قال الجيش الأميركي إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 36 «إرهابيا» على الأقل في سلسلة غارات جرت في محافظة ميسان بجنوب العراق فجر أمس بعد أن تعرضت للهجوم.

Ad

بدأت قوات عراقية وأميركية مشتركة عملية عسكرية متزامنة في شمال بغداد وجنوبها في الوقت الذي اشتبكت فيه قوات عراقية تدعمها قوات بريطانية مع ميليشيا جيش المهدي في العمارة جنوب العراق أدت إلى مقتل 36 شخصا وجرح أكثر من مئة بحسب مصادر طبية في مستشفى العمارة العام.

وأكد مصدر بمجلس الأمن القومي العراقي انطلاق هذه العمليات في الجنوب والشمال من العاصمة، مضيفا أن هناك عمليات مماثلة في منطقة الثرثار بالقرب من الفلوجة في محافظة ديالى. وقال مسؤولون محليون ان القوات البريطانية والعراقية شاركت في الغارات التي قال الجيش الأميركي انها استهدفت شبكة سرية تقوم بتهريب السلاح من إيران الى العراق، وإنها جرت في مدينة العمارة وبلدة المجر الكبير وهما في محافظة ميسان التي لها حدود مشتركة طويلة مع إيران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في شؤون العراق. وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث العسكري الأميركي بأن القوات الأميركية شاركت أيضا في العملية التي وصفها بأنها واحدة من أكبر العمليات خارج العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر لاستهداف الشبكات التي تهرب أسلحة من ايران.

وذكر بيان تابع للجيش الأميركي أن تقارير استخبارية أشارت الى أن منطقتي العمارة والمجر الكبير «كانتا بمنزلة الملجأ الآمن لإجراء عمليات تهريب لهذه الخلية التي تقوم بنقل معونات إيرانية قاتلة».

 

التيار الصدري

 

واستنكر أعضاء التيار الصدري في مجلس النواب العراقي أمس قيام قوات مشتركة عراقية وبريطانية تابعة للقوة متعددة الجنسيات بقصف مناطق في مدينة العمارة والناصرية جنوبي بغداد وقتل مدنيين وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال. وطالبوا الحكومة العراقية بالتحقيق الفوري في الحادث وكشف العناصر المتورطة في قتل المدنيين. وأدانوا قيام القوات المتعددة الجنسيات بوصف الضحايا بأنهم «إرهابيون»

وقالت النائبة في البرلمان العراقي عن التيار الصدري غفران الساعدي في تصريح لـ «الجريدة»: «دخلت القوات البريطانية بصورة مفاجئة فجر أمس الى مدينة العمارة وقضاء المجر الكبير كعادة هذه القوات، وقامت بقصف جوي للمناطق السكنية مما تسبب باستشهاد عدد كبير من المدنيين حيث لقي عدد من الأشخاص مصرعهم من نساء وأطفال في المجر الكبير وفي مركز مدينة العمارة».

متسائلة: «لماذا استهداف الأبرياء من الشيعة البسطاء؟»، مضيفة: بالأمس كانت مدينة الصدر، وقبلها الديوانية، واليوم مدينة العمارة والناصرية. وأكدت الساعدي أنه «ستكون لنا مطالب محددة وواضحة في أول جلسة من جلسات البرلمان العراقي وسنقوم بشرح الوضع الأمني في مدينة العمارة لأعضاء البرلمان، وسنبين ما جرى بكامل تفاصيله وستكون لنا مطالب محددة بكشف دور الحكومة العراقية في هذه المسألة». وأوضحت «نريد أن تبين الحكومة العراقية موقفها مما حدث في العمارة فجر أمس، وهل هي مع أم ضد ضرب القوات الأجنبية أبناء شعبها» قائلة «على ضوء ما ستبينه الحكومة سنؤكد على مواقف لاحقة من بينها مطالبة القوات البريطانية الاعتذار لأهالي الضحايا والمدنيين في العمارة الذين تم ترويعهم وتعويض أهالي الضحايا».

 

الناصرية

 

كما اندلعت اشتباكات بين الشرطة العراقية والقوات البريطانية من جهة وميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر في الناصرية قتل خلالها ثمانية أشخاص، وتوسعت رقعة القتال قبل ظهر أمس لتتمدد الى منطقة سوق الشيوخ جنوب الناصرية والرفاعية شمالاً مما أدى إلى اتخاذ الجهات الرسمية المحلية قرار حظر التجوال بالناصرية عموما وحتى إشعار آخر.

وذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت أثناء الليل عندما هاجمت الشرطة مكتبا للصدر في الناصرية في رد فيما يبدو على هجوم على رئيس الشرطة أسفر عن إصابته.

 

بترايوس

 

من جهة أخرى قال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية في العراق، إن وجود القوات الأميركية قد يكون ضرورياً في العراق لعقد من الزمن هدف محاربة المتمردين في هذا البلد. واعتبر الجنرال بترايوس إنه سيكون من الصعب على العراق، من وجهة نظر عامة، بلوغ الأهداف المحددة من الآن «وحتى عام أو عامين». وقال في حديث مع شبكة «فوكس» التلفزيونية، «أعتقد بالفعل أن العمليات ضد التمرد تدوم تاريخيا تسع أو عشر سنوات على الأقل»، وذلك ردا على سؤال حول احتمال التزام طويل الأمد للأميركيين في العراق كما كان عليه الوضع في كوريا.

بغداد

 

وفي بغداد أصيب تسعة مدنيين بجروح بانفجار سيارة مفخخة في مدينة بعقوبة شرقي العاصمة، مما رفع عدد السيارات المفخخة التي انفجرت في مواقع مختلفة من العراق أمس الى خمس سيارات، كما ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار اثنتين منها في بغداد إلى تسعة قتلى و25 جريحاً. وقال مصدر في الشرطة العراقية إن سيارة مفخخة انفجرت بعد ظهر أمس «في حي سكني غربي مدينة بعقوبة شرقي بغداد مما أسفر عن إصابة تسعة مدنيين بجروح بينهم أربعة أطفال. وأضاف «إن السيارة المفخخة كانت مركونة وسط حي شعبي عندما تم تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد مما أدى أيضا إلى إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل القريبة من مكان الانفجار».

 

استهداف القاعدة

 

إلى ذلك، أعلن مصدر امني في بعقوبة عن مصرع 3 أشخاص في غارة نفذتها قوات مشتركة من الجيش العراقي والقوات المتعددة الجنسيات فجر أمس مستهدفة أوكاراً لتنظيم القاعدة شرقي وشمالي المدينة. وأوضح أن اشتباكات وقعت خلال الغارة بين الجانبين أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر تنظم القاعدة ومصادرة منشورات وأقراص مدمجة تصور الهجمات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في بعقوبة ومناطق أخرى من محافظة ديالى.

وجاء في بيان عسكري أميركي أمس «قتل جنديان من قوة مهام البرق إثر انفجار عبوة ناسفة على دوريتهما في مدينة بغداد يوم السبت»، مضيفا أن جنديا ثالثا أصيب بجروح وتم إدخاله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

كما قال متحدث باسم الحكومة العراقية ان حريقا محدودا شب أمس في مبنى يضم مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وان الحريق تحت السيطرة.

وقال المتحدث علي الدباغ ان المالكي كان في اجتماع مع محافظين في ذلك الوقت وإنه انتقل مع المسؤولين لمكان اخر. وتابع أن الحريق شب في مطبخ المبنى ولم يسفر عن وقوع إصابات. ( بغداد- أ ف ب، كونا، رويترز)