انني اكتب اليوم رغم معارضة القلم ان يفصح عن دموعه بالحبر، ورغم عدم رغبة الصفحات البيضاء في ان أسرد تلك الكلمات الحزينة على صدرها ورغم الحسرة ورغم الألم، فماذا عساي ان اقول وماذا عساي ان اكتب عن شخص عشقته حتى الثمالة؟ شخص علاقتي تختلف معه عن علاقة الجميع به، فكانت علاقتنا أمتن وأقوى من أي علاقة فهي علاقة استاذ محب ومخلص بابنه التلميذ.إن الغريب في علاقتي مع هذا الانسان هو انه الوحيد الذي اعلم انه في اليوم السابع عشر من فبراير عام 2004 كانت أول محاضرة القاها في قاعتنا فعلى الرغم من انني قد تلقيت العلم ممن يفوق الثلاثين استاذا، لم اكن اعرف ان تاريخ محاضرته الاولى سينقش في ذاكرتي، ففي هذا اليوم علمت بانني قد اخذت مادة لا احتاجها في صحيفة التخرج انما كانت مادة حياتية احتجتها في صحيفة حياتي الشخصية. نعم انه الفاضل د. أحمد الربعي فقد علمني الكثير في هذا الفصل الذي امتد إلى قرابة الأشهر الاربعة فتعلمت منه كيف اغضب عندما ارى الجميع متشائما وكيف لي ان ارفع شعار التفاؤل الذي ميزه عن غيره وعلمني ان أكون وطنيا ليس عن طريق شعارات نتغنى بها ولكن كيف احب وطني واعمل له بصدق واخلاص، فخلال مسيرتي الجامعية لم أر أي أستاذ يعلم طلبته معنى الحب وما الفن الأصيل وكيف نجعل آذاننا موسيقية طربية وما التفاؤل وما مضمون كلمة حب الوطن.د. أحمد الربعي... كيف ننساك وانت من علم جميع من تلاميذك معنى العلاقة الابوية بين الطالب والاستاذ وعلمتنا كيف يكون الحوار الهادئ والهادف ولن ننسى انك كنت تجبرنا على إخبارك برأينا فيك وفي المنهج الدراسي، واليوم جميعنا نقف ونقول اننا فعلا احببناك بل وعشقناك فلن تتخيل مدى حزننا عليك ومدى حسرتنا وألمنا على فقدانك، رحمك الله وادخلك فسيح جناته.أحمد الشخص
محليات - أكاديميا
رأي طلابي 17 فبراير 2004... أول لقاء لي مع الربعي
11-03-2008