اتفق رؤساء أجهزة الأمن الوطني في دول مجلس التعاون الخليجي على سيناريوهات مشتركة، وأعربوا عن حرصهم على أمن المنطقة واستقرارها عبر التوصل الى حلول دبلوماسية لكل القضايا التي تمر بها المنطقة.

Ad

قال رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ أحمد الفهد إن المشهد السياسي الإقليمي بات معقدا لما يحتويه من قضايا كثيرة وملفات سياسية وأمنية متشابكة تعاني بسببها المنطقة حاليا، مشيرا إلى أن الهدف من اجتماع رؤساء أجهزة الأمن الوطني أو من يمثلهم في دول مجلس التعاون الخليجي هو التشاور والتحاور والوصول إلى رؤية مشتركة لقراءة الساحة السياسية على المستوى الإقليمي.

وأوضح الفهد في تصريح صحفي عقب ختام فعاليات مؤتمر لرؤساء أجهزة الأمن الوطني أو من يمثلهم في دول مجلس التعاون الخليجي أن كثرة السيناريوهات المطروحة من قبل السياسيين والمحللين والاعلاميين وبعد توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي ارتأينا أنه لا بد أن يكون هناك رؤية مشتركة وقراءة واضحة لما يدور في الساحة المحيطة بنا وكيفية التعامل مع هذه السيناريوهات بروح دول مجلس التعاون التي تنادي بالحوار ومعالجة القضايا العالقة بالطرق الدبلوماسية.

وأضاف الفهد أنه تم الاتفاق على سيناريوهات مشتركة سترفعها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إلى المجلس الأعلى، مؤكدا حرص الجميع على أمن المنطقة واستقرارها عبر التوصل إلى حلول دبلوماسية لشتى القضايا التي تمر بالمنطقة.

وبين أن انجاز هذا المؤتمر يتمثل في خروجه بالتأكيد على حرص الدول المجتمعة على رؤية موحدة مشتركة وهو المبدأ الرئيسي للمنظومة الخليجية، وثانيا حرص الجميع على استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن كل ذلك يضع المسؤولية على عاتقنا تجاه شعوب منطقتنا وسلامتها واستقرار أوطاننا، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس ايجابا بشكل أو بآخر على المنطقة ككل.

وأضاف أن الجميع يبحث عن العمل الجماعي للخروج من الوضع الشائك الذي تعانيه المنطقة حتى لا تصل الأمور إلى احتمالات وافتراضات لا يحمد عقباها.

وأشار الفهد إلى أن اجتماع وزراء داخلية الجوار العراقي الذي يعقد في الكويت حاليا يؤكد مبدأ البحث الجماعي لأي مشكلة شائكة.

وبين أن ورقة العمل الكويتية أكدت أهمية أن يكون هناك لقاءات تشاورية تخص جميع القضايا في شكلها الاستراتيجي عبر لقاءات رؤساء أجهزة الأمن أو من يمثلهم لوضع تصور مشترك وتوحيد الآراء لجميع القضايا المختلفة ورفعها إلى القيادات السياسية في دول «الخليجي».

وقال إن هذه الورقة والنتائج التي خلص إليها المؤتمر جاءت متزامنة مع التوجيهات السامية للقيادة السياسية في دول المجلس والتي تحض على متابعة الاوضاع الراهنة في المنطقة من باب الحرص على الدعم الكامل للحوار السلمي عبر الشرعية الدولية التي هي جزء اساسي لدول المجلس. وعن الاتفاقية الأمنية أكد الفهد أنها جزء بسيط من النظرة الشاملة للسيناريو المشترك لافتا إلى أن هناك 4 دول وقعت عليها وبقيت دولتان لم توقعا لأسباب فنية بحتة وجار العمل على تذليلها.

وأشار إلى أن أبرز ما جاء به هذا المؤتمر من توصيات هو العمل على ترطيب الأجواء والوصول إلى حلول توافقية تؤدي في النهاية إلى نزع فتيل أي أزمة قد تضر بالمنطقة خصوصا أن المنطقة عانت أزمات وكوارث عديدة خلال العقدين الماضيين.

بدوره شدد عبدالرحمن العطية امين عام دول مجلس التعاون الخليجي على اهمية عقد هذا المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من ازمات سواء تلك التي في شمال العراق او أزمة ايران مع المجتمع الدولي وكذلك التعنت الاسرائيلي إزاء الحقوق الفلسطينية المشروعة.

واوضح العطية ان ما تنبهت اليه دول المجلس وما دعت اليه من تعزيز وتفعيل مجالات التعاون الامني يحتم متابعة الوضع باستمرار وبشكل دقيق، وبين ان الاجتماع اكد اهمية التشاور والتنسيق بغية الوصول الى الهدف المنشود وهو الأمن الجماعي، مشيرا الى ان جميع التوصيات التي خلص اليها الاجتماع سترفع الى اجتماع الرياض الذي سيقعد في الرياض في 27 من هذا الشهر والذي يضم رؤساء اجهزة الامن الوطني ووزراء الدفاع والخارجية من دول مجلس الامن.

وكان مؤتمر رؤساء اجهزة الامن الوطني ومن يمثلهم في دول مجلس التعاون الخليجي قد عقد في الكويت على مدى يومين لمناقشة الاوضاع الامنية التي يمر بها الوضع الاقليمي.

أحمد الفهد: الاجتماع ناجح

وجه رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ احمد الفهد الشكر إلى الحضور لتلبية الدعوة ومساندة الجهود الكويتية في هذه المبادرة، ونسأل الله ان نكون قد وُفقنا في أداء مهامنا بما يعود بالخير على دولنا ومنظومة مجلس التعاون.

وقدم الفهد الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لحسن ادارته جلسات الاجتماع والتي كان لها الدور البارز في توحيد وجهات النظر والخروج بقرارات وتوجهات المؤتمر ، ووجه الشكر كذلك الى الأمانة العامة والامين العام لمجلس التعاون لما قام به من توفيق الاراء والوصول الى نتائج نهائية.

وامل ان تكون دولة الكويت قد وفقت في استضافة اشقاء اعزاء وان يكون الاجتماع قد نجح، مضيفا «ولله الحمد نعتبر هذا الاجتماع ناجحا بكل المقاييس وكان له الدور الاساسي في تحقيق الاهداف السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، وكذلك تحقيق توجهاتهم السامية، كما نأمل أن نكون قد وُفقنا في أداء المهمة المنوطة بنا من قبل الاجتماع المشترك لاصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع والخارجية ورؤساء اجهزة الأمن الوطني او من يمثلهم لتحقيق ما نصبو إليه جميعا -كما تفضل سمو الرئيس- وهو امن واستقرار هذه الاوطان وهذه المنطقة وجميع جيران دول مجلس التعاون ان شاء الله.

مقرن بن عبدالعزيز: الاجتماع لبنة لتوطيد الأمن الخليجي

قال صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة ورئيس الجلسة في كلمة اختتم بها أعمال الجلسات «كان لي شرف ترؤس هذه الجلسة المباركة، وبهذه المناسبة ونيابة عن اخواني اود -ومن القلب- ان اشكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الأمين والشعب الكويتي الشقيق العزيز، وكذلك الشيخ أحمد الفهد على هذه المبادرة التي هي الأولى بالفعل منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي لاشراك الأجهزة الأمنية في التشاور في ما يخص أمن منطقة الخليج بصفة عامة وليس بصفة انفرادية أو ثنائية. وتابع سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز قائلا «والشكر موصول إلى الأمين العام لمجلس التعاون وجميع من ساهم في انجاح هذا المؤتمر الذي نأمل ان يكون لبنة لتوطيد الأمن في خليجنا العزيز، ونحن مطالبون امام شعوبنا بالتشاور والتنسيق لحفظ أمن واستقرار الخليج إن شاء الله».