تهدف الدورات التدريبية التي تنظّم خلال العطلة الصيفية إلى استثمار وقت الفراغ لدى الطلاب في أمور تعود عليهم بالنفع وتغرس فيهم مبادئ الانضباط وتعوّدهم على حب العمل واكتساب مهارات جديدة في طريقة التعامل مع الآخرين. تنقسم دروس الدورات التدريبية جزءين: الأول تأهيل المتدربين نظرياً والثاني يشمل التدريبات الميدانية.«الجريدة» التقت متدربين ومتدربات شاركوا في هذه الدورات الصيفية وحادثتهم عن الأسباب التي دفعتهم إلى الانخراط في هذه الحصص العلمية التأهيلية.تبحث أسير الرفاعي (طالبة في الحادي عشر، 17عاماً) عن مهارات جديدة تكتسبها عبر انخراطها في دورات توظيف الطلبة وتدريبهم ، مستفيدة من إجازتها الصيفية في أمور تعود عليها بالنفع. سئمت مشاهدة التلفزيون والبرامج المملة، مفضلة صقل مواهبها وخوض تجربة جديدة لم تعهدها. تقول: «استفدت خلال شهرين (مدة الدورة) من أمور كثيرة، نظرية وعملية. بت أحرص على تنظيم الوقت وتنسيق حياتي اليومية ووجدت أن الانضباط هو الخطوة الأولى في بلوغ أي هدف يضعه الإنسان نصب عينيه». تأمل أسير الرفاعي في الاشتراك في دورة تأهيلية أخرى العام المقبل بحثاً عن تجربة جديدة مختلفة تمنحها فرصة التعرف إلى مجالات أخرى لم تكشف أسرارها بعد. إثبات أحقيةلم ترق فاطمة العصفور (طالبة، 20عاماً) مقولة أن المرأة «كائن ضعيف» فأرادت إثبات قدرتها على تحمل الصعوبات وقهر الحواجز من خلال اشتراكها في دورات تدريبية كي تظهر أن للمرأة دوراً كبيراً في بناء المجتمع الذي يضع العراقيل في طريقها ويمنعها من تحقيق النجاح و يؤدي بها إلى السقوط في وحل الفشل. تؤكد فاطمة أن لهذه الدورة نتائج إيجابية كثيرة، موضحة أن للأسماك فوائد صحية وغذائية كانت تجهلها: «جربت تناول الأسماك بعد اشتراكي في هذه الدورة. لم يكن هذا النوع من الطعام يروق لي بسبب رائحته. لكن بعد التعرف إلى فوائده الغذائية لم يعد بالنسبة الي من المحظورات». تضيف: «شجعني والدي على التدريب والتعلم خلال الصيف لأنه يحب الأسماك. كنت أقص عليه ما تعلمت في هذه الحصص التدريبية».إعتماد على النفساكتسبت طيبة علي (طالبة في كلية العلوم، 18 عاماً) مهارات جديدة في كيفية التعامل مع الزبائن أثناء بيعها الأسماك خلال الدورة التدريبية التي خضعت لها أثناء العطلة الصيفية، مؤكدة انها استطاعت التعرف إلى فئات كثيرة من الزبائن موفرة لهم ما يطلبونه من الأسماك. وجدت متعة كبيرة في هذه التجربة، مستفيدة من التطبيق العملي لبيع الاسماك. تشجع طيبة الفتيات على الانخراط في هذه الدورات التي تغرس مبادئ الاعتماد على النفس وتزرع فيهن الثقة وتطوّر مهاراتهن بشكل ملحوظ.تؤكد شهد الواوان ( 17 عاما ) أنها اكتسبت مفاهيم كثيرة منذ انخراطها في الدورة التدريبية ملتزمة النهوض باكرا للالتحاق بزميلاتها المتدربات وعدم التخلف عنهن، معتمدة على نفسها في تدبير شؤون حياتها اليومية ومستفيدة من العطلة الصيفية. تنتظم في التدريب لئلا تقع في مصيدة الفوضى وترى ان اشتراكها في الدورات التدريبية ليس لمجرد ملء وقت الفراغ انما لتأهيل الفرد من الناحية الذهنية والبدنية خلال فترة الخمول والكسل لاكتساب خبرات جديدة واتباع اسلوب حياة منظم. مساوئ الفوضىترى سارة السالم (طالبة 20عاماً) من ناحيتها ان للتدريب خلال الصيف ايجابيات كثيرة أبرزها ملء وقت الفراغ في أمور تعود بالنفع على الفتاة بعيداً عن إهدار الوقت في أمور تضر الفرد ولا تفيده. تقر سارة بأن الاشتراك ضمن هذه الدورات الصيفية يساهم في تنظيم وقت الفتاة ويخلصها من مساوئ الفوضى التي تعيشها بمجرد بدء العطلة الصيفية، لافتة الى ان هذه الدورات ترسخ مبادئ الانضباط والنظام وتدفع المتدربات الى بذل الجهد لتحقيق التميز.طريق صحيحلم تتخلّ شيخة المطر عن نظام حياتها الذي تتبعه اثناء دراستها، قائلة انها تمقت الكسل والخمول الذي يفرد عضلاته اثناء العطلة الصيفية مفضلة الاشتراك في دورات تنشيطية لطرد التقاعس والكسل من تفاصيل يومها. تلفت شيخة المطر الى تزايد الراغبين والراغبات في الانخراك ضمن الدورات التدريبة صيفاً بشكل ملحوظ، مشيرة الى وعي الشباب والفتيات، الأمر الذي يعكس رغبة حقيقية في العمل لاكتساب المعرفة من خلال اندماجهم في قطاعات العمل المختلفة.لم يكترث علي الإبراهيم بالعائد المادي من هذه الدورات التدريبية، مركزاً على معايشة واقع البيئة العملية التي يتأهب للانتقال إليها خلال الفترة المقبلة. يرى أن التدريب الصيفي يتيح الفرصة لمنتسبي هذه الدورات للتعرف الى امكاناتهم ومهاراتهم، مستثمرين وقت الفراغ في أمور مفيدة تضعهم على جادة الطريق الصحيح استعداداً لانخراطهم في سوق العمل خلال العامين المقبلين على أبعد تقدير. يؤكد ان المسؤولين عن الدورات التدريبة حرصوا على توفير أجواء عمل مريحة لتدريبهم على الأعمال الإدارية والفنية وتطوير مهاراتهم تدريجياً بغية التشجيع والتوجيه وزرع الثقة لدى المشاركين.لم يشعر الإبراهيم بالحسرة بسبب عدم تمكنه من السفر خلال هذه الإجازة الصيفية، مبتهجاً بالمهارات والخبرات التي اكتسبها خلال الشهرين الفائتين ولن يفوت فرصة الاشتراك في دورات تدريبية جديدة خلال الأعوام المقبلة للإفادة من الآراء والأفكار بلوغاً الى تصورات جديدة تهبه القدرة على التمييز في عمله مستقبلاً.يشجع حمد الشمري الشباب على التواصل مع البيئة المحيطة من خلال انخراطهم في الدورات التدريبية، لافتاً الى ضرورة اكتشاف الانسان إمكاناته فيحقق التفاعل الإيجابي مع ذاته والآخرين. يستبعد أن يكون اقبال الشباب على هذه الدورات تقليعة شبابية فحسب ويرى ان لانتشار ظاهرة العمل الصيفي والوظائف الموسمية ايجابيات كثيرة إذ يكتسب المتدرب خبرة مهنية تضيف الى شخصيته أكثر مما تضيف الى جيبه، ما دفع الشباب والفتيات الى تفويت فرصة السفر في الاجازة الصيفية الى الخارج مفضلين الانضمام الى هذه الدورات التدريبية. دروس نظرية وعمليةيقرّ علي الإبراهيم بأنه تمكن من التعرف الى نقاط القوة والضعف في شخصيته من خلال التقويم المتكامل لخبراته وكفاءته والتزامه، مشيراً إلى أنه سيعمل على تطوير مهاراته والإفادة من التوجيهات التي قدمها الأساتذة. «يتابع منتسبو هذه الدورات حصصاً تدريبية عملية و نظرية مكثفة وفق مبادئ الدورة لتحميل الطلاب معارف تؤهلهم لخوض غمار الصراع في سوق العمل مستقبلاً».يلفت ياسر الحداد من ناحيته إلى أن الشاب الكويتي قادر على تحمل أعباء المسؤولين، شرط منحه الفرصة وصقل مهاراته بأسس علمية ودورات تأهيلية. يرى أن داخل أي أنسان طاقة هائلة وقدره فائقة يستطيع بفضلها تحقيق ما يصبو إليه شرط تطوير هذه المهارات واشعال جذوة الطموح في نفسه. ويأمل الحداد توسيع دائرة الدورات التدريبية وتنويع مجالاتها والتركيز على التدريب الميداني أكثر، مطالباً الشركات والمؤسسات الضخمة بالتنسيق مع المسؤولين عن الدورات التدريبية لتوظيف المتفوقين في هذه الدورات وتحفيز الشباب والفتيات على المشاركة. لم يتأثر خالد أحمد بكلمات أصدقائه الجارحة الموجهة الى منتسبي هذه الدورات التدريبية، معتبرا ان في انتقادهم له حافزاً لتحقيق النجاح واكتساب خبرات علمية ومعرفية وعملية تعينه في انجاز عمله خلال الفترة المقبلة بسهولة ويسر: «لم يثبط أصدقائي غريمتي وشاركت في الدورة التدريبية وانجزت بدقة واتقان فيما أهدر اصدقائي وقتهم في التنزة والسهر، ارتياد المقاهي والتسوق في المجتمعات. شعرت بالمسؤولية خلال يوليو وأغسطس وخرجت بمكتسبات جيدة سأعمل على تطويرها في الدورات المقبلة». العمل الميدانييؤكد خالد الخالدي أنه أفاد كثيراً خلال برنامج العمل الصيفي مكتسباً خبرات جديدة من العمل الميداني في الجمعيات التعاونية: «قمت بتسويق بعض السلع التجارية في الجمعيات التعاونية. تعرفت عن قرب الى كيفية جذب الزبون وتقديم شرح مفصل له عن المنتج. شعرت بمتعة خلال هذه الدورة لأن العمل الميداني يكشف لك قدراتك ويدفعك الى تطوير مهاراتك». يلقي صالح سعد باللائمة على أصدقائه الذين لم يشاركوا في هذه الدورات التدريبية معتبراً انهم اهدروا فرصة ثمينة لتعلّم أمور كثيرة تهمهم في حياتهم الشخصية والعملية. يأمل صالح سعد في مشاركتهم خلال الدورات المقبلة وتكوين صداقات جديدة: «بت أشعر بالمسؤولية حيال الآخرين. شعرت بالألم والحسرة على عدم مشاركتي في برامج العمل الصيفي الفائتة».
توابل
الدّورات التدريبية... تأهيل مهني أم مضيعة وقت
26-09-2007