ما بين حماس مبارك وعبدالله الثاني وعباس لمحاصرة «حماس» فورا. والإلحاح الإسرائيلي على العرب بضرورة الاقتصاد في حماسهم. بدأت في وقت متأخر ليل أمس أعمال قمة عربية إسرائيلية جمعت إيهود أولمرت مع ثلاثة زعماء عرب بينهم أبومازن. وسبقت القمة قمم ثنائية بين القادة المشاركين عند وصولهم إلى شرم الشيخ في مساعٍ لإنضاج جدول الأعمال. اجتمع زعماء وقادة مصر وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الاحمر مساء امس وبدؤوا محادثات رباعية تهدف إلى الاسراع ببدء محادثات سلام إسرائيلية - فلسطينية وتعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة الطوارئ الجديدة التي عينها. وأكد الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة أن مصر سوف تستمر في جهودها واتصالاتها من أجل تحقيق سلام وأمن واستقرار الشرق الاوسط. ودعا مبارك إلى موقف مشترك يحقن دماء الفلسطينيين والاسرائيليين وينهي العنف على الجانبين ويهيئ الأجواء للعودة إلى مائدة المفاوضات وفق أفق سياسي واضح يخلص لقضايا الوضع النهائي، بعيدا عن الاجراءات الأحادية والحلول المؤقتة ويحقق السلام العادل والدائم، يتأسس على قوة الحق وأسس ومبادئ الشرعية الدولية، ويحقق تطلع الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة. وشدد على ضرورة مشاروات اليوم لإنهاء الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني من خلال الحوار، مؤكدا أن العودة للحوار بين أبناء فلسطين والخلوص لموقف مشترك يتحدث باسم شعبهم وقضيتهم هو ضرورة حالة لا تحتمل التأجيل. وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى «بدء مفاوضات سياسية جادة وفق اطار زمني متفق عليه بهدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف تعيش بسلام وامن الى جوار اسرائيل». من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان فرصة جديدة نشأت للنهوض بعملية السلام في الشرق الاوسط وانه لن يدعها تفوت. وقال في مؤتمر صحفي مع الزعماء المصري والفلسطيني والاردني في مصر «أنا متفائل وخصوصا في هذه الايام التي يسودها الاضطراب، بخصوص نشوء فرصة جديدة للتقدم جديا للامام بعملية السلام في المنطقة. لا اعتزم ترك هذه الفرصة تفلت». وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد اجتمع امس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في منتجع شرم الشيخ الساحلي قبيل قمة رباعية جمعتهما في وقت متأخر من ليل أمس مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، لبحث الاوضاع في غزة، بعد سيطرة حركة حماس على القطاع. وكان مبارك اجتمع بشكل منفصل في وقت سابق مع كل من عباس وأولمرت في محاولة لاعطاء دفعة لعملية السلام المتوقفة منذ اكثر من ستة اعوام. وهذا أول لقاء بين عباس واولمرت منذ ابريل الماضي، ومنذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة قبل نحو أسبوعين. وقال مسؤول مصري رفض ذكر اسمه إن مبارك وعباس بحثا جدول اعمال القمة الرباعية التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ. وأضاف المسؤول ان عباس طلب من الرئيس المصري ممارسة الضغوط على أولمرت لحثه على القيام بإجراءات ملموسة لاستئناف عملية السلام. وتابع المسؤول ان مصر ستطالب خلال القمة الرباعية الجانب الإسرائيلي بوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية ورفع الحواجز ووقف بناء الجدار العازل في الضفة ورفع الحظر عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل. وكان أولمرت أعرب أمس عن أمله في أن تدفع القمة الرباعية بخطوات جديدة لاستئناف عملية السلام. وصرحت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ميري ايسين للصحافيين ان «اليوم (أمس) يشهد اجتماعا مهما بين القادة المعتدلين، والرسالة واضحة، وهي دعونا نترك للمعتدلين تحديد الاجندة (السياسية) في المنطقة ولنمنع المتطرفين من تحديدها». واشارت المتحدثة باسم اولمرت الى ان الحكومة الاسرائيلية قررت «التعاون مع الحكومة (الفلسطينية) الجديدة وهو ما يتضمن القضايا المتعلقة بأموال الضرائب والجمارك والمسائل الامنية وموضوعات متنوعة تتم مناقشتها الان» بين عباس واولمرت. واعتبرت ايسين ان قمة شرم الشيخ «هي بداية عملية وليست نهايتها، ومن المهم ان ندرك جميعا انه ليس من السهل التوصل الى حل، ولكن ذلك ممكن من خلال الحوار». ومن ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة امس ان القمة الرباعية يجب ان تخرج بجدول زمني واضح لاستئناف عملية السلام، ومفاوضات الحل النهائي. وقال جودة في مؤتمر صحفي «ان نسب النجاح لا تقاس بالأرقام»، مؤكدا أن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني سيطالب «بضرورة أن يخرج الحوار الثنائي الفلسطيني الاسرائيلي بجدول زمني واضح للقضايا السياسية ودخول مفاوضات الحل النهائي». وفي قمة ثنائية أخرى عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عقب وصوله الى منتجع شرم الشيخ جلسة محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك. وقال مصدر دبلوماسي مطلع لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اللقاء يتضمن بحث الموضوعات المطروحة على القمة الرباعية التي يشارك فيها الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. (شرم الشيخ، عمّان- أ ف ب، رويترز ، د ب أ ، يو بي أي، كونا)
دوليات
قمم ثنائية سبقت القمة الرباعية لتنشيط عملية السلام ولجم حماس
26-06-2007