فيما يتصارع مصنعو مشغّلي الألعاب الالكترونية أمثال شركة «ميكروسوفت» و{سوني» لزيادة قدرة منتجاتهم على معالجة المعلومات والمؤثرات البيئية والصوتية وإظهار الصور والرسومات التي تحاكي الواقع بأدق تفاصيله في محاولة لشد انتباه المستهلك، اتخذت شركة Nintendo مسارًا مختلفًا وقرارًا جريئًا في هذا المجال عبر تفعيل الطريقة التي يتواصل فيها الشخص مع الألعاب المختلفة ويتفاعل معها، وقدمت مشغل ألعابها الـWii الذي يكرس نظرة مختلفة لفكرة المرح واللعب الافتراضي.

Ad

تعد الـNintendo Wii من أصغر مشغلي الألعاب بطول 157 مم وعرض 44 مم وعمق 215.4 مم. وتقارب مقاساتها حجم ثلاث علب DVD مجموعة جنبًا إلى جنب وهي متوافرة في الأسواق باللون الأبيض.

يمكن استعمال مشغل الألعاب هذا بشكل أفقي أو عمودي على حد سواء. وتتوافر له قاعدة ارتكاز تؤمن ثباته بزاوية قدرها عشر درجات عند الاستعمال العمودي. كما تحتوي واجهته الأمامية على منفذ مخصص لاستقبال الأقراص المدمجة يحيط به مؤشر تشغيل أزرق أنيق يتوافق مع أقراص الـDVD القياسية المخصصة لألعاب الـWii بقطر 12 سنتم، ومع أقراص الـDVD المخصصة لألعاب مشغل Nintendo السابق GameCube البالغ قطرها 8 سنتم والتي يدعمها مشغل الـWii كليًا.

كذلك تحوي الواجهة الأمامية بابًا يخفي وراءه فتحة مخصصة لاستقبال شرائح الذاكرة من نوع SD بسعة أقصاها 2 غيغابايت ومفتاحًا مخصصًا لمزامنة عصا التحكم اللاسلكية الخاصة بهذا المشغل.

أما الجنب الشمالي (إذا كان هذا المشغل بوضع عمودي) فيحتوي على أبواب تخفي وراءها أربعة منافذ لاستقبال عصي التحكم بالألعاب الخاصة بمشغل ألعاب GameCube ومنفذين لاستقبال شرائح الذاكرة الخاصة بمشغل الألعاب السابق هذا.

ومن أبرز ميزات الـWii تدعيمها لألعاب مشغلي شركة Nintendo السابقين من دون أي استثناء وقدرتها على التواصل مع مشغل ألعاب هذه الشركة المحمول الجديد المعروف بـNDS. أما الواجهة الخلفية فتحتوي على خمسة منافذ: منفذ مخصص للطاقة ومنفذ موحد خاص للصوت والصورة يؤمن التواصل مع جهاز التلفزيون ومنفذي USB صمما لإضافة الملحقات لهذا الجهاز وزيادة خاصياته. بالإضافة الى ومنفذ يؤمن التواصل مع مستقبل بث عصي التحكم الثورية اللاسلكية التي تستفيد منها الـWii.

أما قلب مشغل ألعاب Nintendo فهو معالج مركزي من شركة IBM بسرعة 729 ميغاهرتز مدعم بكارت لإظهار الصورة من شركة ATI مزودة بمعالج رسوم GPU بسرعة 243 ميغاهرتز ومدعمة بـ 64 ميغابايت رام (64MB GDDR3). كما تحتوي الـWii على ذاكرة تخزين صلبة مدمجة بسعة 512 ميغابايت وهي قادرة على التواصل لاسلكيًا بشبكة الإنترنت بواسطة خاصية الواي-فاي (802.11g) التي تدعمها كليًا.

قد لا تبهرك مكونات الـWii إذا ما قورنت بمشغل ألعاب من الجيل الحديث كالـXbox 360 من شركة ميكروسوفت أو الـPS3 من شركة سوني. وصحيح إنها غير قادرة على معالجة المعطيات الثلاثية الأبعاد كتلك المنافسة إلا انها تمتلك نظرة مختلفة لتوفير المرح المستمر للمستخدم، إذ تعتمد على نظام ثوري تفاعلي لا سابق له للتحكم بالألعاب يدمج المستخدم باللعبة ويجعله جزءًا منها.

يتألف هذا النظام من عصاتي تحكم بالألعاب لاسلكية ومستقبل للبث يعمل على الأشعة دون الحمراء وهو عبارة عن مستطيل صغير الحجم منمق يتواصل سلكيًا مع مشغل ألعاب الـWii، وتنصح شركة Nintendo بتثبيته تحت شاشة العرض أو فوقها مباشرة لتلقي أفضل إرسال.

في ما يخص عصاتي التحكم اللاسلكية، الأولى هي عبارة عن مستطيل شبيه إلى حد بعيد بأداة التحكم عن بعد بجهاز التلفزيون تعرف بالـWii remote. وتحتوي من الأعلى إلى أسفل الوجهة الأمامية على مفتاح التشغيل ثم أزرار التحكم بالاتجاهات ثم مفتاح الإطلاق A ثم مفتاح الزائد ومفتاح الناقص إلى أسفل يتوسطهما مفتاح الـHome. بالإضافة إلى مكبر صوت صغير مدمج ومفتاحي الـ1 والـ2 المعروفين في نظام ألعاب Nintendo.

أخيراً يوجد في أسفل الواجهة أربعة مؤشرات ضوئية تدل على أي عصا تستعمل، ذلك أن مشغل الألعاب هذا قادر على التواصل مع 4 Wii Remote في الوقت نفسه والترفيه عن أربعة لاعبين. أما زر الإطلاق B فموجود في أسفل الواجهة الخلفية، وعصا التحكم الثانية المعروفة

بالـNunchuk فهي تتصل سلكيا بأسفل Wii Remote وتحتوي على متحكم بالجهات ومفتاحين إضافيين.

تتضمن عصاتا التحكم أجهزة استشعار بالجهة والحركة تنقل إلى الـWii موضعيهما في يد اللاعب بدقة وتدمجان هذا الأخير ضمن مجريات وأحداث الألعاب. على سبيل المثال يمكن حمل الـWii Remote على شكل مضرب بيسبول أو على شكل مضرب غولف ضمن لعبة Wii Sports والقيام بالحركات نفسها كما لو كنت تلعب هاتين الرياضتين حقيقة وسترى ضرباتك تترجم واقعيًا ضمن اللعبة على شاشة التلفزيون. كذلك، يمكن حمل عصا التحكم هذه كالسيف والقضاء على أعدائك بضربات دقيقة ضمن لعبة Zelda أو حتى استعمالها بوضع أفقي والتصرف معها كمقود السيارة تمامًا إذا كنت تستسيغ لعبة Excite Truck.

إذا لم يلفت انتباهك نظام التحكم بالألعاب الفريد من نوعه هذا سوف تقّدر من دون شك المؤثرات الخاصة التي تنقلها إليك الـWii Remote خلال اللعب من صوت اصطدام كرة البيسبول بالمضرب الذي يحاكيها المكبر المدمج إلى خاصية الارتجاجات خلال استعمال السيف في بعض الألعاب مثلاً أو قيادة السيارات ما يساعد على الاندماج أكثر فأكثر ضمن عالم اللعبة.

من ناحية أخرى توفر شركة Nitendo ملحقات إضافية اختيارية تعزز تجربة اللعب كالـWii Zapper الذي يدمج عصاتي ألـWii Remote والـNunchuk ويحولهما إلى بندقية مفيدة في الألعاب التصويبية.

قدرات إضافية

بالإضافة إلى تجربة اللعب الفريدة يوفر مشغل العاب الـWii عرض صورك المخزنة على شرائح الذاكرة من نوع SD القياسية. كما بالإمكان الكتابة على هذه الصور أو شقلبتها أو تحويلها إلى أبيض وأسود وحتى إنشاء عرض شرائح (Slide Show) يتزامن مع مقاطع موسيقية. وهي تدعم امتداد JPEG للصور وامتداد MP3 للموسيقى فحسب. ناهيك عن عرض مقاطع الفيديو المتوافقة مع نمط Apple Quick Time.

يمكن لمشغل الـWii زيادة الاتصال لاسلكيًا بشبكة الإنترنت عبر خاصية ألواي فاي أو سلكيًا عبر ملحق إضافي توفره شركة Nintendo والاستفادة من خدماتWiiConnect 24 لتلقي لأخبار أو حالة الطقس في منطقتك أو الرسائل والبريد الإلكتروني أو اللعب ومشاركة الأصدقاء الذين يملكون الجهاز نفسه أينما وجدوا. بالأضافة الى تحديث نظام التشغيل تلقائيًا ودوريًا وشراء الألعاب مباشرة من متجر Nintendo على شبكة الإنترنت.

وتتوفر في مشغل الألعاب هذا لوحة مفاتيح افتراضية تظهر على الشاشة تساعد على إدخال المعلومات المطلوبة وطباعة الرسائل. أما أكثر برامجه تسلية وترفيهًا فهو تطبيقMii channel الذي يسمح لك بخلق شخصية كرتونية (Avatar) قد تكون مضحكة أو حتى شبيهة لك أو لأصدقائك واستعمالها كشخصيات ضمن بعض الألعاب كالـWii Sports أو خلال تبادل الرسائل. ويمكن تخزين هذه الشخصية على ذاكرة عصا التحكم الـ(Wii Remote) ونقلها للعب مع أصدقاء لك باستعمال شخصيتك المفضلة.

رأينا

قد لا يستسيغ مشغل الـNintendo Wii لمدمني الألعاب الثلاثية الأبعاد وعشاق الرسومات الفائقة الجودة والعوالم الافتراضية التي تحاكي الواقع بدقة لأنه يقارب مبدأ المرح والاستمتاع باللعب الالكترونية من منظار آخر مشددًا على دمج اللاعب ضمن إطار اللعبة بحد ذاتها ومشاركته حسيًا بالمؤثرات المختلفة، ضامنًا بذلك ساعات من اللعب المستمرّ للعائلة بأكملها.