مرض الزهايمر وتداعياته على الإنسان، سيكون المشروع الدرامي الجديد للفنانة القديرة سعاد عبدالله، ويلوح في الأفق مسلسل آخر مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا، كما أنها مشاركة في اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح. سعاد تؤكد أن الفنان إنسان أولاً وأخيراً، لذا فهو معرّض للعديد من الظروف التي لا تسمح له بالوجود في بعض الأحداث الفنية.عندما تكون في حضرة الفنانة الرائعة الرائدة سعاد عبد الله، يطير الوقت بسرعة، لأن 45 دقيقة أو مثلها لن تكون كافية لاختصار مشوار فني حافل بالانجازات في العصر الذهبي للحركة المسرحية الكويتية، خاصة، والفنية على وجه العموم.زيَّنت سعاد بإطلالتها الساحرة أجواء مؤتمرها الصحافي، بمناسبة تكريمها في مهرجان الخرافي المسرحي الخامس يوم الاثنين المقبل، مع نخبة من المبدعين، وقد أدار دفة الحوار الزميل عبد الستار ناجي، الذي صاغ أحلى الكلام بحق سفيرة النوايا الحسنة سعاد، ثم تحدث مدير المهرجان د. نبيل الفيلكاوي مشيداً بجهودها الكبيرة في المسرح، التي تعتير رصيداً قيماً في الحركة المسرحية الكويتية والخليجية، وتعد أحد معالم الثقافة العربية، لما قدمته - ولاتزال - من أعمال قيمة.وفي مستهل حديثها، توجهت بالشكر إلى راعي المهرجان رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، ومجلس الأمناء، لاختيارها ضمن المكرمين في هذه الدورة، مشيرة إلى أن المهرجان يسير نحو الأفضل بفضل الدعم اللامحدود لراعي المهرجان، فالمسرح أداة فاعلة ثقافياً تسهم في تغيير الشعوب في مختلف المجالات.ثم تحدثت سعاد الانسانة قائلة «ربما افتقدني البعض، وشعر بغيابي عن بعض العروض المسرحية في هذا المهرجان أو غيره، إنها الظروف الاجتماعية التي تفرض علينا كل شيء، فأنا امرأة متزوجة وأتعرض للكثير من الضغوط النفسية والصحية والاجتماعية، لذا التمسوا لي العذر، فأنا من أكثر الناس الذين يحرصون على الوجود في الفعاليات المختلفة، للاطلاع على ما يقدمه هؤلاء الشباب».وانتقلت إلى الحديث عن اختيارها ضمن اللجنة الاستشارية للهيئة العربية للمسرح، التي ولدت بفكرة من صاحب السمو الشيخ محمد القاسمي حاكم الشارقة، وتضم في عضويتها د. نبيل الفيلكاوي والمخرج سليمان البسام من الكويت، وأضافت «الهيئة تهدف إلى خدمة الحركة المسرحية في الوطن العربي، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي لتشجيع المبدعين، بإقامة العديد من الأنشطة مثل الورش المسرحية واظهار المسرحيات الجيدة للنور، ومن أهدافها الوصول إلى الدول الفقيرة والنامية التي سمعت عن المسرح ولم تره». ورفضت سعاد وصف حال المسرح الكويتي بالمتردي، قائلة «إن ما يقدم الآن من تجارب يعد أقل نضجاً عن السابق، وهذه حال عامة تمر بها غالبية المسارح العربية، فالمسرح المصري مثلاً الذي توارى عنه معظم نجومه في ستينيات القرن الماضي، وحتى المسرح القومي جنح في أعوامه الأخيرة لتقديم ما يريده الجمهور، لذا اتجه النجوم إلى العمل التلفزيوني».وأوضحت بشأن عملها المقبل مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا «من المفترض أن يجمعني مسلسل تراثي معه لرمضان المقبل وهو على غرار (زمان الإسكافي)، وقد اتفقت مع عبد الحسين على خطوطه العريضة، لكن لارتباطه مع تلفزيون الكويت في انتاج مسلسل (التنديل)، اضطررنا إلى تأجيل المشروع».وأكدت سعاد أن التلفزيون الكويتي كان الرائد في المنطقة وقالت «هو من صنع نجوميتنا وأوصلنا إلى المكانة الفنية التي نعيشها الآن، وإذا ما أنكرنا ذلك فسنكون جاحدين لبلدنا وتلفزيوننا، وظروف الستينيات اختلفت كلياً عن اليوم في جميع المناحي، ففي الماضي كان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقيم الأسابيع الثقافية بشكل متواصل، ووصلنا بها إلى العديد من الدول العربية، حيث التوجه والرؤى حينذاك مختلفة، لوجود عقليات في البرلمان تعي تماماً أهمية توفير الدعم للفن والثقافة».ومضت بالقول «للأسف تلفزيون الكويت لم يحاول المحافظة على مكانته، ربما القضية ليست مناطة بالتلفزيون نفسه بقدر ما هي قناعات المسؤولين فيه، ولا أعرف ربما لم تكن لهم قناعة بإعادة بريقه المفقود».وأعلنت عن تعاونها مع الكاتبة عواطف البدر في مسلسل تلفزيوني يتناول حياة سيدة تصاب بمرض الزهايمر، والأجواء التي ستحيط بها.واستذكرت سعاد دورها في عمل تلفزيوني من اخراج خالد الصديق بعنوان «قاتل أخيه»، وكذلك اول دور جسدته على خشبة المسرح في مسرحية «حظها يكسر الصخر»، وكيف كان الرائد المسرحي الراحل محمد النشمي مهتماً بها وبالفنانتين الراحلتين عايشة إبراهيم وطيبة الفرج، بتخصيص غرفة لهن وبها «بشتخته» لسماع الاسطوانات أي توفير سبل الراحة والجو المناسب، كما تحدثت عن العصر الذهبي للمسرح من خلال عملها مع فرقتي العربي والخليج العربي ودور الرائد المسرحي الراحل صقر الرشود في مشوارها.
توابل - مسك و عنبر
سعاد عبدالله: سأجسّد دور سيدة مريضة بالزهايمر مشروع مسلسلها التراثي مع عبد الحسين مؤجل
05-02-2008