المرأة أذكى من الرجل، هذا ما أكدته دراسة غربية حديثة أثبتت أن النساء يمضين سنين أطول بعقل سليم وذكاء يحسدن عليه. شملت الدراسة 599 شخصاً تتجاوز أعمارهم الخامسة والثمانين. واستنتجت أن النساء أسرع استجابة وعقولهن أكثر حدة ويتفوقن على الرجال في القدرة على استعادة الماضي وسهولة التذكر. سجل 34% من النساء اللواتي خضعن إلى الاختبار سرعة عالية في الإجابة عن الأسئلة في مقابل 28% من الرجال. ماذا يقول الجنسان في هذا الموضوع وما رأي علم النفس؟

Ad

تبين دراسات كثيرة أن قدرة النساء المسنات العقلية أفضل مما هي لدى أقرانهن من الرجال ورجح الخبراء أن يكون ذلك بسبب كونهن أقل عُرضة إلى الإصابة بالنوبات القلبية. أجرى الخبراء في البداية اختباراً لمعرفة سرعة تفكيرهم وقدرتهم على التذكر ورغم أن النساء كنّ قد تلقين مستويات تعليمية أقل فقد حققن نسباً أعلى في اختبارات سرعة الفهم.

في حماية الرجل

إنحاز محمود إسماعيل (25 عاماً) في رأيه للرجال، يقول: «في مرحلة الجامعة وبالأخص أيام الامتحانات كانت زميلاتي يبذلن مجهوداً كبيراً في الدرس ويحرصن على متابعة المحاضرات الجامعية, في حين لم أكن أنا وزملائي نبذل نصف مجهودهن. رغم ذلك حققنا أعلى الدرجات بخلاف البنات. لا أعرف السبب فالمخ البشري واحد في الجنسين، ربما يرجع إلى كون المرأة بطبيعتها مخلوق عاطفي تعتمد على قلبها ومشاعرها أكثر من عقلها».

يعتبر شادي حسانين (23 عاماً) أن اختلاف نسب الذكاء بين الرجل والمرأة يرجع إلى فرص الظهور والنجاح لأيّ من الجنسين، يقول: «في مجتمعاتنا الشرقية لم تستطع المرأة نيل المكانة الكافية لإثبات قدرتها وذكائها, لذلك تبقى فرص النجاح لدى الرجال أكبر. أمّا في المجتمعات الغربية، فحصلت المرأه على جميع حقوقها وخاضت مجالات عمل صعبة وأثبتت ذاتها».

للفتيات رأيهن أيضاً، تقول نرمين (26 عاماً): «منذ بدء الخليقة جلست المرأة خلف الستار واعتادت المرأه أن تكون في حماية الرجل, فاستكانت نفسها لذلك وقررت أن تترك له مهمة الاختراع والتفوق وضرورة أن يفعل أيّ شيء تلبية لمتطلباتها لكن حينما خرجت إلى الحياه العملية ووظفت ذكاءها في مجالات العمل التي تتطلب ذكاء وسرعة بديهة أثبتت ذاتها بقوة».

عوامل بيولوجية

من المعروف أن دماغ المرأه أكثر نضجاً من دماغ الرجل، كذلك فإن ذاكرتها أقوى من ذاكرة الرجل. حول هذا الموضوع تقول أستاذة علم النفس في جامعة الأزهر وفاء فتحي: «يرجع هذا الأمر إلى عوامل بيولوجية لا نفسية, فدماغ المرأة، كونها تعيش مدة أطول، يكيف نفسه ليخدم مدة أطول وهي أكثر ذكاءً نظراً لوجود هرمون الاستروجين الخاص بالأنثى ويؤثر مباشرة في الربط بين جزئي الدماغ مما يمنح مزيداً من الحركة والتواصل. كما أن دماغ الرجل في حالة راحة مقارنة بدماغ المرأة, ذلك أن 70% من الحركة الكهربائية تكف عن العمل عنده بينما تتابع في دماغ المرأة, وأن 90% من دماغ المرأه لا يكف عن تحليل وتنسيق كل المعلومات الواردة إليه». وتوضح وفاء أنه قبل أن نحسب أيّ من الجنسين أذكى علينا أن نعلم التعريف الكامل للذكاء فهو يتضمن كثيراً من الإمكانات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل والتخطيط وحل المشاكل وسرعة المحاكمات العقلية والقدرة على التفكير المجرد وتنسيق الأفكار والتقاط اللغات، مشيرة إلى أن للذكاء علاقه بالعمر، فيزداد مستواه بسرعة في السنوات الأولى من حياة الفرد, ثم يزداد بخطى ثابتة إلى سن الخامسة عشرة ثم يبطئ حتى سن 18 وبعد بلوغ سن الخمسين يبدأ بالانحدار التدريجي غير الملحوظ.