منذ آدم حتى نهاية الدنيا سيظل الخلاف بين المرأة والرجل قائما ويتخذ صوراً وأشكالاً مختلفة. ولأن الفن بعامة والغناء بخاصة مرآة الواقع فإن عداء المرأة يبدو واضحاً في الكثير من الأغاني التي باتت تشكل ظاهرة.

Ad

ليست المرأة «كمالة عدد» فحسب أو «شيء لزوم الشيء»، لكنها بحسب بعض الأغاني «شيطان رجيم» لا يسعى سوى إلى جني أموال الرجل على حساب العواطف والمبادئ والأخلاق التي «أختص» بها الرجال فحسب.

يحاول تامر حسني انتزاع لقب أمير الرومانسية، ومع ذلك هو أحد أبرز نجوم الأغاني المعادية للمرأة التي تتضمنها ألبوماته الغنائية مثل أغنيته «بهون عليكي» التي يهين فيها المرأة إذ جاء في الأغنية: «والله ما هرجع تاني، هو انا لسه بهون عليكي والله ما هرجع تاني لو وقفتي على إيديكي، سامحيني لازم أربيكي وأبعد لبعيد، وبرده لسه بتغلطي، والله ما هرجع تاني ولو وقفتي تتنططي، أنا غلطان من الأول لما عملتك واحده ولها لازمه».

وليست هذه الأغنية الوحيدة التي تعمد فيها تامر ذلك بل حقّر المرأة في العديد من الأغاني، مثل أغنيته التي جاء في مطلعها:» الوحيدة اللي أنا حبيتها من قلبي بجد أتاريها لأي حد»، كما يقول: «اعتذري للي هيجي بعدي خليه يسامحني أصلي أنا أخدت كل حاجة في عهدي بوصي لكل حاجة فيكي هتفتكريني «.

سبق الملحن والمغني عصام كاريكا الجميع في موضة الهجوم على المرأة إذ يصورها في أغانيه كمادة للتسلية والترفيه، لكن الجديد أنه يقدمها كساقطة بعلم الجميع حتى والدها وجدها. ذلك في أغنية «البنت دي مؤدبة ..جداً جداً» التي يقول فيها: «البنت دي مؤدبة جدا جدا، معروفة أبا عن جد، عارف إنها مش فاضية وبترجع متأخرة شغالة ومش بتلاحق مبقتش صغيرة بتعيش على كيفها سمعتها الكل عارفها»، وليست هذه الصورة الوحيدة التي يرى بها عصام كاريكا المرأة إذ وصفها من قبل بالسذاجة عندما قال: «دايما مواعيد وبقول وبعيد في كلام اتقال مية مرة وبردو بيصدقوا».

وداعاً للرقة

رغم شهرته بتقديمه أغاني رومانسية تداعب مشاعر المرأة ووجدانها إلا أن المطرب هشام عباس تخلص من رقته المعهودة في الغناء وانضم إلى قائمة المطربين من أعداء المرأة عبر ألبومه الغنائي الأخير «إحنا لبعضنا» الذي يوجه فيه ضربات قاضية للمرأة عندما يصفها بأنها مادية وليس لها أهداف في الحياة سوى «جنيْ أموال الرجل» وهو ما يظهر واضحا في مطلع إحدى أغنيات ألبومه: «كل البنات بتحب الماديات، على طول هات هات، عارفينكم يا بنات الماديات، خايفة عليا ولّا على محفظتي» وبالطبع يختلف مطلع هذه الأغنية كثيرا عن نوعية أغاني هشام السابقة بدءًا من «ليالي الشوق» و{وأنا أعمل ايه» وحتى أغنية «فينو» ودويتو «ناري نارين».

إنضم مؤخرا مطرب ستار أكاديمي محمد عطيه إلى حزب أعداء النساء فأحدثت أغانيه أزمة لدى إذاعتها على شبكة إذاعة نجوم إف.إم. الأكثر انتشارا بين الشباب، إذ احتجت البنات على إذاعتها، خاصة أنها تصف البنات جميعاً أنهن متشابهات ولا واحدة تستعصي على الشباب أي «من السهل نيل الغرض منها» وهذا في أغنية «مفيش واحدة» إذ يقول في مطلعها «مفيش واحدة ملهاش طريقة عشان تعرفها أهي في الآخر بردو واحدة، تبقى خلاص هتموت عليك ومتكنش قادرة تشيلك من تفكيرها وبتحسسك إنها باردة».

خبرة

حتى سعد الصغير جعل من نفسه خبيرا في النساء ووجه نصائح إلى الرجال ألا ينخدعوا بمظهر البنات عبر أغنيته التي يقول فيها: «مش أي واحدة لابسة كات تبقى موزة ومش أي واحدة بيضا تبقى موزة» كأن قيمة المرأة لديه أصبحت تقاس بملابسها ولون بشرتها، أما المغني الشعبي حسام الدين فانضم إلى تلك الظاهرة عندما غنى «هعلمك الأدب» موجها إلى الفتيات أسوأ الكلمات بحجة أنه سيربيهن ويعلمهن الأدب بعدما فشل الأهالي في تربيتهن.

ويبقى السؤال في النهاية إلى متى ستستمر هذه الموجة؟ ولِمَ يصر المغنون الرجال على تبني مثل هذه الحملة في وقت اصبحت المرأة تؤازر الرجل؟ هل سنشهد قريبا موجة مضادة تتولى فيها المغنيات مهمة الرد على هذه التجاوزات بأغانٍ أخرى؟

هل أصبح الفن وسيلة لحسم هذا الصراع بالشتم ؟ أم أنها موضة تتبع وسيلة خالف تُعرف؟