تحمل فيلم كامل وأنت تشعر على هذا النحو؟

أشعر على هذا النحو دائماً. لم أنجز أي فيلم لم يراودني فيه هذا الشعور. أتذكر إحدى اللحظات في The Sea Inside التي شعرت فيها بأنني ضائع ومن ثم فجأة، أعدت تنظيم نفسي والآن قد اعتدت ذلك.

هل تشعر بعدم الارتياح خلال تصوير فيلم؟

هذا جزء من حياة الممثل. تجربتي الحالية مع المخرج وودي آلن تعلمني كثيراً لأن من يتعامل معه عليه أن يكون حاضراً بفكره وجسده دائماً وألا يفكر في الأمر، بل ينجزه فحسب. ينجز عملك ويعود إلى جذور الأدوار المفهومة، كي يفهم زملاؤه ماذا يقول وماذا يعني بقولك هذا. علمني ذلك بأننا نحن الممثلين نقضي معظم الوقت ونحن نبالغ في التفكير في ما نقوم به وهذا ما يشعرنا بعدم الارتياح. لذلك علينا تحرير أنفسنا عبر استحضار الأحاسيس التي كنا نشعر بها في الطفولة خلال اللعب مع أصدقائنا. لكننا، للأسف، نعجز عن ذلك في معظم الأحيان، فكوننا أشخاصاً ناضجين، نحكم على كل عمل نقوم به.

لا يتزامن الشعور بعدم الارتياح مع تقدمنا في السن، فنحن غير مرتاحين ولهذا السبب نبحث دوماً عن شيء ما.

 عندما يقول لك المخرجون: «أداء رائع»، ألا تصدقهم؟

لا، لا أصدقهم. (يضحك). عندما أقوم بأداء جيد يقول لي حدسي «أحسنت»، لكن في أوقات كثيرة، اقول: «كان ذلك سيئاً» وفي المرة التي اظن فيها أن الأداء كان مريعاً، ينجح ذلك. لا أفهم شيئاً.

هل تستطيع مشاهدة نفسك على الشاشة؟

نعم ولكن بعد مرور وقت طويل على ظهوري في الفيلم. الآن، أستطيع على سبيل المثال مشاهدة فيلم The Sea Inside بعد أربع سنوات ولكنني لا أستطيع مشاهدة فيلم No Country for Old Men لأعرف ما حاولت إنجازه وما لم أقم به لأن الفيلم ما زال حديثاً جداً. أنا لا أقول ذلك من منطلق التواضع، بل هو حقيقة شعوري.

 لكن أثنى النقاد على أدائك، هل ما زلت تظن العكس؟

 بالطبع.

 لكنك تستطيع تقييم الفيلم على أنه جيد؟

 نعم، لأنني لم أكن حاضراً فيه طوال الوقت.أستطيع الآن مشاهدة فيلم The Sea Inside، لأنني كنت موجوداً هناك طوال الوقت وأقول: «ها هو أنفي وها هما عيناي المضحكتان والغبيتان. أنظروا إلى ذلك الوجه الكبير». وعلى الرغم من هذا يود كثر ومنهم أنا الظهور على الشاشة.

 هل كونت أفكاراً مسبقة عن الأخوين كوين وهل تكلمت مع أشخاص عملوا معهما سابقاً؟

عندما شاهدت Blood Simple للأخوين كوين للمرة الأولى، تأثرت بطريقة إخراجه أكثر من أي فيلم آخر.

ثمة عظماء في عالم الإخراج، لكن إيثان وجويل كوين مميزان وفريدان وعملهما يعجبني كثيراً وتعتبر إسبانيا من الدول التي تشاهد أفلامهما بكثرة. إنه شرف عظيم أن أشارك في أعمالهما. إنهما لطيفان ومبدعان. وهنا تكمن العظمة.

 كيف أجريت تغييراتك الجسدية؟ وما الذي توليه اهتماماً أكثر؟

إنني مهووس بلغة الجسد والشيء الوحيد الذي يمكنني تحقيقه هو مراقبتها وتحويلها إلى أداء. عندما يدخل شاب إلى الغرفة، يمكنك أن تعرف خلفيته عبر طريقة مشيته وجلوسه وحركة يديه. من الأمور الأكثر فكاهة بالنسبة إلي هو أداء السلوك وهذا ما أهتم به كثيراً.

عندما أتقاعد، أرغب في وضع الشخصيات كلها في غرفة حيث لا يستطيعون التكلم مع بعضهم لأنهم لا يفهمون بعضهم بعضاً. إنه حلم شبه مستحيل، لكنني لا أريد الكف عن المحاولة.

يركز دورك في Love In The Time Of Cholera وفي No Country For Old Men على هدف معين. الأول عن الحب والثاني عن الموت، هل لاحظت ذلك خلال تصويرهما؟

نعم، كلاهما غريب. أحب أداء الأدوار التي تشبه شخصيتي ولا تشعرني بالملل والأشخاص الذين يكافحون لأنني كافحت بنفسي للوصول الى ما أنا عليه وأحب رؤية ذلك على الشاشة الكبيرة.

لا يعجبني من ينتابه الشك ويؤدي أدواراً مملة لذلك حاولت إضافة بعض النكهة إلى طريقة تعامل الشخصية مع الحياة اليومية مثل فتح الزجاجة أو الإجابة على الهاتف لا سيما وان «أنتون» (شخصيتي في No Country For Old Men)، غير بارع في التعامل مع المسائل الحياتية بشكل طبيعي، لكن ما إن يحمل المسدس حتى يصبح هجومياً جداً. وفي دور الحب، أردت أن أضيف الشعور بالألم لأن حبيبة الممثل لا تبادله الحب ذاته.

 هل الفيلم الذي تشارك فيه راهناً مع المخرج وودي آلن كوميدي؟

 لا أدري، يتوقف الأمر على طريقة مقاربته له. أعتقد أن طابع وودي آلن سيطغى علي وسيتحدث عن الصداقة، وهو ليس فيلماً كوميدياً محضاً.

 هل لأنك قلت إنه من الصعب تصوير فيلم كوميدي بلغة أجنبية؟

في الفيلم لحظات فكاهية أضحكتني كثيراً.

 ما هو الفيلم التالي الذي تعمل عليه؟

 قد أصور فيلماً غنائياً! إنه أمر غريب، أليس كذلك؟ فأنا شخصية غريبة الأطوار.

 هل سيصوَّر باللغة الانكليزية أو الاسبانية؟

بالانكليزية لذلك سأعمل على تحسين لغتي.