الكويتي عنيف... وعندي على ذلك أدلة... وسأبدأ مِنْ عند مَنْ لا يتوقع ذكرهم، فمعظم خطباء صلاة الجمعة يصرخون في الخطابة من غير داع، فـ«المايكرفونات» على رؤوس المصلين تقوم بالواجب وزيادة، والمصلون المساكين يكونون في أحسن حال قبل دخولهم إلى الصلاة وسماع «عالي الصوت»، فهم في إجازة الأسبوع وبعد نومة هانئة و«ريوق» شهي يأتي هذا الصنف من الخطباء ويفتعل معركة وكأنه شارك في غزوة!

Ad

القيادة في الشوارع ينتج عنها وفيات سنوية لا تتزعزع... 350 قتيلاً أو أكثر يذهبون قرابين للإسفلت... هذا عدا «قلة الأدب» في استخدام حارة الأمان للوصول إلى «الدوام» بسرعة البرق، ومن ثم العودة إلى الفراش لإكمال النومة!

الطلاق كان بمعدل %40 في سنة 2003، واليوم زاد إلى %50... وأحسب أن الطلاق خلاصة حياة عنيفة بمعايير مختلفة.

في أي مكان يعلن فيه أخذ منح و«بيزات»، فإن آخر شيء يُحترَم هو الوقوف بانتظام في «الدور»، وهذا الموضوع يغيظني، ويجعلني عنيفاً!!

الناس في العادة لا تلتفت إلى استجوابات أعضاء المجلس إن كانت عقلانية وهادئة كاستجوابات النائبين حسن جوهر وعبدالله الرومي، ويروق لهم النائب الذي يصرخ ويهدد... حتى أني أتذكر أن نائباً قال لوزير إن مكانه سيكون «المقصلة»! يقصد المنصة.

قرأت وسمعت من معنيين بالشأن الاجتماعي أن العنف، وبـأشكال مختلفة، يضرب الأسرة الكويتية، النساء والأطفال... والخدم أحياناً «فوق البيعة»، لكن كثيراً من الشكاوى تُحل في المخافر على طريقة «الستر زين»، ولا يصل الأمر إلى القضاء والنتيجة... لا إحصاءات!!

هناك مهن محترمة جداً في دول كثيرة، وليس بالضرورة من بلدان «الخواجات»، بل خليجية وعربية أخرى تحترم المدرس، والطبيب، ورجل الأمن... لكن في الكويت يتعرض هؤلاء إلى ضرب أو إهانات، وتفزع الحكومة أو المجلس بإصدار تشريع مغلّظ يلصق نصه على عيادة الطبيب!!

الزوج الكويتي «مو رومانسي» -وهذا لمسته من المتصلات ببرنامج د.فوزية الدريع التي أحبها كثيراً- لاحظوا أن الزوج يتقدم على زوجته في «التمشي» بالمجمعات، يمكن كي يقال عنه إنه «حمش»، وهذه فيها نوع من العنف السلوكي، وأنا أنصح هؤلاء بأن يكونوا إلى جانب زوجاتهم... وأقلها أن يعرف من يغازل زوجته خلسة، و«يخزها»... وهي عادة كويتية لا أفهما!

الكويتي عنيف، ولا أعرف الأسباب، لكني لا أميل إلى مقولة تأثير الجو الحار، لأن الرطوبة «تسيّح» شعوباً قريبة منا جداً، ومع ذلك نراهم هادئين على الآخر!!