إنها من دون شك سنة مثمرة لشركة أبل الغنية عن التعريف، فبعد جهاز الملتيميديا المنزلي المتكامل «Apple TV» و جوّال الـ{iPhone» ها هي تقدم إلينا مشغل الملتيميديا الثوري الجديد «iPod Touch» لتثبت صدارتها في هذا المجال تاركة المنافسة تجاهد للحاق بها. فبعد النجاح غير المسبوق الذي حققه لسنين عديدة مشغل الموسيقى والفيديو السابق «iPod» كان لا بد من تغيير جذري يضع القواعد التكنولوجية المستقبلية في هذا المضمار وقد أتى الـ{iPod Touch» مجسداً لهذه الروحية، محافظاً في الوقت نفسه على نهج «إجعله جميلاً وإجعله سهل الاستعمال» الذي عودتنا عليه أبل في جميع منتجاتها.

Ad

للوهلة الأولى تخال أنه جوال «iPhone» إنما بعد التدقيق تبدأ الفوارق بالظهور مميزة مشغل الملتيميديا «iPod Touch» عن جوال أبل. بطول 110 مم، عرض 61 مم، سماكة 8 مم كحد أقصى ووزن 120 غراماً الـ{Touch» أقصر قليلاً وأقل سماكة ووزناً من الـ{iPhone» بذلك يتسع في الجيب بسهولة أكبر ومتوافر بوجهة أمامية سوداء اللون أما واجهته الخلفية فهي من المعدن غير القابل للصدأ تذكر بالـ{iPod» العادي. هذا المشغل متوافر بموديلين. الأول يحتوي على ذاكرة صلبة سعة 8 جيغابايت أما الثاني فيحتوي على ذاكرة صلبة سعة 16 جيغابايت. يوفر القدرة على الإتصال اللاسلكي بشبكة الإنترنت عبر تدعيمه لخاصية الـ «Wi-Fi b/g» التي تؤمن سرعة عالية في تصفح المواقع وتنزيل أو تحميل الملفات. أما محط الأنظار ونقطة الإرتكاز في الـ{iPod Touch» فهي شاشته الكريستالية ذات المساحة الواسعة البالغة 5 3 بوصة، تتميز بتقنية الـ{TFT» ذات دقة إظهار عالية قدرها (320×480) بكسل وقادرة على إظهار ما مجموعه 163 DPI . تعمل باللمس وتتيح لمستعملها إمكان التنقل بين جميع وقوائم ومحتويات مشغل الموسيقى والأفلام هذا بسهولة وسلاسة. لا يحتوي الـ{Touch» على لوحة مفاتيح إنما يعتمد على تقنية اللمس في التحكم والكتابة وجميع العمليات. دعم بنظام تشغيل ثوري أطلقت عليه أبل اسم «Multi-Touch» يوفر العديد من التقنيات الجديدة والمفيدة وهو يدخلك عالم افتراضي بكل ما للكلمة من معنى فواجهة ألاستعمال ديناميكية يتوافر لمقوماتها وزن وحجم افتراضيان. تحاكي وجودها بالعالم الحقيقي ويمكن سحبها وقذفها بلمسة أصبع كما لو كانت أغراضاً واقعية، كما يدعم أيضاً خاصية سحب وإسقاط الصور والعناصر (Drag and Drop) ويحتوي على أسهم لتسهيل تحريك المحتويات بسهولة تماماً كما في الكمبيوتر.

مشغل موسيقى متطور

إن الـ{iPod Touch» مشغل موسيقى متطور ويوفر نظام التشغيل خياري إظهار مختلفين للاستماع إلى موسيقاك المفضلة يمكن التنقل بينهما بسهولة بمجرد تغيير اتجاه هذا الجهاز. إذا كان الـ{Touch» باتجاه أفقي ينتقل تلقائياً إلى خيار الـ{CoverFlow» ويظهر مكتبتك الموسيقية على شكل البومات، كل ما عليك فعله هو النقر بإصبعك على أحدها للحصول على قائمة الأغاني التي يحتويها ومن ثم النقر مجدداً على أغنيتك المفضلة للاستماع إليها. طريقة الـ{CoverFlow» للإظهار محدودة نسبياً ولا يمكن حتى ولوج الأزرار المخصصة للتحكم بنسبة الصوت أثناء استعمالها. أما إذا كان الجهاز باتجاه عمودي فيظهر مكتبتك الموسيقية على شكل قوائم واضحة وتصبح كل خيارات التحكم بالصوت والمقاطع الموسيقية متوافرة.

يوفر الـ{iPod Touch» صوتاً نقيّاً خالياً من الشوائب، سلبيته الوحيدة في هذا المجال سماعات الأذنين القياسية المتواضعة فمتى استبدلتها بأخرى أفضل جودة ستستمتع بمقدرات هذا الجهاز الموسيقية. يدعم الـ{iPod Touch» أنماط امتدادات «AAC ,Protected AAC ,MP3

,MP3VBR Audibleformats (1,2and3),

,Apple Lossless AIFF» و{WAV» كما يتوافر لهذا المشغل معادل صوت يوفر الانتقاء بين عدة خيارات مسبقة ويمكن الاستماع إلى الاغاني بحسب تصنيف مسبق يتراوح من نجمة إلى خمس نجمات.

حافظة صور ومشغل فيديو

يمكن نقل الصور الرقمية من الكمبيوتر وتخزينها على الـ {أي بود توتش» بسهولة ثم عرضها على شاشته بوضوح تام بواسطة برنامج تصفح صور مدمج فريد من نوعه مخصص لهذه الغاية. تظهر صورك المحملة على شكل مجلدات متباينة عن بعضها بواسطة مصغرات لما تحويه تماماً كما هي الحال في الكمبيوتر. كل ما عليك فعله هو النقر على المجلد المطلوب لتظهر محتوياته ومن ثم النقر مجدداً على مصغر الصورة المطلوبة لعرضها. كما في في الإمكان اختيار إنشاء عرض شرائح من أي مجلد تختاره وإظهار صورك بطريقة متوالية تلقائية. أما أهم مزايا هذا المتصفح فهي قدرته على إظهار صورك بشكل مستقيم كيفما كانت وضعية الجهاز، أكان الـ {Touch» باتجاه أفقي، عمودي أو حتى رأساً على عقب. سوف يستشعر هذا ويعرض صورك بطريقة مستقيمة وهو متوافق مع أنماط «JPEG, BMP, GIF, TIF PSD» القياسية للصور. يشكل هذا الجهاز أيضاً مشغل فيديو متواضعاً نسبياً قادراً على لعب أفلام الفيديو والأغاني المصورة بوضوح تام على شاشته العريضة إنما بوضع أفقي فحسب فلا قدرة له على قلب مقاطع الأفلام للتناسب مع وضعيته كما هي الحال مع خاصية عرض الصور، وهو متوافق مع أنماط الفيديو «264.H» و «4-MPEG» فحسب.

متصفح إنترنت

صحيح أن الـ{iPod Touch» مسوّق على أنه مشغل موسيقى وأفلام فحسب إلا إنه يدعم أيضاً خاصية الواي-فاي التي توفر له القدرة على الاتصال لاسلكياً بشبكة الإنترنت وتصفح المواقع وتحميل البيانات وتنزيلها بسرعة عالية معتمداً بذلك على متصفح «Safari» الذي أثبت جدارته في نظام تشغيل «Mac» المشهور من شركة أبل إنما من المؤسف أن هذا الإصدار المخصص للـ{Touch» لا يدعم عرض المواقع التي تحتوي على ملفات «Flash» والمتوافرة بكثرة على شبكة الإنترنت. إلا أن الـ{Touch» يحتوي على تطبيق خاص لتحميل مقاطع الفيديو ومشاهدتها مباشرة «Video Streaming» من موقع «Utube» المشهور. كما يتوافر لهذا المشغل أيضاً تطبيق يخولك الاتصال بمتاجر أي تيون الإفتراضية على شبكة الإنترنت الخاصة بشركة أبل بواسطة الواي-فاي أيضاً والاستماع إلى مقطع يبلغ ثلاثين ثانية من أغانيك المختارة ثم شراء ما يحلو لك منها مباشرة من الـ{iPod Touch» من دون الحاجة إلى استعمال الكمبيوتر.

السلبيات

ليس كل ما يتعلق بالـ{iPod Touch» مثيراً للإعجاب فسماعات الأذنين القياسية لا تؤمن صوتاً نقياً خالياً من الشوائب جديراً بهذا الجهاز أو بسمعة شركة أبل المصنعة. للاستمتاع بتجربة فريدة يجب شراء سماعات أفضل، ما يرفع التكلفة. كما لا يتوافر للـ{Touch» أي جهاز للتحكم عن بعد، ما يصعب عملية استعماله أثناء وجوده في الجيب مثلاً أو أثناء ممارسة بعض أنواع الرياضة. من المؤسف عدم تدعيم هذا الجهاز للقدرة على التحكم في معادل الصوت وفق متطلباتك بل يوفر الانتقاء بين خيارات مبرمجة مسبقاً فحسب. كما أن مشغل «iPod Touch» يعتمد بكل شيء على برنامج «iTune» من شركة أبل ويتبع القاعدة الأساسية التي تقول إن كل ما تستطيع لعبه في برنامج الـ {أي تيون» تستطيع لعبه في الـ «Touch»، فالامتدادات التي يدعمها هذا البرنامج يتوافق معها هذا الجهاز ما يعطي شركة أبل حصرية معينة غير محببة على أنواع الملتيميديا التي باستطاعتك لعبها.

الرأي

جهاز ثوري جميل جداً سهل الاستعمال يلفت الأنظار بشاشته الكبيرة الواضحة وبخلوه من الأزرار فالتحكم في خصائصه يتم بواسطة اللمس فحسب. و الـ {Touch» ككل منتجات شركة أبل سباق يصنع التكنولوجيا بدلاً من الاكتفاء بتطبيقها ويمهد الطريق أمام جيل جديد من هذه الأجهزة، رافعاً سقف المنافسة ومؤكداً في الوقت ذاته تربع شركة أبل على عرش هذه الفئة بعدما حاول مصنعون كثر الإطاحة بسيطرتها على هذا المجال من دون جدوى.