اخترقت «الجريدة» حجاب الصمت الذي لاذ به النجم المصري محمد أبو تريكة في هذا الحوار، الذي تحدث فيه عن حمله شعار «تعاطفاً مع غزة»، وأدائه في البطولة الإفريقية ورؤيته لها.

Ad

أقحم محمد أبو تريكة نجم خط وسط منتخب مصر نفسه في دائرة الشائعات بعد أن خلع فانلة منتخب مصر ليظهر من تحتها «تي شيرت» مدون عليه «تعاطفاً مع غزة»، بعد الهدف الأول الذي أحرزه في مرمى المنتخب السوداني في ثاني مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية الحالية، وظل أبو تريكة في مرمى تحليلات السياسيين فترة طويلة، كما ظل عازفاً عن تفسير ما حدث لينشغل ببقية مباريات الدور الأول، والتي أظهر فيها تفوقاً ملحوظاً، «الجريدة» اخترقت حجاب صمته في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن حمله الشعار وأدائه ورؤيته للبطولة الإفريقية.

• ماسبب إظهارك «تي شيرت» مدون عليه «تعاطفاً مع غزة» في مبارة منتخب مصر مع السودان؟

- هذا التصرف الذي قمت به لم يكن وراءه أي أغراض سياسية أو حتى شخصية، لكنني قررت من تلقاء نفسي المساهمة ولو بشكل قليل في تخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الأيام على حدود غزة من الحصار الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين والنساء والشيوخ والمذابح التي نراها كل يوم على شاشات القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي من دون أن يكون هناك أي رادع له.

•كيف جاءتك تلك الفكرة؟

-فكرة «تي شيرت» غزة كانت في ذهني منذ أن كنت في القاهرة، واتفقت مع زوجتي على أن أقوم بخلع الـ«تي شيرت» مع كل هدف أقوم بإحرازه في مباريات البطولة الإفريقية... وفي مباراة منتخبنا القومي أمام منتخب الكاميرون لم أنجح في إحراز أية أهداف، وكنت أفكر في أن أخلع الـ«تي شيرت» مع الهدف الرابع الذي أحرزه حسني عبد ربه، ولكن كان لديَّ ثقة كبيرة بمباراة السودان، ونجحت في إحراز هدفين في مرمى المنتخب السوداني وهذا ما أردت تحقيقه.

• هل كنت تتوقع أن تحصل على الكارت الأصفر في مباراة السودان؟

- على العكس تماماً، لم يكن لديَّ أي علم بأن ما قمت به شيئا يعاقب عليه قانون لعبة كرة القدم، وأعتقد أن من حق أي لاعب في الدنيا أن يعبر عن فرحته على طريقته الخاصة، والإنذار الذي أعطاه لي الحكم البنيني كوفي كودجا قد حرمني من الاحتفال بالهدف الثاني على نفس الطريقة الأولى، خوفا من الحصول على الإنذار الثاني والكارت الأحمر وأجد نفسي خارج الفريق في الوقت الذي يكون المنتخب في أشد الحاجة لي.

• لكن هناك شائعة سرت بأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» قرر إيقافك عن استكمال بقية مباريات البطولة وهي نفس العقوبة التي أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ضد لاعب غانا الذي أخرج علم إسرائيل في مباريات بطولة كأس العالم الأخيرة ألمانيا 2006؟

- ضاحكا... سمعت تلك الشائعة من القاهرة وليس من غانا، لان كل أفراد «الكاف» موجودون في البطولة، واتصل بي بعض أفراد أسرتي من القاهرة على أمل الاطمئنان عليَّ، والتأكد من كذب تلك الشائعة وعلمت أن الاتحاد الدولي حرّم خلط السياسة بالرياضة، وهو الكلام الذي أراه من وجهة نظري الشخصية مستفزا للجميع لأن من بين نجوم الرياضة يتم اختيار سفراء النوايا الحسنة للسلام وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعوب التي تحتاج إلى الدعم مثلما حدث في العراق، وبعض الدول الإفريقية الفقيرة، بالإضافة إلى المباريات الودية التي تجمع أبرز نجوم كرة القدم على مستوى العالم، ويخصص دخلها بالكامل إلى الشعوب الفقيرة... ألا تتفق معي أن هناك خلطا واضحا بين السياسة والرياضة، رغم انني في البداية لم أكن أقصد من كلمة «تعاطفاً مع غزة» أي شيء سياسي بقدر لفت أنظار العالم إلى المعاناة التي لا يتحملها أي بشر على الاطلاق في الأراضي المحتلة بفلسطين.

• كيف استقبلت قرار الجهاز الفني بعدم الدفع بك بشكل أساسي في مباراتي الكاميرون والسودان؟

لم أحاول الحديث في موضوع اللعب أساسيا مع أفراد الجهاز الفني، لأن الجميع كان مشغولا بالمباراة الأولى التي قابلنا فيها المنتخب الكاميروني وأي مدرب لا يود أن يحقق الخسارة في بطولة كبيرة مثل التي نلعبها، وسوف يدفع بالتشكيل الذي يراه مناسبا من وجهة نظره الشخصية لتحقيق المكسب... ووجهة نظر الجهاز الفني تسير في اتجاه أن يكون

أبوتريكة الورقة الرابحة على مقاعد البدلاء لتغيير النتيجة، إذا تأزمت الظروف... والجميع كان لديه الإصرار وروح التحدي لتحقيق المكسب على الكاميرون لوجود العديد من الأسباب: أولها ضربة البداية لأن تلك المباراة هي الانطلاقة في البطولة، وعلى ضوء نتيجتها سوف تترتب بقية النتائج في المباراتين التاليتين، بالإضافة إلى ضمان صدارة المجموعة من الدقائق الأولى، وعندما نزلت كبديل في الشوط الثاني لم يكن لدي قبلها أي شك في أن الكابتن حسن شحاتة سوف يدفع بي في الشوط الثاني، لأن الفريق كان فائزا بثلاثة أهداف والمباراة في اتجاه خط السير الطبيعي إلى بر الأمان، مما يؤكد أن أي تغيير في هذا التوقيت من الممكن أن يأتي بأي آثار سلبية حسب الظروف والمعطيات الموجودة في المباراة.

• هل كنت تتوقع أن تحرز هدفين في مرمى المنتخب السوداني؟

- لم أكن أفكر في أن أحرز هدفا لنفسي بقدر تفكيري في أن تنعدل دفة الفريق، وتحقيق معدل تهديفي كبير يساعدنا في المباريات القادمة، خصوصا أنني مع جميع زملائي شاهدنا مباراة المنتخب الكاميروني مع منتخب زامبيا قبل مباراتنا مع المنتخب السوداني، والتي انتهت بفوز الأسود بخمسة أهداف، مما يؤكد أن هذا الفريق قوي للغاية ولديه الطموح للمنافسة على كأس البطولة لنضع أمامنا فرصة الفوز على منتخبي السودان وزامبيا.

• لكن أداء منتخب مصر أصبح متفاوتا في المباراة الثانية والثالثة أمام السودان وزامبيا عن الأولى أمام منتخب الكاميرون؟

- كل مباراة ولها ظروفها والأهم أن الفريق يحقق النقاط الثلاث والتاريخ لا يعترف في ذاكرته بالأداء بقدر ما يذكر النتائج، والجهاز الفني واللاعبون لديهم الإصرار على العودة إلى القاهرة بصحبة الكأس الإفريقية، لأن هذا مطلب جماهيري من الدرجة الأولى، والشعب المصري يطالبنا بالعودة بالكأس من غانا للمرة الثانية على التوالي، لأن نهائيات كأس الأمم الإفريقية تعتبر ثالث أكبر بطولة على مستوى البطولات العالمية، وإذا حصلنا عليها فسيكون الجيل الحالي من اللاعبين قد حقق تاريخا جديدا.

•إذن أنت ترشح منتخب مصر للوصول إلى المباراة النهائية؟

- هذا سابق لأوانه لأن الجهاز الفني يتعامل مع مباريات البطولة بمبدأ القطعة، خصوصا أن المرحلة الحالية ستكون بخروج المغلوب، ولا يوجد مجال للتعويض مثلما كان الحال في مباريات الدور الأول.

• ما الفرق التي ترشحها للوصول إلى المباراة النهائية؟

-بعد خروج المنتخب المغربي من الدور الأول للبطولة أصبحت جميع الحسابات مرتبكة والمفاجآت واردة في كرة القدم، ولكن منتخب غانا من ضمن المنتخبات المرشحة بقوة نحو تخطي الدور قبل النهائي بعدما نجح في تخطي منتخب نيجيريا الملقب بـ«النسور» في دورالثمانية والوصول ربما إلى المباراة النهائية بجانب منتخب مصر إن شاء الله.

• هل أنت واثق من إمكانية تخطي منتخب أفيال الكوت ديفوار في الدور قبل النهائي؟

-الجميع يرى منتخب الكوت ديفوار مثل الأسد المرعب الذي من الصعب مواجهته، وتناسوا أن المنتخب المصري سبق له الفوز عليه مرتين في البطولة الماضية التي أقيمت في القاهرة، للتأكيد على أن الفوز عليه لم يكن بمحض الصدفة مرتين في بطولة واحدة رغم أنه كان أحد الفرق الإفريقية المسافرة إلى نهائيات كأس العالم في نفس العام، ومنتخب مصر سيتعامل مع الكوت ديفوار بصفته حامل اللقب الذي جاء إلى غانا للحفاظ عليه وليس التفريط فيه بسهولة.