«يانصيب للبيع. اشترِ واكسب البريمو. حقق كل أحلامك». بعضٌ ممّا يردّده بائعو ورق اليانصيب في مصر. لعبة بدأت تفقد شعبيتها بسبب زيادة نسبة الضرائب عليها .

Ad

رغم إشراف وزارة التضامن المصرية وبنك القاهرة إلا أنها أوشكت أن تلفظ أنفسها الأخيرة. البعض يرى بأنها تدخل في باب المقامرة، فيما يرى المدافعون عنها أنها وسيلة لمساعدة الفقراء نظراً إلى الأرباح المخصصة للأعمال الخيرية.

جائزة البريمو

عن طبيعة هذه اللعبة يقول محمد عبد النعيم رئيس رابطة بائعي اليانصيب في القاهرة: «لأوراق اليانصيب فئات، إصدار بنك القاهرة. ثمة ورقة فئة 25 قرشاً يتم السحب عليها يومياً وجائزتها البريمو 2300 جنيه. ثمة ورقة أخرى فئة 50 قرشاً يتم السحب عليها أسبوعياً جائزتها 7600 جنيه أما الورقة فئة الجنيه فيتم السحب عليها شهرياً وجائزتها 12000 جنيه. أكثر الأوراق المتداولة يومياً من فئة 25 قرشاً يطبع منها مائة ألف ورقة يومياً ويتم السحب عليها يومياً الثانية عشرة ظهراً على 322 جائزة. الجائزة الأولى «البريمو» 3200 جنيه. أما المكان الذي يجري فيه السحب ففي الدور الأول من مبنى في ميدان الإسعاف التابع لبنك القاهرة. هذا المكان مقسّم غرفاً ولدى دخولك تصادف مكتباً في غرفة المسؤول المعني باليانصيب. في الغرفة المتاخمة لها الى اليمين طاولة وضعت عليها آلة حديدية في شكل دائرتين، إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة. إنها آلة السحب وتسمى «البلية» يقف خلفها رجلان. داخل البلية الكبيرة مجموعة من البليات الصغيرة دوّنت عليها الأرقام الفائزة التي تخرج من فتحة صغيرة مخصصة لها إثر كل دوران يقوم به الرجلان. ثمة طاولة أخرى داخل الغرفة نفسها يجلس إليها مجموعة رجال يدونون الأرقام الفائزة في دفتر كبير ويقف آخرون آملين في الفوز. تدرج الأرقام الفائزة في أوراق ثم في كشوف لتوزع على البائعين. هنا دور الشاري في البحث عن فوزه بجائزة البريمو.

مشاكلها

يصف عبد النعيم مشاكل هذه المهنة على النحو الآتي: «أبلغ من العمر 65 عاماً وأعمل في اليانصيب منذ 50 عاماً. اختاروني قبل ثلاثين عاماً رئيساً لرابطة بائعي اليانصيب الكائنة في شارع عبد العزيز وسط القاهرة. قديماً كان عدد بائعي اليانصيب يصل الى مائة ألف. للأسف يباع حالياً من هذه الأوراق نحو خمسة وثلاثين ألفاً نظراً الى تناقص عدد المشترين بسبب تباطؤ الموظفين في إرسال كشوف الفائزين الى المحافظات الأخرى فتصل متأخرة ثلاثة أيام بدلاً من وصولها يومياً،. قدمنا شكاوى عديدة إلى وزير التضامن الاجتماعي معللين سوء معاملة الموظفين الذين يشتموننا ويعيروننا بأننا متسولون ومقامرون. اجتمعنا إلى وزير التضامن الاجتماعي د. علي مصليحي فقال: أنا لا أعرف شيئاً عن هذا اليانصيب وكيف تذهب أموال القمار الى الجمعيات الخيرية. نهدف إلى تحويل هذا المشروع (اليانصيب) إلى عمل خيري تتعاون معه الجماهير!».

متمسّكون بها

وعن نية الحكومة إلغاء المشروع، يوضح: «هذا ما قرأناه من كلام الوزير وسوء معاملة موظفي بنك القاهرة. لكننا متمسكون باليانصيب إذ ليس لنا عمل آخر أو راتب شهري سواه يضمن لنا ولأسرنا حياة كريمة. عددنا نحو مئتي بائع في مصر وثمة موزعون خارج القاهرة في محافظات الاسكندرية وبني سويف والمنيا وأسيوط وطنطا والمنصورة والبحيرة. أمارس هذه المهنة منذ سن السابعة. أجلس على ناصية منطقة الإسعاف بين بولاق ابو العلا ورمسيس وسط القاهرة أتسلّم الأوراق من المعلم «شبيب» الذي يمر يومياً ليوزع الأوراق. كان لكل بائع معلم يتعامل معه. لكن للأسف هذه اللعبة تواجه تحديات كثيرة حالياً كما أن معظم المحلات التي كانت توزع اليانصيب غيّرت نشاطها خوفاً من الضرائب التي تصل الى نسبة %67. بما أن اللاعبين هم المعمرين وباستثناء من ورث اللعبة من والديه فإن الجديد الجديد لا يعرفها. انخفض الإقبال على اليانصيب إذ لا دعاية كافية وثمة من يجهل وجود اليانصيب».

يختم محمد عبد النعيم قائلاً: «بصراحة، الخواجات أشطر منا» لأن المسؤولة عن البيع والتوزيع قديماً كانت الجمعيات الأهلية لا البنوك. كانت الطباعة بحسب البيع، لذا كانت لأوراق اليانصيب سوقها المربحة، وكان المباع يومياً يصل الى نحو مائة ألف ورقة. ثمة الآن مشكلة تكمن في الفائدة الضريبية الباهظة التي تضعها وزارة التضامن على ورق اليانصيب فعلى كل ورقة فائزة ضريبة نسبتها %67 من قيمتها. نسبة الضريبة العالية كانت بالتأكيد سبباً لهرب الزبائن، علماً أننا نقوم بعمل تجاري مهم وحصيلة جهدنا اليومي تقدر بالملايين التي تذهب الى الجمعيات الخيرية. يكفي أن 20 % من تمويلها يعتمد على اليانصيب. رغم ذلك ليس لنا أي حقوق تؤمن مستقبلنا وزبائننا ليسوا من الناس العاديين فحسب بل ثمة رجال أعمال يشترون أوراقاً بأكثر من خمسمائة جنيه يومياً. أما نحن فيمنع علينا مسؤولين وعمّالاً الاشتراك في هذه اللعبة كي لا تثار الشكوك حولنا والسبب الأبرز أنها تتطلب أموالاً كثيرة».