لم تكن آن هاثاواي تجاوزت السابعة عشرة من العمر عندما قدمت أول أعمالها على الشاشة الصغيرة في المسلسل التلفزيوني Get Real . بعد مضي عامين انتقلت المراهقة إلى الشاشة الكبيرة مجسّدة دور أميرة ثيرموبوليس فيThe Princess Diaries من إنتاج ديزني. حقق أداؤها لهذه الشخصية الملكية الغريبة، المرتبكة والساذجة نجاحًا كبيرًا دفع الشركة إلى إنتاج جزء ثانٍ عام 2004 بعنوان The Princess Diaries 2 : Royal Engagement بين هذين الدورين، شقت هاثاواي طريقها في الافلام الشبابية أمثالNicholas Nickleby و Ella enchanted وشاركت في أفلام درامية أيضاً من بينها Brokeback Mountain و Havoc . عام 2006، مثلت هاثاواي في فيلم الدراما الكوميديةThe Devil Wears Prada، إلى جانب ميريل ستريب وإميلي بلانت. ومن أفلامها المقبلة: Bride Wars ،Dancing with Shiva، Passengers وGet Smart. في هذا اللقاء تتحدث هاثاواي عن فيلمها الجديد Becoming Jane الذي تؤدي فيه دور الكاتبة البريطانية الشهيرة جاين أوستن. هل شعرت بالتوتر أثناء أدائك دور جاين أوستن في Becoming Jane؟حين فكرت بأداء الدور، كان عليّ أن أنسى الخوف، أو على الأقل أن أركّز على أمرٍ آخر، كي لا أفقد تركيزي نهائيًا. شعرت بالرهبة ليس من ردود الفعل المحتملة لمعجبيها تجاه أدائي، لكن بسبب تجسيدي شخصية أعتبرها أسطورة وأحترمها وأحبها كثيرًا. أنا بطبعي أرفض الفشل لذا تحملت الضغط النفسي الناجم عن الموضوع، فنسيت الخوف خلال تصوير الفيلم وفجأة بعد شهر من الانتهاء منه، بدأت تراودني الكوابيس حول تعرضي للمطاردة والطعن حتى الموت وكنت أستيقظ في منتصف الليل متعرقة ولاهثة. إلا ان هذه الكوابيس سرعان ما اختفت عندما شاهد الناس الفيلم وأحبوه.لذلك أشعر أننا أنصفنا جاين أوستن. كنتُ سأستاء جدًا لو أنني أخفقت. هل ساعدت نفسك على المهمة عبر قراءة كتب جاين أوستن كلها؟نعم. كان لا بد من القيام بكثير من العمل، لذا ظننت أنني حتى لو أخفقت وكان أدائي مريعًا في تجربة الأداء، على الأقل لن يثنيني هذا الأمر عن متابعة الأبحاث. وما إن تم إختياري للدور حتى انصرفت إلى مطالعة الكتب وانتقلت إلى إنكلترا قبل شهر من بدء التصوير لأتقن اللهجة وأجري بعض البحوث التاريخية عن تلك الحقبة وخصوصًا عن الحياة في الريف. كما قرأت رسائل أوستن وتعلّمت العزف على البيانو ولغة الإشارات والتخطيط وأصبحت متعدّدة المواهب. لقد تحسنت مهاراتي كثيراً بعد هذا الدور.هل تعلمت الرقص أيضًا؟نعم، كان لا بدّ من التدرب على الرقص. فالرقص في تلك الفترة كان احترافياً، فيما اليوم يكفي أن تهزّ المرأة خصرها كي تصبح راقصة ماهرة. هل تكلّمت باللهجة الايرلندية خارج التصوير؟قمت بذلك في معظم الأحيان لأنني بقيت في الريف الإيرلندي طيلة شهرين. حاولت التحدث بالايرلندية لأسبوعين مع صديقي إلا أنه سئم من سماعي أتكلّم بلهجة غريبة، لذلك توقفت عن الامر لأجله، اما بالنسبة الى الآخرين فكان عليهم تحمّل لهجتي الجديدة. وخلال هذين الشهرين ابتعدت عن أصدقائي وأطفأت هاتفي الخلوي وتحوّلت إلى شخصية أخرى. فأحبّني الناس أكثر ما أثار قلقي اذ كانت عودتي الى شخصيتي الحقيقية تحولاً غريبًا.كيف كان التصوير في المناخ الإيرلندي البارد؟كانت المهمّة صعبة اذ كلّما حاولنا التصوير عن قرب، واجهتنا الأمطار. لا أعلم إن كان السبب مجرّد مناخ سيئ أم أنها لعنة جاين لأنني أؤدي شخصيتها. لم يكن كافياً أن اداء الدور لم يكن سهلاً بل كان علينا الوقوف لخمس ساعات بانتظار توقف المطر.كم من الوقت استغرق اعتيادك على الكتابة بالريشة والحبر؟لم أعتد على الأمر، بل ما زال ذلك يربكني، وقد تمرّنت عليه عبر كتابة الرسائل إلى أصدقائي، بما أنني لم أكن على اتصال بهم طيلة هذين الشهرين. يتخيّل للمرء أنه بحاجة إلى كمية كبيرة من الحبر، لكنه في الحقيقة يحتاج الى قليل منه فحسب. كيف كان شعورك بالتمثيل إلى جانب أمك جولي والترز وخصمك ماغي سميث؟قفزت من الحماسة حين علمت أنني سأعمل معهما لأنني أحبهما كثيرًا. ماغي امرأة ذكية، فهي تجيد التصرف في المواقف الحرجة كلها، وكان التعامل معهما والإستماع إلى قصصهما ممتعًا. وما أثار إعجابي هو ضحكهما المتواصل الذي يتحوّل الى جدية تامة حين بدء التصوير. كان طاقم التمثيل كلّه مدهشاً وأعتقد أن جايمس ماكافوي هو أفضل ممثل بين أبناء جيله. كما أنّ آنا ماكسويل مارتن رائعة، ناهيك عن المرحوم إيان ريتشاردسون، الذي كان أسطورة في التمثيل.هل ثمة معايير من تلك الحقبة تستطيع النساء الإستفادة منها اليوم واستغلالها؟أعتقد أننا أنجزنا الكثير من دون التضحية بالحرية التي نتمتع بها الآن. ثمة جوانب إيجابية في تلك الحقبة، لكن العيش فيها كان يتطلّب تضحيات كثيرة.أظن أن النعمة الوحيدة في ذلك الوقت تجلت في عدم وجود الهواتف الخلوية والتلفزيون وأصوات الشاحنات. إننا نعيش في زمن صاخب ورغم ذلك أفضّله على الإضطهاد والرزانة.هل صحيح أن المخرج آنغ لي علّمك كيفية الانحناء باحترام؟عندما كنت في حفلة توزيع «الغولدن غلوب» عام 2006 وكان آنغ لي مرشحاً عن فيلم Brokeback Mountain، تحدثنا عن دوري في عملي الجديد Becoming Jane ما اثار إعجابه فسألني إن كنت أجيد الإنحناء باحترام، فانحنيت أمامه ظنًا مني بأنها الطريقة الصحيحة، ليفاجئني بالعكس مشددًا على وجوب أن تكون الإنحناءة «أكثر دقة». في منتصف الاحتفال دربني على الإنحناء بشكل صحيح وكان الأمر ممتعًا لأنّ جورج كلوني راح يتساءل عما كنا نفعله. كانت أجمل لحظات حياتي مع أنّ شكلي كان مثيراً للشفقة. بما أنك أديت دور جاين أوستن، هل يمكن أن تؤدي دور شخصية ما من إحدى رواياتها؟يسعدني أن أؤدي دور أية شخصية في رواياتها، لا سيما دور آن إليوت التي يعيدون تمثيلها راهنًا في برنامج تلفزيوني. بدأت التمثيل في فيلم The Princess Diaries ثم انتقلت إلى أدوار أكثر صعوبة، هل كان ذلك جزءًا من خطة اختبار الحياة قبل الخوض فيها؟كلا، لطالما أردت أن أصبح ممثلة وليس الأميرة جينوفيا بطلة فيلم «مذكرات الاميرة». فما إن انتهيت من أدواري الأولى حتى شعرت بأنّ الوقت حان للمضي قدماً.كان فيلم Brokeback Mountain الأول الذي مثلت فيه شخصية مختلفة أعجبتني كثيراً، وقد أحببت طريقة إطلاقها العنان لمخيلتي. لذلك اعمد راهنًا على التخلي عن أدوار الأميرات وتجسيد شخصيات مختلفة.هل اكتسبت أي من خصائص جاين من خلال هذه التجربة؟ عندما ذهبت إلى المكتبة البريطانية، قرأت رسائل جاين أوستن رغبة مني برؤية خطّ يدها فحسب. كان أمراً رائعاً وشعرت بالخوف لمجرّد الجلوس أمام تلك الرسائل التي لمستها. تكتب حرف «د» بشكل مميّز لذا كلّما أكتب هذا الحرف الآن، تجدني أخطّه بشكلٍ فريد ايضاً.
توابل - Movies
:Anne Hathaway أفضّل العيش في صخب على الرزانة والاضطهاد
29-01-2008