لو تسبب فيروس قاتل، أو أي سبب آخر، في إفناء البشر عن بكرة أبيهم بين عشية وضحاها، كم سيمضي من الوقت قبل أن يختفي كل أثر للحضارة الإنسانية؟ ياله من سؤال مستفز، وأحيانا مزعج، يطرحه مؤلف الكتاب في هذا المزيج التخيلي من التقرير العلمي الرصين والتخمين الذي يتسم بالكآبة.

Ad

بعد أيام من اختفائنا، ستتعطل المضخات التي تحافظ على جفاف شبكة مترو الأنفاق في نيويورك مثلاً، وستغمر المياه الأنفاق، وستتفتت التربة المستبطنة لأسفلت الشوارع بفعل المياه، كما ستبدأ أساسات ناطحات السحاب الشاهقة - التي صممت لتبقى لمئات السنين - في الانهيار.

وفي الناحية الأخرى من المدى الزمني، قد يصمد أي شيء مصنوع من البرونز - في حال يمكن التعرف عليها - لملايين السنين، إضافة إلى نحو نصف مليار طن من منتجات البلاستيك غير القابلة للتحلل، والتي صنعت منذ منتصف القرن العشرين.

وفي الوقت نفسه، ستعاود الأراضي التي تحررت من التأثيرات البشرية السامة للبيئة تكوين نفسها بسرعة، مثلما حدث في تشيرنوبيل، حيث عادت الحياة الحيوانية بعد حادثة التسرب الإشعاعي المميتة التي وقعت في العام 1986، وكذلك المنطقة المنزوعة السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، والتي ظلت ملاذاً منذ العام 1953 لماعز غورال الجبلية وفهود آمور، وهي أنواع شبه منقرضة.

من رقعة من الغابات البدائية في بولندا، إلى القرى المطمورة تحت الأرض في تركيا، تكشف الرحلة المثيرة لعالم الغد - والتي يصطحبنا فيها هذا الكتاب - مدى تفاهة ما سيتبقى من آثارنا، وكيف سيبدو كوكب الأرض بعد رحيلنا عنه؟!

الناشر: توماس دون ( يوليو 2007)