Ad

في هذا الوضع المتشظي في ساحتنا العجوز، نحن بحاجة إلى صحافة قوية وصحافيين بحجم زايد الرويس، فالصحافي الناجح هو من يبحث عن المادة الجيدة، ولا يكون عنده انتقائية بالأسماء، بل يجب أن تكون لديه انتقائية في المادة.

يعتقد البعض أو لنقل الكثير من المتابعين للساحة الشعبية أن الشاعر ذا الاسم الكبير عندما يتصدى لعمل ما في الصحافة، سواءً كان هذا العمل الصحافي مقروء أو مسموعا أو مشاهدا، فإن هذا العمل سيكون ناجحا بكل المقاييس، وهذا خطأ فادح فالعمل الصحافي موهبة تصقل بالمعرفة والعلم حاله كحال الشعر والمقال، وفي تجربة حية نعاصرها في الوقت الحاضر، كتجربة الأخ زايد الرويس، الذي لا تربطني به أي صلة، في جريدة شمس، فهذا الرجل استلم العمل مؤقتا عن متنبي الشعر الشعبي (فهد عافت)، وللأمانة لم أقرأ «شمس» إلا في هذه الفترة أي فترة استلام زايد، ولكي أكون منصفاً بحثت عن بعض الأعداد التي كان مشرفاً عليها الأستاذ فهد عافت ووجدتها عند صديق لي واطلعت عليها.

نعم لقد تفوق زايد الرويس على الأستاذ فهد عافت كثيراً، فكمية الشعر التي كانت في الأعداد التي استلمها زايد وكذلك المقالات كانت في قمة الروعة، وهذا يدل على تفوق الحس الصحافي لدى زايد، وأيضاً هذا الأمر لا يعيب الحس الصحافي لدى فهد عافت.

في هذا الوضع المتشظي في ساحتنا العجوز، نحن بحاجة إلى صحافة قوية وصحافيين بحجم زايد الرويس، فالصحافي الناجح هو من يبحث عن المادة الجيدة، ولا يكون عنده انتقائية بالأسماء، بل يجب أن تكون لديه انتقائية في المادة التي يجب أن تكون نقية وجميلة وذات بعد فكري، لكي يعرضها على المتلقي، المجاملات والمحسوبيات هي التي أدت إلا هذا الانهيار والتردي بالذائقة لدى المتلقي، ولكي نرفع الذائقة علينا الاهتمام بالنصوص والمقالات التي تحويها مجلاتنا أو الملاحق الشعبية في الجرائد، أي أن البداية تكون من الصحافة، فمتى ما كانت الصحافة متعافية فإنها ستنهض بالساحة، وتدفعها بقوة إلى الأعلى.

رأينا الكثير من المجلات الشعبية تنهار بعد عدة أعداد، والسبب ضعف الطاقم الصحافي الذي يدير تلك المجلات، أولاً لعدم معرفتهم بماهية العمل الصحافي وثانيا للمجاملات الواضحة في طرحهم.

زايد الرويس يشكل نموذجا ناجحا للعمل الصحافي، فهو يمتلك شاعرية فذة وحسا صحافيا عاليا، لذلك يتعاطى بشاعريته مع النصوص، ويدرك بحسه الصحافي قوة هذا النص أو ذاك وتأثيره على المتلقي.