قلل رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور غلام علي حداد من مصداقية التقارير التي تتحدث عن احتمال توجيه أميركا ضربة عسكرية ضد إيران، لكنة أكد أن إيران سترد بالمثل إذا هوجمت من أي قاعدة في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك رغبة إيرانية - كويتية في استمرار بحث موضوع الجرف القاري بين البلدين لإيجاد حل نهائي لهذا الملف

استبعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الدكتور غلام علي حداد قيام الولايات المتحدة الأميركية بشن هجوم عسكري ضد إيران «لاسيما بعد ما أسماه بالتجربة الفاشلة لأميركا في افغانستان والعراق، لذلك لن تجرب حظها للمرة الثالثة في ايران»، مشيرا الى أنه لم يبحث خلال لقائه مع القيادة السياسية الكويتية احتمال مهاجمة أميركا لإيران من الكويت على الإطلاق، معتبرا مثل هذا الاحتمال ضعيفا وأيضا لا يوجد ما يدعو للتطرق لهكذا مواضيع «كما لم نسمع أي تخوف ملفت بشأن شن أميركا هجوما على إيران من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أو من سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد «اللذين أيدا حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية».

Ad

وقال الدكتور حداد، خلال حديثة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في جمعية الصحافيين الكويتية، إن «الحديث عن عمل عسكري ضد إيران يدخل في الحرب النفسية التي تمارس على طهران»، مؤكدا أن «أصدقاءنا في المنطقة وخصوصا الكويت يعلمون أن إيران لا تستخدم إمكانياتها ضد أي دولة جارة، لذلك احترمنا سيادة الكويت عندما هاجمها صدام حسين، في وقت لم تحترم فيه بعض الدول العربية السيادة الكويتية».

وعن رد إيران عسكريا على القواعد الأميركية في المنطقة إذا شنت أميركا حربها من هذه القواعد، أوضح الدكتور حداد أن هذا الاحتمال «مستبعد وضعيف جدا، لكن إذا حدث فإن إيران سترد على هذه القواعد بالمثل للدفاع عن نفسها ولصد العدوان عن أراضيها»، لافتا الى أن دول المنطقة «تتمتع بمستوى كبير من العقل، وبالتالي هم يعلمون من الدروس والتجارب السابقة في المنطقة أنه كلما تدخلت أميركا عسكريا في المنطقة كلما تعقدت الأمور أكثر، ليس على دول المنطقة فقط بل حتى على أميركا نفسها».

وهل لدى إيران أي ضمانات من دول المنطقة بعدم السماح لأميركا باستخدم أراضيها للقيام بأي عمل عسكري ضد إيران؟ قال حداد: «نعم بعض البلدان في المنطقة طرحت في برلماناتها ضرورة عدم السماح لأميركا باستخدام أراضيها لضرب إيران».

وعما إذا كان الشعور بالطمأنينة واستبعاد الخيار العسكري يعني عدم استعداد إيران للرد على أي عمل عسكري، أكد أننا «في الوقت الذي تتردد فية هذه الإشاعات، فإننا على أتم الاستعداد للدفاع عن وطننا» مشيرا إلى أن إيران من الدول الداعية للتنسيق والتعاون بين الدول الإسلامية، لاسيما مع السعودية ومصر لحل قضايا العالم الإسلامي المختلفة.

وأعلن الدكتور حداد أنه بحث خلال محادثاته مع القيادة السياسية الكويتية موضوع الجرف القاري بين البلدين، مشيرا إلى ان هناك رغبة من البلدين في الاستمرار بمتابعة هذا الملف وحله بشكل نهائي، مع التأكيد أن موضوع الجرف القاري لا يشكل مشكلة كبيرة بين إيران والكويت، وأضاف: «آمل أن تكون زيارتي سببا في إيجاد حل نهائي لموضوع الجرف القاري». وأكد أن التعاون الأمني بين البلدين ساهم خلال الفترة الماضية في الحد من حالات التهريب والتسلل للرعايا بين البلدين، مشيرا الى أن هناك اتفاقا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.

وعن الملفين العراقي واللبناني ومساومة إيران عليهما، قال الدكتور حداد إن طهران لا تساوم على قضايا الشعب العراقي أو الشعب اللبناني مقابل حقها في امتلاك الطاقة النووية، ولن تضحي على حساب قضية وملف آخر، لذلك حديث إيران عن النووي واضح ومحق ولا نحتاج أي مساومة على هذا الملف أو اللعب في ورقة لبنان أو العراق، والشعب العراقي واللبناني يثقان في إيران التي لن تضحي بمصالحهما على الإطلاق».

وعن تصريح الرئيس الإيراني عن قرب زوال إسرائيل، أوضح الدكتور حداد أن من الطبيعي ان تسير إسرائيل نحو الزوال، لأنها باطل ومصير كل باطل الزوال، مؤكدا أن وجودها في المنطقة يعتبر ظلما وعدواننا ايضا.

سنة حميدة

قال الرئيس حداد انها المرة الأولى التي يزور فيها الكويت، لذلك حرص على زيارة احدى الديوانيات في العاصمة، واصفا عادة الكويتيين في ارتياد الديوانية بالسنة الحميدة والتي ترتبط بشكل وثيق بالديموقراطية، كما زار المسجد الكبير ومكتبة البابطين والنادي العلمي.

استجواب الجراح

عندما سئل الدكتور حداد عن رأيه في استجواب وزير النفط الشيخ علي الجراح، قال «هذا شأن داخلي وأي قرار يتخذ من الداخل نكن له كل احترام ولا نتدخل في مثل هذه القضايا».

إشاعات إعلامية

اعتبر الدكتور حداد الحديث عن وجود اتفاق إيراني - أميركي من خلف الكواليس مجرد إشاعات تبث عبر الإعلام.