قرب انتهاء اجتماع لعشائر الأنبار بفندق المنصور ميليا، فجّر إرهابي حزامه الناسف بعدما اندس بين المؤتمرين، مخلفاً وراءه أشلاء عدد من كبار الشخصيات العراقية. فجر انتحاري حزاماً ناسفاً كان يرتديه في بهو فندق المنصور ميليا، احد أبرز فنادق بغداد، مودياً بحياة 12 شخصاً بينهم ستة من كبار مشايخ عشائر ما يعرف بـ «صحوة الأنبار» وعدد من الشخصيات العراقية ابرزها النائب عن «القائمة العراقية» شيخ عشيرة الخزاعي في الديوانية حسين الشعلان شقيق وزير الدفاع الأسبق حازم الشعلان ونجله ومرافقه. كما اودى الانفجار بحياة رحيم المالكي الشاعر الشعبي العراقي ومقدم برنامج هواجس في القناة العراقية، الذي كان أحد الأصوات العراقية التي اعتمدت عليها الحكومة العراقية في تعبئة الحشد الشعبي، إضافة الى أحد مهندسي الصوت المرافقين له والعاملين في القناة العراقية.و أكد غسان قحطان مدير العلاقات العامة بفندق المنصور ميليا أن عدداً من الجثث كانت ملتصقة بعضها ببعض من شدة الانفجار، موضحاً في اتصال هاتفي مع «الجريدة» أن بهو الفندق قد دمر بالكامل، إضافة إلى بعض صالاته ومدخله الكبير وسقفه الضخم.فصال الكعود وقال قحطان إن «الشيوخ كانوا في لقاء مع أحد المسؤولين ضمن إطار عملية المصالحة الوطنية وكانوا على وشك المغادرة عندما فجر الانتحاري نفسه». وأكد قحطان أن ساق الانتحاري هي الجزء الوحيد الذي تبقى من جسده الذي توزعت أشلاؤه قطعا متناثرة في المكان. وأوضحت المصادر أن بين القتلى محافظ الأنبار السابق الشيخ فصال الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر وهي إحدى أكبر العشائر في محافظة الأنبار، وقد شغل منصب محافظ الأنبار في عام 2004، ثم شغل منصب وكيل وزير الزراعة، ثم رشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، وهو من الشخصيات التي كانت تحظى بقبول واحترام وتقدير كبير من أهالي المنطقة الغربية.كما تأكد «مقتل عبد العزيز الزبن أحد زعماء عشائر البوفهد من الدليم والشيخ طارق البكري زعيم عشيرة البو عساف من الدليم أيضاً كما اعلن مقتل الفريق السابق عبد العزيز الياسري.ومن بين الجرحى اللواء علي حميد عضو قيادة العمليات المشتركة الذي أصيب بجروح خطيرة. وطوقت الشرطة العراقية والقوات الأميركية فندق المنصور ميليا وبدأت عمليات تحقيق للكشف عن ملابسات وقوع الحادث، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، حيث يقع الفندق على ضفاف نهر دجلة على بعد 500 متر من المنطقة الخضراء الشديدة التحصين. صحوة الأنبار وكان عدد من القبائل والعشائر في محافظة الأنبار الواقعة غرب بغداد قد شكل مجلساً قبل أشهر سمي مؤتمر صحوة الانبار واخر اطلق عليه مؤتمر انقاذ الانبار، هدفهما تخليص المحافظة من الوجود الاجنبي لمقاتلي تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المحافظة مقرا وممرا لتنفيذ عملياته في البلاد.وتعهدت العشائر التي انخرطت في هذين المجلسين بإنهاء وجود هذا التنظيم في محافظتهم.وقال الشيخ محمود دحام من وجهاء الأنبار إن «التفجير استهدف شيوخ العشائر بهدف وقف عملهم في محاربة الإرهاب». وصرخ أثناء وقوفه وسط الحطام وجثث الشيوخ «سيبقى العراق مهما فعلتم، لن توقفونا فنحن لا نخافكم وسنمضي في محاربتكم».ويقصد زعماء عشائر وأعيان وبرلمانيون فندق المنصور ميليا الذي يعد أحد أهم فنادق الدرجة الأولى في بغداد حيث يوجد مقر السفارة الصينية، ويضم مقرات عدد من وكالات الأنباء، إضافة إلى عدد من الصحف الأميركية والأجنبية . كما يقصده العديد من الشخصيات العراقية المقيمة خارج البلاد.وقد تعرضت فنادق بغداد الى عمليات تفجير بصورة متكررة واعلنت شبكة القاعدة لاحقا مسؤوليتها عنها. (ا ف ب)نزاعات بين عشائر الأنبار حول الزعامةشكّل الشيخ عبد الستار الريشاوي مجلس عشائر صحوة الأنبار السنية لمحاربة تنظيم القاعدة بعدما دخلت واستفحلت في محافظة الرمادي، معتقدة أنها تستطيع السيطرة على شيوخها وأهلها. وساهم ذلك المجلس في محاربة القاعدة من خلال تجنيد أبناء عشائرها الذي وصل هذا العام إلى 12 ألف شخص، وأشاد الجميع بهذه الصحوة ضد القاعدة عند عشائر الأنبار لدرجة اعتبارها نموذجاً يجب اتباعه.شكّك البعض في أهداف الريشاوي مُتهمينه بحمل تطلعات خارج حدود قاعدته في الرمادي، مركز الأنبار، فقد أعلن عن قيام حزب سياسي وطني أطلق عليهم «مؤتمر الصحوة»، وقال إن هذا الحزب سيشجع على المصالحة وسط كل الطوائف والمجموعات الأثنية. ولدى سؤاله عن أهدافه السياسية لم يدل الريشاوي بإجابة مباشرة. وقال إن هدفه الأساسي يكمن في إعادة توحيد المجتمع العراقي بغرض هزيمة الإرهاب. قائلاً إنه عقب تحقيق كل هذه الأهداف سيتجه العراقيون بالتأكيد الى القادة الجدد الذين فعلوا شيئا، ويعتقد محللون أن الريشاوي يحاول وضع نفسه كممثل شرعي للعرب السنّة وشريك موثوق في المفاوضات. ولاحظ الجميع الصعود المفاجئ للريشاوي الذي يرون فيه حليفاً محتملاً لمحاربة المسلحين السنّة. ثم مالبث أن نجح الريشاوي في الحصول على دعم مالي وسلاح من مصادر أميركية وعراقية «لمجلس إنقاذ الأنبار» الذي حل مكان مؤتمر صحوة الأنبار، وجاء أشمل في تمثيله لقطاعات سُنية أوسع في هذه المحافظة. ويترأس الريشاوي فرعاً صغيراً من عشائر الدليم، لكن أسر أخرى في المجموعة انشقت عن هذا الإطار السني وأنشأت في الآونة الأخيرة تنظيما منافسا أطلقوا عليه اسم مجلس «شيوخ عشائر الأنبار» مثّله علي هيثم سليمان، الذي كان والده واحدا من أكثر رموز المحافظة نفوذاً. ويقول علي إنه أيد مجلس إنقاذ الأنبار عندما كان هدفه محاربة تنظيم «القاعدة»، لكنه يقول ان التنظيم أصبح مطية سياسية للريشاوي. وأضاف، مستخدما لقب الريشاوي: يريد ان يصبح شيخاً لكل الأنبار. ويتهم علي أعضاء مجلس إنقاذ الأنبار بالفساد وارتكاب تجاوزات أخرى. واختتم حديثه قائلا: «سنتخلص من مشكلة القاعدة، ولكن ستكون هناك ميليشيات وستكون الأنبار جالسة فوق برميل بارود».
دوليات
انتحاري يحصد 12 بينهم كبار شيوخ عشائر صحوة الأنبار
26-06-2007