برعاية وزير الإعلام ورئيس اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد الوطنية الشيخ صباح الخالد الصباح، عُرض الأوبريت الغنائي الوطني «ديرة الطيبين» على خشبة مسرح الدسمة، بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد التحرير.

Ad

يتكون «أوبريت ديرة الطيبين» من سبع لوحات، كل واحدة منها تجسد موضوعاً عن الديرة، اللوحة الأولى «الفريج» استدعت فرجان الأول وعبقها الأصيل، والجيرة الطيبة، وبراءة الأطفال بلعبهم «البروي» تلك اللعبة الشعبية، والبيوت المصنوعة من الرمل، إنها لوحة للتذكير بأيام البساطة والطيبة التي تجمع أهل الديرة من خلال الفريج.

في بداية اللوحة التي صاحبتها رقصات تعبيرية، حضر صوت الفنان ابراهيم الصلال ليعلق على الفريج قائلاً: «غير حضن أمي حضني بيت صغيرون، والكويت كانت لي بيت وأهل وعيون، الله يا حلوج يا الكويت، ويا حلو أيامج يا ديرة هلي، ويا بيت المحبين، الله يا حلو فرجانها وسكيكها، وبيوتها اللي انبنت من طين، هذي إهي الكويت».

ثم انتقل إلى اللوحة الثانية «طق المطر»، عن أثر الأمطار على البيوت وخرير اسقفها، وتحوّل الطقس البارد إلى فصل الربيع وتفتّح النوير واخضرار الأرض بالأعشاب، وتلك الذكرى الجميلة للكويت القديمة، وتزيّن المرأة والفتيات بالحناء على كفوفهن، وإضاءة «الفنر» التي تنير العتمة في ذاك الزمان الذي لم يعرف الكهرباء.

ومن الفريج إلى لوحة ثالثة عن البادية، حيث حرارة الشمس الحارقة في الصيف، لكن الصبر شيمة أهل الكويت، فكل شيء يهون من أجلك يا كويت، فرجالها تحملوا مثل ما يتحمل النخيل تلك الأجواء القاسية، ورغم كل ذلك يثمر.

وللأم الكويتية دور كبير في المجتمع، وهذا ما جسّدته اللوحة الرابعة، فهي الأم العطوفة التي تحملت الكثير من أجل عيالها، رغم عذاباتها تصبر وتتحمل هموم بيتها بكل أجناسه، فهي من تسقي أسرتها بجلبها الماء من الآبار «الجليب»، كما أنها تعمل على حياكة الأصواف وصنع الملابس، وفوق كل ذلك هي المربية الفاضلة التي خرّجت الأجيال.

أما اللوحة الخامسة، فهي تعكس واقع البحر أيام زمان، فردد صوت الصلال هذه الكلمات: «أوه يا مال أوه يا مال، عاشرت أنا بحر مالي في حبه هوى، جم واحد يا بحر بحضان قاعج هوى، انتوا حياة الروح والماي والهوى».

استدعت اللوحة أيام الغوص على اللؤلؤ، حيث يغيب أهل البحر خمسة أشهر، ثم يعودون إلى الديرة.

واللوحة السادسة تجسّد العودة إلى المدينة، حيث ترفرف أعلام الكويت الحمراء، فمهما طالت الغربة وغاب الجسد عنها، تبقى الكويت في روح أهلها في كل مكان.

ثم اللوحة الختامية التي تتغنى بحب وعشق الكويت، فيردد الجميع: «عاش بو ناصر صباح، وعاش نواف العضيد، بو فهد أبو الجميع ندعيله بالعمر المديد، عاشوا الاثنين أسرة مع شعب، روح وحدة وعين يغطيها هدب».

الأوبريت جميل عكس أيام الثلاثينيات والأربعينيات من تاريخ الكويت، بتابلوهات متناغمة تحكمها الكلمة واللحن والأداء والحركة التشكيلية التي غطت الفضاء المسرحي مع الإضاءة المدروسة والخدعة الجميلة التي عكست سقوط المطر بتساقط قطرات الماء في مقدمة الصالة، والديكور بقطعه الكبيرة ليشكل جو الفريج وبيوت الطين القديمة، والأزياء المناسبة لكل لوحة، عمل متعوب عليه بلا أخطاء، ولابد من الإشادة بصانع الموسيقى والألحان أنور عبد الله، الذي قدم أنغاماً لحنية عذبة، فيها شغل فائق وشائق مثل البداوي والنقازي وغيرهما في توليفة متناغمة ومتجددة، وكذلك كلمات الشاعر البناي التي اختصر فيها بحرفية عالية كل الحكاية، والأداء الغنائي المتمكن للمطربين، وكذلك السيطرة الرائعة للمخرج على كل هذه المجاميع على خشبة المسرح والتنوع في التشكيلات الحركية.

«ديرة الطيبين» من تأليف الشاعر عبد اللطيف البناي، وألحان المبدع أنور عبد الله، وغناء الفنانين: محمد البلوشي وفطومة وفواز المرزوق وهيثم الزايد، الإخراج المسرحي لعبدالله عبد الرسول والديكور للمهندس عماد العصفور، هندسة الإضاءة شركة هاي برو، والاشراف الفني الدكتور نبيل الفيلكاوي، والاشراف العام محمد المسري.

الحضور

حضر الأوبريت عدد من الشخصيات منها: وزير الإعلام، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، ومدير عام كونا الشيخ مبارك الدعيج، ووكيل الإعلام الشيخ فيصل المالك، ووكيل التلفزيون خالد النصر الله، ومدير القناة الأولى علي الريس، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.