خطف No Country for Old Men الأنظار والجوائز في حفلة توزيع الأوسكار في دورتها الثمانين في هوليوود حاصداً أربع جوائز عن فئات: «أحسن فيلم»، «أحسن إخراج» و{أحسن سيناريو» للشقيقين جويل وايثان كوين و{احسن ممثل» للإسباني خافيير باردم. في عام شهد رتابة في الأعمال السينمائية عاد الاخوان كوين بقوة الى الصناعة الناجحة منها بعد مرور عشرة أعوام على فيلمهما Fargo الذي نال جوائز عالمية منها جائزتا اوسكار. No Country for Old Men تحفة فنية ، خال من الرحمة ومكتوب بطريقة محترفة تدخله خانة الأفلام الكلاسيكية، محوره الحياة التي تنحرف عن طريق الصواب نحو الخطأ.نجح المخرجان جويل وايثان في اقتباس رواية كورماك مكارثي باخلاص مجسدين في الوقت نفسه رؤيتهما الخاصة، فجاء الفيلم مزيجاً غنياً بين أصالة الرواية وابداع المخرجين.يلاحق الفيلم ثلاث شخصيات قُدّر لها أن تلتقي: أنتون شيغور (خافيير باردم) وهو قاتل بلا رحمة يشكل خطراً حتى لو كان مكبلا وتحت حراسة الشرطة، يجوب في أرض تكساس، يقتل كل من يلتقي به، موس (جوش برولين) حداد سابق يعثر بالصدفة على حقيبة مليئة بالنقود تحيطها جثث قضت بعد عملية اتجار بالمخدرات فيأخذ المال ويندم لاحقاً على هذه الخطوة الخطيرة التي توقعه بمأزق كبير بعد ملاحقة أصحاب الحقيبة الناجين له بهدف استعادتها. في خضم هذه الفوضى العارمة لا سيما بعد هروب المجرم أنتون من معاونيه، يتدخل الشريف المحلي أد توم بيل (تومي لي جونز) لوضع حد لإراقة الدماء التي تهدد منطقته. فسحة سيناريو مشوق عالجه الأخوان كوين بطريقة ذكية، فالقصة مليئة بالأحداث غير المتوقعة لكنهما يتركان فسحة للراحة بين مشهد وآخر تماماً كما فعل ألفرد هيتشكوك في فيلم Psycho. على الرغم من ان الفيلم بعيد عن الكوميديا إلا أنه يتضمن بعض اللحظات من الفكاهة الجافة. برع طاقم التمثيل في الأداء لا سيما الشخصيات الرئيسة وفي قمتها خافيير باردم الذي استحق عن جدارة جائزة الأوسكار، فنجح في رسم نظرة لا يعتريها الندم حتى بعد القتل واستخدام السلاح جاعلا من شخصية شيغور شراً تخاف مصادفته في مكان مهجور فكيف بالأحرى في زقاق مظلم! أداء رائع يذكر بدور انطوني هوبكينز في Silence of the Lambs. أما تومي لي جونز فبدا مرتاحاً في تجسيد دور الشرطي الشريف. كذلك مُنح جوش برولين، الذي يحاول التشبه بالممثل نيك نولتي، فرصة العمر لتثبيت قدرته الاحترافية على أداء أي دور يطلب منه، فضلا عن التمثيل الجيد لكيلي مكدونالد في دور زوجة موس، وودي هاريلسون في دور صغير.لم يخذل الفيلم التوقعات بنجاحه بل استحق الجوائز كلها وشكل معادلة جديدة تمزج بين الـ{ويسترن» والإثارة والإجرام والكوميديا وتشكل نهايته بداية أحداث جديدة تُرك أمر التكهن بها للمشاهد.من الناحية التقنية، تميز السينمائي روجر ديكنز في فن التصوير وتربع الأخوان جويل وايثان على عرش الإخراج لهذا العام وخرجا عن المألوف باختيارهما الصمت في اللحظات الحاسمة من الفيلم بدلا من الموسيقى التصويرية الصاخبة.تمثيل رائع، سيناريو مشوق واخراج ضخم، عوامل سينمائية ممتازة تجعل من No Country for Old Men فيلماً رائعاً لا بد من مشاهدته.
توابل - Movies
No Country For Old Men تحفة فنيّة خالية من الرحمة!
02-03-2008