«وزير الداخلية الفريق جابر الخالد الصباح يؤجل قبول تهاني نواب الشعب بمناسبة توليه حقيبة (الداخلية) إلى ما بعد النجاح الذي يعد به»... هذا ما سجلته مضبطة المجلس يوم الثلاثاء 6 من نوفمبر 2007، كما صرح الفريق في أكثر من مناسبة في الصحف بأنه يطلب النصح والمساندة من الشعب ونوابه، فإذا ما أخذنا خبرة الفريق جابر الخالد العسكرية وتقلّده المناصب القيادية في القوات المسلحة، وأضفنا إلى ذلك خبرته الدبلوماسية وعلاقاته الاجتماعية والشعبية المتميزة بأهل الكويت، نستطيع أن نتصور أولويات عمله في وزارة الداخلية، وتكمن معايير قياس النجاح الذي وعد به، في الجوانب التالية:

* ترتيب بيت الوزارة من خلال إعطاء أولوية قصوى لاستعادة الضبط والربط العسكري، وإنصاف كل من تأخر أو حُرم من الترقية المستحقة له بالأقدمية أو الاستحقاق أو أُقصي أو مُنع من تقلّد منصب من دون وجه حق.

Ad

* الضبط والربط، فمنذ فترة طويلة لم تحظَ «الداخلية» بوزير متفرغ، مما أدى إلى ترهل في الضبط والربط، وبقاء القياديين في مناصبهم مدة طويلة جداً.

* تجديد القيادات، فالكثير من قيادات «الداخلية» بمن فيهم المدنيون ظلوا قابعين في مراكزهم مدة طويلة، على الرغم من الأداء المتواضع لهم، وهم إما استُهلكوا أو أَعطَوا كل ما عندهم، مما انعكس بصورة مباشرة وسلبية على أدائهم الوظيفي وعلى العمل المنوط بهم بشكل مباشر.

* الأوامر الثابتة، وذلك لتنظيم العمل وضبطه من خلال تكليف جهات متخصصة لصياغة إنجاز العمل بصورة مكتوبة، ويا حبذا لو تمت الاستعانة بالخبرات الأجنبية في هذا المجال وتطعيمها بخبرات من جهاز «الداخلية»، حتى يتم توحيد العمل لإيجاد نظام يرسم خطوات العمل ويحدد المسؤولية عند حدوث الخطأ، بما في ذلك وضع نظام يدعم المخفر ويضبط دوام العاملين فيه ويضمن وجودهم في مقار عملهم عند الحاجة.

* التواصل مع المجتمع من خلال العمل على إعادة العلاقة الحميمة والقديمة التي كانت سائدة أيام زمان بين رجل الأمن والمجتمع، وذلك بتفعيل شعار «الشرطة في خدمة الشعب»، بوجه مبتهج وأداء وديّ وحازم في تطبيق القانون.

* حل منصف لمشكلة البدون، من خلال تبنّي سياسة عادلة تعطي كل مستحق حقه بعيداً عن الضغوط غير الإنسانية، والأطروحات العاطفية، من دون التفريط بحق الوطن وهوية المجتمع.

* إعداد خطة الطوارئ وتفعيلها، حتى يتم تمرين المواطنين والمقيمين عليها في وقت التدريب، لتفادي الربكة والفوضى في وقت الطوارئ.

* التركيبة السكانية في وضعها الحالي مختلة وخطيرة جداً، ويجب مواجهتها عاجلاً غير آجل، من خلال دراسة وخطوات عملية، فأمن الكويت واستقرارها يجب أن يقدّما على كل شيء، وألا يكونا ضحية للمجاملات.

فيما سبق، ذكرنا بعضاً من الجوانب التي نتوقع أن تكون محل اهتمام وزير الداخلية الفريق جابر الخالد الصباح وإنجازه، أما معايير النجاح - إذا ما تم الإنجاز بالجد والعزم المطلوبين - فسوف تكون سريعة وملموسة، وسرعان ما ستؤتي ثمارها لمصلحة الوطن من خلال انعدام مظاهر التسيّب بين بعض العاملين في «الداخلية»، واختفاء قصّات الشعر والقمصان المخصّرة، ومغامرات ضباط المباحث وصورهم المنشورة على صفحات الجرائد، وإعطاء الفرصة لدماء جديدة لتولّي القيادة، ولعل من المفيد أن نتساءل عن السبب وراء عدم الاستعانة بضابط قيادي وكفء مثل العميد محمد يوسف الصباح، بعد أن أثبت كفاءة قياديةً وإداريةً رائعة من خلال ترؤسه «الجوازات»، فالاستعانة برجال الداخلية المخلصين هو طريق النجاح، فليُعطَوا الفرصة.

ختاماً، نستطيع بكل تفاؤل من خلال استقرائنا لتاريخ الوزير أن نتوقع تلقيه تهاني الشعب ونوابه في الفترة القادمة، فلنمهله مئة يوم... ولندعُ له بالتوفيق والسداد كل يوم، ولنا عودة - إن شاء الله - بعد انقضاء المهلة أملاً بأن نكون من أول المهنئين.