بين الأصدقاء تذوب الفوارق وتتآلف القلوب، لكن تفاصيل معينة قد تعكِّر صفو الصداقة وتنهيها بالمشاحنات والخصام. المقالب أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك، رغم أنها غالباً تكون بدافع المزاح والضحك. صابر عبد المنعم (25عاماً) أحد الشباب الذين التقيناهم لمعرفة آرائهم في مقالب الأصدقاء. يقول: «أنا وأصدقائي مجموعة من الشياطين, لا نتوقف لحظة واحدة عن إيقاع بعضنا البعض في مقالب كوميدية وغالباً ما ينتهي الأمر بالضحك والمرح. بسبب صداقتنا الطويلة أصبحنا نميز بسهولة بين المقلب الذي يجرح ويؤذي والمقلب الطريف الذي لا يكون سبباً في حدوث مشاحنات بيننا. كثير من الغرباء الوافدين إلى مجموعتنا لا يتحمل مقالبنا فلا يتكيَّف معنا، بالتالي لا تستمر صداقته ويزعجني ذلك كثيراً. لكن في النهاية كلها مواقف للضحك».هاني عبد الفتاح (23عاماً): «هناك من الأصدقاء من يكون المقلب معهم لذيذاً ومسلياً, إذ يملكون صدراً رحباً للفكاهة. هناك بالفعل فئة حساسة من الأصدقاء لا تتحمل المقالب. أنا و«شلتي» نحب المقالب عامة لكننا نوظفها ضد غير المرغوب في وجودهم بيننا. قد تحصل مشاحنات شديدة بيننا بسببها لكننا نعوض ذلك بإرضاء المتضرر من المقلب ومداعبته حتى يضحك فينسى الموقف». يختلف رأي محمد ثروت (24 عاماً) إذ يقول: «بصراحة، لا أحب ان يفعل بي أحدهم مقلباً ولا أحب أنا كذلك ممارسة مثل هذه الأمور مع أصحابي أو أي شخص. ميولنا أنا وأصدقائي مشتركة إذ نحب متابعة الأفلام السينمائية وكل جديد في برامج الكمبيوتر ودردشة الإنترنت. إنه أكثر ما يسلينا ويشغل أوقاتنا. لعل بعض المواقف الفكاهية ومفاجآت أعياد الميلاد تكون مادة رائعة للتندر بأسلوب راقٍ لا يحرج أي شخص فينا».أمّا رضا علام (21عاماً) فيقول: «مجموعة أصدقائي خفيفة الظل جداً, لذا نحن غير مضطرين الى مقالب نخلق بها جواً من المرح. يكفينا أن نجتمع حتى تخرج منا أفيهات الكلام, وغالباً ما تدور حول اختلافنا في فِرق كرة القدم التي نشجعها. أرى أن المقالب تقلل من قيمة الفرد واحترام الآخرين له».مقالب قاتلةالدكتورة نهى السيد عالمة اجتماع تؤكد خطورة المقالب: «قد تؤدي المقالب إلى انهيار العلاقة بين الأصدقاء. إنها كالفيروس الذي يتكاثر فيحوِّل جو الصداقة إلى جحيم لا يطاق. تنقلب المودة إلى كراهية, خاصة إذا كانت المقالب سخيفة وثقيلة. سبب ذلك أن الذي يفعل المقلب في صديقه يحرك فيه مشاعر عدوانية لرد المقلب ويتطور الأمر إلى سلسلة من المقالب قد تؤدي إلى نهاية الصداقة وانطفاء جو الإلفة والأمان بين الأصحاب».تضيف د.السيد: «نسمع أحياناً عن ضحايا لقوا حتفهم بسبب المقالب, خاصة تلك التي تصنع في أماكن خطيرة مثل الشواطئ أو الأماكن العامة التي تضم أعداداً كبيرة من المدنيين. حتى في نطاق الأسرة يمكن أن يؤدي مقلب إلى كارثة حقيقية. كان شاب في كلية العلوم يشرّح أرنباً في المنزل وكانت شقيقته تقيم معه، إثر وضع طفلها الأول وكان الشاب معروفاً في الأسرة بأنه يكيد المقالب دائماً. في غفلة من شقيقته استبدل الرضيع بالأرنب ووضعه مكانه على السرير تاركاً أحشاء الأرنب متدلية, وحين ذهبت الأخت لتطمئن على رضيعها صدمت لدى رؤية الأحشاء متدلية على السرير وظنت أنها لرضيعها فأصيبت من هول الصدمة بسكتة قلبية وماتت على الفور».تحذر د. نهى من أن تبعات المقالب أسوأ في مجموعات الأصدقاء المختلطة وذات آثار أكثر سلبية على الصداقة بين الشباب والفتيات. تنصح في حالة فتور العلاقة بين الأصدقاء أن يلجأوا إلى تعميق اهتماماتهم المشتركة وتغيير عاداتهم اليومية، بالتنزّه مثلاً في أماكن جديدة أو السفر أو ارتياد السينما، إلخ. مثل هذه الأمور يبعث الحيوية والنشاط ويوطد علاقات الأصدقاء أفضل من المقالب التي قد تؤدي إلى حصول كارثة.
توابل - علاقات
مقالب الأصدقاء الضاحكة... قاتلة أحياناً!
11-08-2007