يوم الخميس دوام رسمي في الدوائر الحكومية... عبارة لم يسمعها الكويتيون منذ ما يقارب الـ 25عاماً، عندما كانت الأعمال تنجز من الصباح وحتى منتصف الظهيرة، نصف دوام، لذلك كان واضحا أن تطبيق القرار في أسبوعه الأول لم يكن ثقيلا على بعض الموظفين فقط، بل أيضا على بعض القياديين في الوزارات، التي تغيّب أمس معظم وكلائها عن العمل!

Ad

امس كان الخميس الأول للدوام الرسمي الكامل في مؤسسات الدولة في هذا اليوم، وعلى غير المتوقع كانت الأعمال في وزارة التربية تسير حثيثا، ربما لمتطلبات العمل التي تستوجب انجاز المهام في عجالة، مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، ولعل الاجتماع السنوي لمديري ونظار المناطق التعليمية برئاسة الوكيل المساعد للتعليم العام محمد جعفر الكندري هو الأبرز خلال هذا اليوم في التربية.

«الجريدة» استطلعت آراء بعض الموظفين بشأن انطباعاتهم عن العمل يوم الخميس، حيث اكد الموجه الفني العام للتربية الكشفية صالح العوضي ان تغيير يوم الاجازة لم يحدث اي خلل بالنسبة اليه، لأن اغلب الانشطة الكشفية يتم تنظيمها يوم الخميس.

مريم الصالح موظفة في «خدمة المواطن»، قالت ان هذا الخميس هو يوم خارج عن المألوف، لأن المشاريع العائلية كلها تغيرت، ويمكن ان تنتقل الى يوم الجمعة، إلا ان ذلك يتطلب بعض الوقت حتى تعتاد وعائلتها على الدوام الجديد.

عزيزة عبد الرزاق الموسى من «خدمة المواطن»، اكدت من جانبها ان الموظفين الاداريين كانوا يعملون في ايام «خميس» عديدة من السنة، مشيرة الى ان مجيئها الى العمل اليوم (امس)، عادي جدا.ً

مديرة مكتب وزيرة التربية والتعليم، سلوى الفرحان قالت انها افتقدت حلاوة يوم الخميس، حيث «لمة» الاهل والاقارب، واعتبرت يوم السبت يوماً ضائعاً لأن المصارف في اجازة، مما يعيق تصريف الاعمال المالية، ولا يمكن استغلال هذا اليوم إلا للجمعية والنوم!

نورة المليفي اوضحت ان العمل يوم الخميس عادي جداً، اللهم انه عطل الاعمال الخاصة التي كان الناس ينجزونها ، كما انه افقد العائلات «اللمة» في بيت الاهل.

الموظف احمد الشمري، وصف هذا اليوم بغير الاعتيادي، وبأن «الزحمة» في العمل واضحة عكس ما كان متوقعاً، موضحاً ان ذلك يدل على تأقلم الناس بسرعة في العمل يوم الخميس.

شريفة العبد السلام موظفة في ادارة العلاقات العامة والاعلام، افادت بأنها تشعر بنشاط واقبال على العمل، وكأنه يوم عمل اعتيادي، وبالنسبة اليها هو فقط تبديل بأيام العطلة الرسمية.

المدرسة زينة العصيمي أعربت عن اعتراضها الشديد على هذا التغيير في أيام العمل، لكون يوم الجمعة هو عيد للمسلمين ويجب ان يكون اليوم الذي يسبقه يوما للراحة وانجاز المعاملات الخاصة.

وفي وزارة الإعلام كان غياب الوكلاء أمس، الذي كان أول يوم خميس عمل حسب قرار مجلس الوزراء، محل استهجان وتندر العاملين في الوزارة الذين يرون أنه كان من الأولى أن يلتزم القياديون بهذا القرار ليقتدي بهم العاملون والموظفون في الوزارة هذا، بالاضافة الى أن تغيب الوكلاء أصاب الوزارة بشلل جزئي فلم يجد الموظفون وبعض المراجعين من يعتمد معاملاتهم بسبب غياب الوكلاء، كما أخذ بعض الموظفين يتندرون على الوكلاء المتغيبين، فمنهم من قال إنهم لا يعلمون بما يدور حولهم، لذلك لم يعلموا عن قرار مجلس الوزراء، والبعض الآخر علق بأنهم لم يجدوا من يوقظهم من سباتهم العميق!

أما الموظف في الوزارة أحمد الجاسم فقال إن الأمر بالعمل يوم الخميس لم يشكل فارقا كبيرا بالنسبة له، مشيرا الى أن قرار مجلس الوزراء مناسب له على اعتبار أن يوم إجازة زوجته التي تعمل في أحد البنوك يصادف يوم السبت أيضا، لذلك سيتيح الوضع الجديد للإجازة الأسبوعية التمتع بهذه الاجازة بشكل أفضل مع أسرته.

ويؤكد سالم حمد أن معظم العاملين في وزارة الإعلام لن يشعروا باختلاف كبير لاستبدال يوم الراحة الاسبوعية، لافتا إلى أن العاملين في الإعلام يعملون في قطاعات فنية، ونظام العمل فيها «شفتات»، وهو نظام متغير على مدار الاسبوع لذلك فالأمور قد تكون مختلفة كثيرا بالنسبة للعاملين في الإذاعة والتلفزيون والأخبار.