اجتذب أنظار المسلمين في أوروبا بداية التسعينيات أثناء عمله بالمراكز الإسلامية هناك، ويراه البعض شيخ الدعاة الجدد وأستاذهم، ويقول عنه آخرون أنه أفقهم وأعلمهم، إنه الشيخ صفوت حجازي، الذي ظهر على ساحة الدعوة هادئاً عكس كثيرين، رغم تعرضه لكثير من القضايا الساخنة التي أثارت عليه الزوابع، واستطاع خلال مشواره أن يصبح من كبار الدعاة خارج المؤسسة الدينية، وهى الأزهر الشريف في مصر.بعد تخرجه في كلية الزراعة، أتيحت له فرصة العمل في المملكة العربية السعودية عام 1990 وكان هدف السفر تحسين وضعه المادي واستفاد من دروس العلم لمشايخ المملكة المعروفين، أمثال الشيخ ابن عثيمين وحماد الأنصاري وغيرهما من العلماء. وعندما عاد إلى مصر ذاع صيته في صفوف الدعاة وسط العامة الذين أحبوه، لجمعه بين الخطاب الديني المحافظ وبين لغة العصر والأسلوب المميز الذي لا يشبه أحداً. وفي الحوار التالي مزيد من التفاصيل:• إلى أي مستوى وصل الدعاة الآن؟- الدعاة بخير، وهناك صحوة إسلامية في السلوك والمعتقد، رغم الإزدياد الملحوظ في معدلات الشر، إلا أنه كلما كان للشر ثورة كان للخير وفرة، لذا أقول بأن الدعوة الإسلامية بخير والساحة لاتزال مفتوحة أمام أي إنسان أن يدلي بدلوه، وليست حكراً على أحد.• لماذا يطلق عليكم تسمية «الدعاة الجدد»؟- قبل ظهورنا، نحن الذين يطلق علينا الدعاة الجدد، كان العلماء والدعاة موجودين على الساحة، لكن الكبار أمثال الشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ عبدالحميد كشك، لم يأت بعدهم من يسد الفراغ الذي تركوه باعتبارهم علامات بارزة في حقل الدعوة وأصبحت الساحة بعدهم خالية، لذا أطلق علينا الدعاة الجدد، إن الدعوة لم تختلف بعد غيابهم، بل كثر الدعاة الآن عن ذي قبل.• هناك جماعات غريبة مثل جماعة «القرآنيين» ماذا تقول فيهم؟- «القرآنيين» فرقة ضالة خارجة عن الإسلام ولا يجوز معايشتهم أو الزواج منهم، وأريد أن يجيب أحدهم على أسئلتي، كيف يصوم ويصلي؟ وما النصوص التي تنص على هذه العبادات؟ وأيضاً كيف نتعرف على نصاب الزكاة؟ وأنتظر الإجابة.• ماذا تقصد بكل تلك الأسئلة؟- أقصد أنهم لم يقرأوا القرآن الذي يسمون أنفسهم باسمه، وكل إدعاءاتهم عنه باطلة وليست من صحيح الدين.• ألست من أنصار حوار الأديان؟- أبدا، بل أرفض هذا الحوار مطلقاً، لأنني لا أجلس مع من لا يعترف بديني، أو بنبيّ، في الأديان الأخرى لا يعترفون بمحمد نبيا، فكيف لي أن أتعامل مع من يقول لي دينكم ليس بدين، وينظرون إليّ على أنني «متخلف» و«عالة» على الحضارة الإنسانية.• من أكثر الفئات أو الشرائح سناً بحاجة إلى الدعوة؟- الشباب أولاً، ولن نصل إليهم بالدعوة إلا إذا عايشنا مشاكلهم وهمومهم، والأمور التي تشغل بالهم، يجب أن نكون على علم بكل هذا، ومطلوب من الداعية أن يعيش حياة الشباب حتى ولو كان عمره سبعين عاماً، لابد أن يستبدل بعقله عقل الشباب حتى يتعرف على مشاكلهم ويتفهم نقاط الضعف والقوة لديهم، لا من منظور الداعي والمدعو إليه، ولا بالنظر إلى الشباب من برج عاجي، وإلا لن تصل إليهم بأي رسالة.• لو عرض عليك منصب ديني ما هو أول شيء تسعى إلى تغييره؟- أولاً أنا لست رجل دين ولا أعترف بشيء اسمه رجل دين وليس في الإسلام منصب ديني وآخر غير ديني، المنصب الديني الوحيد هو لخليفة المسلمين أيام كان هناك خليفة وإذا عرض عليّ هذا المنصب أقبله، لكن أي منصب آخر لا أستطيع أن أسميه منصبا دينيا، فشيخ الأزهر ليس منصباً دينيا،ً وفي الإسلام لا يوجد شيء باسم رجل دين ورجل دولة، الأمر الثاني لا أقبل أن أكون أداة في يد أي حكومة تصنفها كما تشاء.• ما أكثر الأشياء التي تحزن صفوت حجازي وأكثر الأشياء التي تسعده؟- أكثر شيء يحزنني أن يكون هناك مسلم لا يفهم الإسلام ويحاربه بدعوى أن هذا هو الفهم الصحيح ويحزنني أيضاً أننا ندعي الحرية وننادي بها في حين أننا لو اختلفنا على بعضنا البعض لا نتهم بعضنا بأبشع الألقاب وأكثر شيء يحزنني تسفيه الآخر مهما كان، أما أكثر شيء يسعدني فعندما أجد طفلاً مسلماً سعيدا وهو يمسك بين يديه كتاب الله، وأسعد كثيراً عندما أجد بسمة رضا على وجه إنسان مسلم.• كيف تقضي يومك في رمضان؟- رمضان بالنسبة لي هو يوم عادي وشهر كريم يختلف عن كل الشهور، كل ما في الأمر أنني لا أفطر ولا أتغدى، هذا إن كنت في القاهرة، أما العام الماضي مثلاً فعاصرت رمضان في كندا وكان جميلاً قضيته في المراكز الإسلامية سعياً وراء الدعوة، أما بالنسبة لرمضان وعملي العادي بشركتي، فهو مفيد جداً بالنسبة لي، حيث يكون النهار طويلاً واستطيع إنجاز الكثير من الأعمال التي أقوم بها. هذا نهاراً أما ليلاً فتكون هناك صلاة التراويح وبعض الدروس التي ألقيها، أما الفروق بين رمضان هنا ورمضان في الخارج فهى لا تتمثل سواء في العادات والتقاليد، والتي تختص بلادنا الإسلامية برونق خاص بها في رمضان.
توابل
الداعية صفوت حجازي لـ الجريدة: أقبل أن أكون خليفة للمسلمين جماعة القرآنيين فرقة ضالة خارجة عن الإسلام ولا يجوز معايشتهم أو الزواج منهم
16-09-2007