بدأ كيفين كوستنر حياته المهنيّة ممثلاً في أفلام مستقلّة وتقدّم تدريجيًّا حتى أصبح يؤدي بعض المشاهد في الأفلام المهمّة وكان دوره الرئيسي الأوّل في الكوميديا Fandango. نوّع كوستنر في اختيار الأدوار بين الكوميديا وأفلام الحركة والدّراما. ظهر في عدّة أفلام تصدّرت لائحة شباك التذاكر مثل No way Out ٬ Bull Durham٬ Fields of Dreams٬ The Bodyguard و Wyatt Earp. برزت قدرات كوستنر في فيلم Dances with Wolves الذي أنتجه وأخرجه وأدّى بطولته ونال الفيلم سبع جوائز أوسكار منها جائزة أفضل إخراج وأفضل تصوير، فضلاً عن ظهوره في أدوار خالدة في أفلام JFK٬ The Intouchables و Robin Hood: Prince of Thieves. يذكر أن آخر فيلم أخرجه كوستنر هو Open Range وكان فيلماً ناجحاً، مضطلعاً ببطولته إلى جانب روبرت دوﭬال وأنيت بينينغ. أما آخر فيلم شارك في بطولته فهو The Guardian حيث أدّى دور السبّاح المُنقِذ في خفر السّواحل.تسري شائعة أن هذه السلسلة كانت حقاً حصرياً لك. فهل خططت لتصوير سلسلة منذ البداية؟بلى، بهذه الطريقة عرضت علي هذه السلسلة. لكن قبل أن أقبل قلت له: «هذا هراء! أخبرني ما القصة لأنني لن أصدق يوماً أن لوكاس كان يفكر في تسعة أفلام من سلسلة Star Wars». لعله كان يفكر في ذلك، لا أعلم. لكنني اكتفيت بالقول: «اسمع، إن كنت تخبرني بالحقيقة فأوضح لي كيف ستجري الأمور». حين فسر لي ذلك ألفيت كلامه منطقياً. عندما ترى الفيلم تلاحظ أنني وأتوود (شخصية ديمي مور) لا نتقارب على الاطلاق. كان ذلك متعمداً. أردت أن يكون مميزاً، أردت أن ينفرد بطابعه الخاص. لو استطعنا جذب انتباه الناس وسط كل هذه الأمواج العاتية والضجيج فلا شك في أنني سأمثل جزءاً آخر. أحببت الشخصية كثيراً وأعلم كيف ينتهي الفيلم. إنها نهاية ملائمة إنما مفاجئة. لا أظنه مناسباً أن نتكلم عنها الآن فقد يفسد ذلك متعة مشاهدة الفيلم.حسناً، سنحذر الناس الذين لا يريدون معرفة تفاصيل الفيلم من قراءة هذه المقابلة.إذاً، الكلام عن تصوير سلسلة لم يكن شائعة. هذا خبر فيه شيء من الصحة.بصفتك ممثلاً كيف توازن بين دورك كقاتل تسلسلي وطبيعتك كشخصية محبوبة؟هذا غير ممكن ولم يحدث يوماً في مجال السينما. في الواقع، لم أكن أرغب البتة في أداء دور «قاتل تسلسلي». كما أنني لست في حاجة الى إثبات أنني أجيد التمثيل. لكنني أرى في هذا الفيلم مقاربة مختلفة للأمور. لا يمكنني أن أعتبره ابتكاراً جديداً فأنا لا أعير هذه الامور اهتماماً. لن أكون ما أنا عليه الآن لو كنت أعبأ باعتبارات كهذه. قرأت نص الفيلم وفكرت: «إنها طريقة جيدة للتطرق إلى هذا الموضوع». كان الأمر مسلياً جداً ومضحكاً في الواقع، ما جعلني أشعر بالراحة والانسجام مع الدور الذي أؤديه. أعتقد أن الحياة تصبح أفضل عندما يفهم المرء الدور وينسجم معه.عندما كنت تؤدي هذا الدور هل كانت تراودك أحلام يقظة حول قتل الناس؟كلا، كان عليّ التركيز على إضفاء الواقعية والصدقية على أدائي. رغم أن الفيلم يعرض في الصيف آمل في أن يبقى محفوراً في ذاكرة المشاهدين. هذا الأمر ينطبق أيضاً على ويليام هورت في وقت لاحق من هذا العام. ولأكون صادقاً عليّ الاعتراف بأنه دور رائع جداً إذ يتطرق إلى الموضوع بطريقة فريدة غير مسبوقة. مذ اطلعت على دوري شعرت بأنه يلبسني كأنه أعد خصيصاً من أجلي. جلّ ما كان علي فعله هو الاقتناع بذلك ووضع مسافة بين شخصيتي الفعلية والدور الذي ألعبه وعدم إظهار أنني رجل صالح. باختصار كان علي أن ألعب الدور كما هو مكتوب. كيف تصف العلاقة التي كانت تربطك بوليام هورت وراء الكواليس؟ هل أخذك يوماً على حدة وحاول فهم ما تفعله لكونك تؤدي دور إحدى الشخوص؟ هل حاول فهم نفسيتك؟يربطنا تاريخ مشترك من خلال فيلم Chill Big فنحن نجري تمارين كثيرة. نؤمن بالنص الذي أسند إلينا ونلتزم به إلى حد كبير وإلا ما كنا لنوافق على المشاركة في الفيلم. في ما يتعلق بعملنا معاً نحب كثيراً التدرّب على الأدوار التي نؤديها فتنشأ ثقة كبيرة بيننا. عندما تتحدث إلى شخصية ويليام هورت تستطيع رؤيته من خلال المرايا وانعكاس الزجاج من نوافذ مكتبك. لمَ كان ذلك مهماً بالنسبة إلى شخصية خيالية؟كان علي ذلك. أعتقد أن ثمة نصاً محدداً في حياة كل منا. لو كان لديك صديق وهمي لاستشرته دائماً. لذا قد يطرح امرؤ ما عليك سؤالاً وتشعر بأربع أو خمس ضربات في قلبك قبل أن تقرر الإجابة. من يدري إلى أين تمضي في تفكيرك؟ في هذه الحالة بقي بروكس على اتصال بمارشال. إنه نصفي الآخر، ضميري الذي ألجأ إليه في ما يتعلق بغريزة حب البقاء التي أتمتع بها.لاحظت أنك تحاول في أفلام مثل Open Range وThe Guardian وفي هذا الفيلم، جذب المزيد من المشاهدين الرجال، خلافاً لبعض أفلامك السابقة التي كانت تتوجه إلى النساء بشكل خاص. هل كان ذلك خياراً حذراً يهدف إلى جذب المزيد من المشاهدين الرجال لمشاهدة أفلامك الأخيرة؟كلا، لم تكن هذه نيتي تحديداً. أعتقد أن أدوار النساء ممتازة حقاً. أظن أن دور أنات (بينينغ) في فيلم Open Range كان رائعاً. صحيح أنه لم يكن ضخماً لكنه كان كبيراً بما يكفي لتقبل به ممثلة رفيعة المستوى مثلها. أما فيلم The Guardian فكان مركزاً أكثر على أدوار الرجال. كان مفترضاً أن يظهر فيه مشهد حميم صغير لكن تمّ اقتطاعه. خيّب ذلك أملي. لكن ما قلتَه ليس صحيحاً. أمثل أفلاماً تتوجه إلى الرجال. لكني أحرص على أن تستمتع بها النساء أيضاً. مثلت بالتأكيد أفلاماً لرجال من جيلي، لكنني أناني، لذا حرصت على أن تكون أدوار النساء ممتازة. ما رأيك في شون يونغ في No Way Out أو رينيه روسو في Tin Cup أو ساراندون في Bull Durham؟ لطالما عملت على أن تلعب المرأة دوراً بارزاً في أفلامي. لم يتغير الوضع على الإطلاق بل ما زال على حاله. أظن أن مارغ هيلغنبرغ ممثلة بارعة. لكن الفيلم يتمحور حول غريزة القتل.بعد Open Range والآن هذا الفيلم، أتحرق شوقاً لمشاهدة الفيلم التالي لكيفين كوستنر، ربما لأنني صرت أكبر سناً.(يضحك) سيحزنك ما سأقوله، لكن فيلمي المقبل سيكون كوميدياً مثل أفلام المخرج كابرا. أحب كثيراً تنويع نمط أفلامي. لا أتعمد ذلك إنما أحب التنويع. سيكون الفيلم التالي الذي سأخرجه من أفلام الغرب الأميركي.ستنجز فيلماً من أفلام الغرب الأميركي؟بلى، آمل ذلك. لكنني أمول هذا الفيلم الرائع التالي. إنه فيلم كوميدي سننفذه بعد انتهاء العمل على الفيلم الحالي. صحيح أن قصته ليست عظيمة، لكنني أعتقد أنه مليء بالعواطف بطريقة مميزة. إنه فيلم كوميدي لا غير.ستخرج هذا الفيلم أيضاً؟كلا، سأموله وأنتجه وبعد الانتهاء منه سأخرج وأنتج فيلم الغرب الأميركي الذي أريد. آمل أن أتمكن من تمويله. لا أنكر أن أفلام الغرب الأميركي لا تُعدّ حالياً آخر صيحات الأفلام لكني لا آبه لذلك فالناس في النهاية يحبونها مثلي تماماً. كل من تحدثت إليهم بعد مشاهدتهم Open Range أحبوه. أعتقد أنه ممتاز حقاً. أنتظر بشوق مشاهدة فيلم الغرب الأميركي الذي ستخرجه. إنه ما يميز هذه المدينة فقد حقق الفيلم حتى الآن ما نحو مليوني دولار. لا أعني أن المال هو دافعي إلى القيام بهذه الأعمال. لكن لا يسعني إلا النظر إلى هذه المبالغ وطرح السؤال: «ما السبب؟». لطالما كنت الرجل الذي لا ينسجم مع عصره ولا أفهم ما يدور حولي. لذلك لا أكترث بكل هذه الأمور.هل لروبرت دوفال أي دور في الفيلم التالي؟كلا، إنه مجرد فيلم عن الغرب الأميركي. إنه فيلم تقليدي عن الغرب الأميركي.ماذا تود أن تفعل في عطلتك الصيفية؟سأقصد على الأرجح منطقة أسبن لصيد السمك وعزف الموسيقى. هذا ما أوده فعلاً. لكنني سأحرص على أن أكون برفقة أصدقائي.هل تظن أنك ستقصد السينما لمشاهدة Mr. Brooks مع الجمهور؟كلا، على الأرجح. لا أود إفساد متعة مشاهدته على أحد. أحببت هذا الفيلم كثيراً. أعجبني الحوار وحس الفكاهة الذي تضمنه. إنها في النهاية ميزة كل الأفلام التي أنجزتها، إذ أحاول دوماً أن أضمنها حس الفكاهة سواء كان فيلم Open Range أو أي فيلم آخر.ما زال في جعبتي سؤال أخير لك. سرت شائعة خلال فترة من الوقت أنك ستمثل جزءاً آخر من فيلم Bodyguard.حصلت في مرحلة ما على نص جيد. في الواقع، لم يكن جيداً فحسب بل ممتازاً. كان في 45 صفحة ممتازة. لكن الأوراق التي تسلمتها بعد ذلك لم تكن بالقدر نفسه من الجودة. خلال تلك الفترة تحدثت إلى «الأميرة» عن هذا الموضوع. أخبرتها أننا سنمثل فيلماً جيداً. لكني لم أعرف مَن سيشاركني في التمثيل. لكن لا، لم يكلمني أحد في هذا الموضوع. لا مانع لدي من تمثيل جزء ثانٍ وقد يكون فيلم تشويق رائعاً. إنما لا أحد يفكر في الأمر راهناً.
توابل - Movies
كيفين كوستنر: لا أمانع جزءاً ثانياً تشويقياً من Bodyguard
31-08-2007