من «هارمونيكا» الى «بنات وموتوسيكلات»، مشوار طويل قطعه المخرج فخر الدين نجيدة، قدّم خلاله تجارب متنوعة شكلاً ومضموناً، بعضها حقّق نجاحاً والبعض الآخر مرَّ مرور الكرام.

Ad

حول تجربته الأخيرة «بنات وموتوسيكلات»، وما لحق بالفيلم من هجوم ونقد، وتعاونه الأول مع مي مسحال كمؤلفة وليس منتجة، كان هذا الحوار.

ألم تشعر بالقلق كونك تتعاون مع «مي كمؤلفة» للمرة الأولى، وليس منتجة فحسب؟

مي منتجة عبقرية قدّمت أعمالا ناجحة طوال مشوارها في السينما المصرية، وهي تعرف متطلبات السوق جيداً وما الذى يريده المشاهد. في ما يتعلق بمسألة التأليف، شجَّعتها دائما على خوضه مع أنها كانت تؤجله منذ فترة طويلة، وأتصور أن هذه التجربة عكست صورة عن سيناريست محنكة ستكون إضافة إلى الساحة السينمائية.

ما هو ردّك على اتهام فيلمك «بنات وموتوسيكلات» بأنه فيلم مقاولات؟

لا أعرف من الذي اخترع هذا المصطلح، ولماذا كلما اختلف البعض مع أي عمل فني يوصف بهذا الوصف. يختلف تلقّي الفن من شخص الى آخر، ومن يصنع فيلماً لا يضع في حساباته مثل هذه المسميات، بل يفكر في تقديم عمل فني جيد يبقى في تاريخه ويضيف اليه مزيداً من النجاح، هذا هو طموح أي فنان يحترم موهبته وجمهوره.

لكن تردّد أن الفيلم أُنتج بهدف تسويقه على الفضائيات، الظاهرة التي عرفت طريقها الى السينما اخيراً؟

تنحصر مهمتي كمخرج في صناعة فيلم يعرض في دور العرض، قد تشتريه إحدى الفضائيات لبثّه على شاشاتها، لكن يبقى هذا الأمر من اختصاص الإنتاج ولا علاقة لي به. في النهاية لا تشتري الفضائيات أي عمل إلا إذا كان ناجحاً لأنها قادرة على الإنتاج ودخل بعضها هذا السوق فعلاً.

قدّمت مجموعة من النجوم الى السينما، ما السر وراء اختيارك ممثلين شباباً يخوضون تجاربهم الأولى؟

جزء من الفن مخاطرة، ويكمن طموح أي مخرج في كسر المعتاد واكتشاف مواهب جديدة تضيء في ما بعد سماء الفن، وفي معظم أفلامي حرصت على تقديم أسماء وقف بعضها أمام الكاميرا للمرة الأولى، مثل عامر منيب وتامر عبدالمنعم، فحققا من خلالها نجاحاً كبيرا ومنحت كثراً فرصة الحضور في تجارب تالية. بالنسبة إلى الفيلم الأخير فرضت طبيعة الأدوار البحث عن نجوم بمواصفات محدّدة، وهو ما توافر في أبطال فيلمي. البحث عن الجديد عموما، مسألة تحسب للمخرج والمنتج.

لكنك تخلّيت عن عامر منيب مع أنك أول من قدّمته سينمائياً، بالإضافة الى تقديمكما أكثر من تجربة معاً؟

المخرج ليس ملكاً لأحد، ولا يعني تقديمي تجارب خلت مع منيب أننا لن نعمل معاً والعكس صحيح، فتعاوننا وارد جداً، حتى على مستوى الثنائيات. من الأفضل الإنفصال فترة معينة لإعادة اكتشاف ما في داخل كل واحد منا.

تردّد أن انفصالكما يتعلق بفشل فيلم «الغواص» آخر تعاون بينكما، هل هذا صحيح؟

شكل «الغواص» تجربة مفيدة لي على مستويات عدة، فهو محاولتي الأولى في تقديم نوع الـ»أكشن»، ولا أنكر أني استفدت منها كثيراً، للأسف، ظلم الفيلم بسبب توقيت عرضه السيىء.

هل توقيت عرض «بنات وموتوسيكلات» هو السر وراء عدم صموده في دور العرض، أم أن ثمة أسباباً أخرى؟

يعود تأخّر عرض الفيلم إلى أسباب كثيرة أبرزها اصرار الرقابة على تغيير الملصق الاعلاني مع العلم أنه لا يتضمن ما يسيء إلى الجمهور أو أي شيء نخجل به. يضاف الى ذلك وجود مجموعة من الأفلام تتعلق بالشباب ومشاكلهم تم دفعها جميعا في التوقيت نفسه، ما أحدث حالة من التخمة في السوق.

لكن تردّد أنك اخترت هذا التوقيت ليواكب توقيت عرض فيلم «حسن طيارة «، الذي كنت مرشّحاً لإخراجه واعتذرت عنه؟

دفع انشغالي بفيلم «بنات وموتسيكلات» الشركة المنتجة الى الإعتماد على سامح عبد العزيز لإنجاز «حسن طيارة»، وهذا شيء متاح، فالكل يبحث عن مصلحته، يضاف الى ذلك أن خريطة التوزيع هي التي وضعتهما معاً في موسم واحد، ولا يمكنني أنا أو غيري التحكّم في ذلك، ثمة جهات توزيع مسؤولة وهي التي تحدد توقيت عرض الأفلام.

هل صحيح أن الرقابة اعترضت على بعض المشاهد؟

اعترضَت على «أفيش» الفيلم وغيّرته، لكنها لم تعترض على أي مشاهد وأجازت عرضه كاملاً، وليس صحيحا ما تردد في هذا الصدد.

ماذا عن الملابس الجريئة للبطلات؟

تناسب ملابس البطلات طبيعة شخصياتهنّ في الفيلم، واذا كانت إباحية أو ما شابه لما رخِّص لعرض الفيلم.