«كليات كيفان» و«كليات الشويخ» مصطلحان دخيلان على الحياة الجامعية، ساهم في ظهورهما التفريق الواضح في التعامل مع كليات ينتمي جلها إلى جامعة الكويت، فثمة كليات تنال من الخدمات ما يزيد على حاجتها، وكليات أخرى تجري وراء ما يسد الرمق... فمتى نعود إلى التسمية الأولى الأصلية «كليات جامعة الكويت»؟

Ad

طالب طلاب وطالبات كليات كيفان جامعة الكويت بمساواة كلياتهم مع كليات الشويخ، وعدم تهميشها، لاسيما من ناحية الخدمات التي تفتقد الكثير من الامور التي تؤثر على التحصيل العلمي، خصوصا في كليات الآداب والتربية والشريعة، لافتين الى ان الادارة الجامعية ضربت عرض الحائط بمبدأ تكافؤ الفرص في الحصول على خدمات الجامعة، التي من المفترض ان تكون حقا لكل طالب وطالبة يلتحق بها، مشيرين الى انها وعدت الطلبة بجامعة الشدادية التي من المتوقع ان ينتهي انشاؤها بعد عشر سنوات، اي بعد تخرج الطلبة الحاليين والذين يأتون بعدهم، وعن ذلك أجرت «الجريدة» هذا التحقيق مع طلبة كيفان لاستجلاء الأمر وتوضيح الخدمات المقدمة التي يطالبون بها 

مدرسة قديمة!

كانت البداية مع الطالبة عذاري آني، التي قالت مستنكرة «دائما نشعر بان خدمات كليات كيفان أقل من الكليات الاخرى، فالمبنى يشبه المدرسة، بل هو بالفعل مدرسة قديمة ولا يوحي بانتمائه إلى جامعة الكويت لا من قريب ولا من بعيد»، لذلك فهي تتمنى من الجامعة الاهتمام بتوفير بعض الخدمات التي توفرها في الكليات الأخرى كخدمة الوايرلس مثلا، مع محاولة الاهتمام بالشكل العام في كلياتنا لتصبح في مستوى الجامعات الخاصة او حتى اقل قليلا.

الهدم والبناء

«اتمنى إنشاء استراحة جديدة، وتكييف الممرات وتزويد الكافتيريا بمطاعم جديدة، وكذلك أرجو هدم المباني عن بكرة ابيها واعادة بنائها حسب الطراز الحديث»، هذا ما قالته الطالبة بيبي عبدالعزيز لشعورها بأن كليتها اقل من كليات جامعة الكويت في المستوى الخدماتي، رافضة الوضع الحالي الذي شعرت بانه مؤقت منذ دخولها الكلية، كما تمنت إنشاء مختبر كمبيوتر جديد وزرع ورود في حدائق الكلية، مع اضافة خدمة الوايرلس، ولم تنسَ كذلك تكييف الممرات قائلة «نحن في فصل دراسي صيفي حار جدا، وأول مطلب هو التكييف ثم التكييف ثم وضع بخاخات ماء لتبريد الجو العام في ساحات الحدائق».

جديدة وباردة

اما الطالب محمد العميري فكانت له عدة طلبات، اولها صغر استراحة الطلبة التي تمنى ان تكون اكبر وأكثر تطورا، مبينا ضعف مستوى الخدمات المقدمة كماً وكيفاً، وثانيها مختبر الكمبيوتر الذي لا يضاهي مختبرات الكمبيوتر في الكليات الأخرى، آسفا على وضعه الحالي، كما طالب بتكييف جيد للممرات «فالحر لا يُحتمل ويؤثر بشكل كبير على الطالب والممرات مكشوفة والكلية قديمة»، وثالثها ان مواقف السيارات غير مظللة، وهي الخدمات التي يجب على الجامعة توفيرها للطلبة ولا تستطيع أي «رابطة» توفيرها لأنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة جدا، «فأتمنى ان تكون كليتنا باردة صيفا وفيها خدمات جديدة ومتطورة، ولا نريدها الكترونية او بنظام البصمة فقط نريدها جديدة وباردة!».

الـ«كي نت»

وكانت للطالبة جنان القديري أمنية مختلفة عن زملائها السابقين، حيث أملت في توفير نظام الدفع بالـ«الكي نت» في جميع نقاط الدفع بالكلية، وذلك «لأننا في بعض الاحيان لا تتوافر لدينا المبالغ النقدية التي نحتاج إليها»، ووافقت مطالبها مطالب زملائها في ما يخص الاستراحة، حيث ترى أنها متطلب رئيسي لقضاء وقت الفراغ، مضيفة «شعوري ان كليتي ليست مثل الكليات الاخرى في الخدمات، فلا توجد فيها اماكن مغلقة وجميع ارجائها مكشوفة، في الوقت الذي ترى فيه الكليات الاخرى مكيفة»، وتمنت ان تكون كليتها ككليات الشويخ.

الحد الأدنى

الاستراحة، هي اول ما طالبت به الطالبة ضحى الانصاري، حيث قالت «الاستراحة يجب تغييرها وتزويدها بمكيفات لأن الجو حار ومتعب، كما يجب توسعتها لأنها لا تتسع لأعداد الطلبة في الكلية ويجب أيضا تغيير الطاولات والكراسي»، مبدية امتعاضها من تدني مستوى الخدمات في كليتها عنه في مثيلاتها، ورأت أنه من الضروري ايجاد حل لهذه المشكلة بترميم الكلية لتكون ذات ممرات مكيفة تبعا لحرارة الجو التي لا تسمح لنا بمواصلة الدوام صيفا، متمنية ان يُعتنى بكليات كيفان المهملة «فنحن لا نطلب كماليات بل نريد الحد الأدنى من الخدمات التي تعيننا على أداء واجباتنا حتى نتساوى بالكليات الأخرى».

مقارنة ونتيجة

وعقدت الطالبة اسماء العنزي مقارنة بين كليات كيفان وكليات الشويخ (الحقوق- العلوم الادارية) وكانت نتيجة المقارنة أن ظهر لهل الفرق الشاسع بينهما، فكليات الشويخ يتمتع الطلبة فيها بيوم ترفيهي كل اسبوع في كلية الحقوق، على عكس كليتها التي لم تلمس منها أي نشاط، وتمنت وضع ثلاجات مياه ومرشات ماء في مظلات الحديقة للتخفيف من حدة حرارة الجو، والاهتمام بالتكييف وصيانته في القاعات الدراسية، كما تمنت إنشاء مقهى جديد طامحة إلى تغيير مظهر الكلية الخارجي او تعديله.

الحداثة والجمال

مختبر للكمبيوتر جديد وواسع، ذلك ما تمنته الطالبة سندس الراشد، ليتسنى للطلبة استكمال بحوثهم والاستفادة من خدمات الانترنت في الكلية، وتمنت أيضا تظليل المبنى والممرات تجنبا للحر الشديد مع تغيير شكل المبنى بطريقة تساعد الطالب على تقبله، وتوفير البرادات الجديدة وثلاجات المياه، وأضافت: هذا ليس طلبا غريبا فكل الكليات في الشويخ تتوافر فيها هذا الخدمات إن لم يكن أكثر، لاسيما ما يخص حداثة المباني وجمالها.

الذوق العام

وشكت الطالبة رهام بدر من عدم مواكبة الكلية للعصر الحديث، فلا يوجد اهتمام بالتكنولوجيا الحديثة ولا توفرها لأبنائها الطلبة، ولا تتيح لهم التواصل مع العالم عبر الإنترنت، ورأت أن كل هذه الأمور تقلل من مكانة الكلية بين نظيراتها، واضافت «أتمنى ان تكون كليتنا متطورة، كما نتمنى ان تصبح الممرات مكيفة مع زيادة عدد المكيفات في قاعات الدراسة وإنشاء مقهى ومطعم جديدين، حيث ان الحاليين لا يتوافقان مع الذوق العام».

نظام متكامل

واستهجن الطالب محمد المكيمي وضع كافتيريا الطلبة، مبينا أنه وزملاءه يطمحون إلى وجود ممرات مغلقة ومكيفة بسبب حرارة الجو في الفصل الدراسي الصيفي، كما ان الكافتيريا لا تناسب الطلبة لصغر حجمها وعدم وجود مطعم او مقهى فيها، ورأى المكيمي ان كليات كيفان تنال القدر الأقل من اهتمام الادارة الجامعية، ويتضح ذلك من خلال المبنى القديم وضآلة الانشاءات التي لا تضاهي كليات جامعة الكويت او الكليات الحكومية في الخليج والعالم، متمنيا وجود نظام خدماتي متكامل، بالاضافة الى مبنى حديث مجهز يتيح للطلبة الدراسة بشكل جيد او تحديث المبنى الحالي بما يليق ويتلاءم مع احتياجاتهم.

لا بأس... لا ضير

الطالبة افنان بهزاد كان لها رأي اخر، فقد رأت أن كل المشكلات التي تعاني بسببها الكليات في كيفان غير كافية لكي تجعلها تشعر بأن كليتها تختلف عن كليات الجامعة الاخرى، قائلة «لا بأس من افتقار الكلية إلى بعض الخدمات مثل تكييف الممرات والمقاهي الجديدة، ولا ضير من الانتظار إلى أن يتم تحديث القاعات الدراسية وكذلك الشكل العام للمبنى»!

مثل غيرنا

وتركز الطالبة فاطمة محمد على المبنى، حيث طالبت ايضا بإنشاء مقهى جديد ومطاعم وتمنت ان يتم ترميم المبنى والكافتيريا او يتم استبدالهما، وذلك لشعور جميع الطلبة بأن كليتهم مهملة وليست بالمستوى المطلوب الذي يرقى إلى كليات جامعة الكويت، سواء على صعيد الخدمات او الشكل العام، فبعد ان ينهي الطالب محاضرته يحتاج إلى مكان يتناول فيه الطعام أو يستريح فيه من عناء الدراسة لساعات طويلة، ونتيجة عدم توافر هذه الأماكن في الكلية فإنهم يتجهون مباشرة ومن دون تردد إلى الخارج للحصول على مبتغاهم، ما يزيد من معاناتهم.

وفي السياق نفسه، طالبت ريم محمد بأن تكون الممرات مغلقة ومكيفة، «وهذا مطلب كل الطلبة والاساتذة ايضا فجميعنا يستخدم هذه الممرات، ولا نريد إلا أن نكون مثل غيرنا من الطلبة في كل كليات جامعة الكويت»، متسائلة عن سر الاختلاف بين كليات كيفان وكليات الشويخ، ألا تنتمي كل الكليات إلى نفس الجامعة وتخضع إلى نفس اللوائح والقوانين؟!