يتهافت عشرات الغربيين بينهم نساء يرتدين العباءات السوداء، يوميا على زيارة مسجد الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الذي يعد تحفة هندسية عالمية، ويضم قبة تعد الأكبر بين قبب مساجد العالم، كما هي الحال بالنسبة إلى السجادة والثريا الرئيسيتين فيه.وقالت نائبة مدير المشروع خولة السليماني لوكالة فرانس برس «انه ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين». بيد ان هذا المسجد مفتوح لغير المسلمين، والسلطات تشجع غير المسلمين على زيارته، وليس على النساء غير المسلمات إلا وضع عباءة وتغطية رؤوسهن لدخول بوابة هذا الصرح الناصع البياض الذي يهيمن على مدخل مدينة أبوظبي.وقالت السليماني ان زوار المسجد يأتون من داخل الدولة وخارجها «ويتوافدون بالمئات اسبوعيا منذ افتتاح المسجد في اول ايام عيد الاضحى» في 19 ديسمبر الماضي.والمسجد الذي أطلق مشروع بنائه مؤسس ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الذي كان ايضا حاكم امارة ابوظبي الغنية جدا بالنفط، وستنتهي اعمال بنائه نهائيا في حدود نوفمبر 2009.والشيخ زايد الذي توفي في نوفمبر 2004، يرقد جثمانه في قاعة محاذية للمسجد الذي يحمل اسمه.وكتب على كتيبات تعدها وتوزعها هيئة ابوظبي للسياحة على الزوار ان «المسجد مهدى إلى أب الامة الذي كانت رؤيته مبنية على الحوار بين الاديان والحضارات والثقافات».وباشرت الهيئة منذ العاشر من يناير تنظيم جولات منظمة في المسجد يقودها مرشدون سياحيون متخصصون.وقالت إحدى دليلات الهيئة «يزور المسجد اسبوعيا آلاف المسلمين للصلاة، وانما يزوره ايضا غير مسلمين كثر ،خصوصا الالمان والفرنسيين والبريطانيين والايطاليين والروس والاميركيين والارجنتينيين والهنود».وبالنسبة إلى أبو ظبي التي تسعى الى استقطاب سياحة رفيعة المستوى وثقافية التوجه، يشكل المسجد وجهة اساسية لكل الباحثين عن سياحة مختلفة عن سياحة الشواطئ والفنادق ومراكز التسوق الرائجة في الخليج، ولاسيما في إمارة دبي المجاورة.ويقول المهندس محمد علي العامري «تلبية لرغبة الشيخ زايد، تم بناء المسجد على تلة طولها 9.5 أمتار ليكون مرئيا من بعيد، وعلى مساحة 22 ألف متر مربع ليتمكن من استقبال أربعين ألف مصل».وأكد ان اعمال بناء المسجد انتهت بنسبة 95%، ويجب الانتهاء من السياج الخارجي ومواقف السيارات اضافة الى الحدائق المحيطة بالمسجد.وأضاف المهندس «ان المسجد مكسو بنسبة 100% بالرخام الايطالي، وتعلوه اربع مآذن ارتفاع كل منها 107 امتار، كما تعلو المسجد ايضا 82 قبة من أحجام مختلفة ويزينه 96عموداً في الداخل بينها 24 عموداً اساسية، و1048 عموداً خارجية».وشارك في تشييد المسجد آلاف العمال أغلبيتهم من شبه القارة الهندية، بينما الفنانون الذين عملوا على النحت والتزيين مغربيون.وقد استخدمت آلاف الحجارة النادرة وشبه الكريمة في تزيين المسجد ورصعت بها بعض اعمدة الرخام.بيد ان ابرز ما يميز زينة المسجد هو سجادة ايرانية هي الأكبر في العالم، مساحتها ستة آلاف متر مربع.وقال العامري ان «اكثر من 1200 حِرَفي من منطقة خراسان في شرق ايران عملوا طيلة سنتين لحياكة السجادة التي تزن 45 طنا، التي تقدر قيمتها ب8.5 ملايين دولار».وتغطي السجادة ارض قاعة الصلاة الرئيسية التي تتسع لتسعة آلاف مصل.وبنيت بموازاة القاعة الاساسية قاعتان مغلقتان تتسع كل منها لـ1500 شخص وهما مخصصتان للنساء.ومن معالم المسجد أيضا قبته الرئيسية التي يبلغ ارتفاعها 75 مترا وقطرها 32.2 مترا، أي انها اكبر قبة لمسجد في العالم.وتضاف الى المعالم ايضا سبع ثريات من الكريستال والفولاذ صنعت في المانيا وتبلغ قيمتها ثمانية ملايين دولار.اما اكبرها فقطرها عشرة امتار وطولها عشرة امتار وتزن تسعة اطنان، وهي الأكبر في العالم.وتقول السليماني ان القيمة الاجمالية للمسجد تبلغ تقريبا ملياري درهم، أي نحو 544 مليون دولار.(أبو ظبي - أ ف ب)
توابل - مسك و عنبر
السياح وغير المسلمين يتهافتون على زيارة مسجد الشيخ زايد في أبوظبي
29-02-2008