يعاني كثير من الأزواج غياب الرومانسية ويبدأ الواحد منهما في توجيه اللوم إلى الآخر واتهامه بأنه لم يعُد رومانسياً مثلما كان من قبل. من المسؤول عن تراجع الرومانسية بين الأزواج: الرجل أم المرأة أم كلاهما؟ استطلعت «الجريدة» آراء مجموعة من الرجال والنساء المتزوجين ورأي علم النفس والاجتماع، في محاولة للإجابة على هذا السؤال. تزوجت منى محمد (32 عاماً) منذ 6 أعوام تقريباً وهي تنعم حسب قولها بحياة هانئة مع زوجها الذي يتذكرها دائماً:» لا ينساني زوجي لحظة واحدة. يهاتفني من العمل ليطمئن عليّ وفي المناسبات نخرج للتنزه ومعنا أولادنا الثلاثة. نذهب إلى أي مكان جديد وأحياناً نستعيد ذكرياتنا الرومانسية الجميلة بالذهاب إلى مطعم شهير وسط البلد لتناول العشاء. أشعر أنني سعيدة معه للغاية. الحب بالنسبة لي هو أفعال لا أقوال، لا يهمني أن يظل زوجي يردد على مسامعي كلمة «أحبك»، بل يكفيني أن أشعر بهذا الحب في تصرفاته تجاهي واهتمامه الدائم بي وبأبنائنا». حبّ فاحترامعلى النقيض تماماً ترى شيرين.ع (28 عاماً، متزوجة منذ عامين) أن الرجل هو السبب في فتور العلاقة بعد الزواج: «يظل الرجل يردد الكلام المعسول على مسامع حبيبته طوال فترة خطبتهما. يبدو أن مشاعره وقتذاك لا تكون حقيقية ، لكن الفتاة تنخدع وتلين لهذا الكلام، ما يجعلها تتسرع في الموافقة على الزواج. بعد الزواج يظهر وجهه الحقيقي ويتوقف عن الاهتمام بها، رغم أن المرأة تحب أن يغازلها الرجل دائماً ويشعرها بأنها أجمل نساء الدنيا حتى لو لم تكن هكذا في الحقيقة، أظن أن هذا الأمر هو جزء كبير من الرومانسية». من ناحيتها تصف أميرة. ش (27 عاماً، متزوجة حديثاً) زوجها بالـ»طيب» جداً ولكنه غير رومانسي:» أحرص على أن يكون زوجي سعيداً معي فأوفر له جواً رومانسياً في المنزل. في مرات كثيرة عندما يعود من عمله في المساء يجدني في انتظاره بلهفة وشغف وقد أعددت له العشاء على أضواء الشموع، كما أحرص على أن أبدو مشرقة ومتألقة دائماً. لكن يبدو أن اهتمامي الزائد به، جعله لا يكترث بي ولا يراعي مشاعري. أصبح هذا الأمر يزعجني للغاية ولا أعرف ماذا أفعل معه كي يحبني بدرجة كبيرة ترضيني، خصوصاً أنني شخصية رومانسية جداً، فيما يفضل هو لغة الأرقام كونه محاسباً في هيئة حكومية ولا يتكلم معي إلا عن عمله فحسب». رأي الرجالللرجال أيضاً رأي في هذا الموضوع. يقول محمد حسين (31 عاماً): «شخصياً أعيش حياة سعيدة تغلفها الرومانسية مع زوجتي التي تزوجتها منذ عامين تقريباً. أظن أن المرأة هي الأساس في العلاقة الزوجية، تستطيع أن تجعل بيتها جنة و أن تحوّله إلى جحيم. إذا كانت الزوجة صالحة ولا ترهق زوجها بكثرة الطلبات وتراعيه في بيته وماله وتنظم له وقته بطريقة جيدة، فتعينه على إنجاز مهامه في العمل، فسينعكس عليه ذلك بالتأكيد وسيكون في حالة نفسية جيدة، تدفعه تلقائياً ليكون رومانسياً في كل الأوقات. لدى الرجل بطبيعة الحال أعباء أكثر من المرأة، وحين تراعي الزوجة هذه الأمور وتدرك انشغالاته التي تتمحور حول توفير حياة كريمة وسعيدة لها ولأبنائهما، فستعم الرومانسية حياتهما». من ناحيته، يقول صبري. ف (56 عاماً): «تبدأ الحياة الزوجية بمشاعر جميلة وحب متبادل بين الطرفين. تدريجياً تتقلص الرومانسية، لكنها لا تنتهي تماماً، ربما بسبب تحول مشاعر الحب إلى الأبناء بعد تقدم الأزواج في السن، هذا أمر طبيعي وتلك هي سُنة الحياة، لأن لكل مرحلة طبيعتها وتفاصيلها الخاصة. عموماً قد لا أقول لزوجتي في هذه السن «أحبك». لكن اهتمامي بها يكفي ويحمينا احترامنا لبعضنا من الخلافات التي من شأنها أن تقتل مشاعر الحب والرومانسية».رأي علم النفسيشير خبير علم النفس محمد عبدالمولى إلى أن درجة الرومانسية لا علاقة لها بالزمن:» قد لا يتمتع زوجان حديثا الزواج بالسعادة وقد لا يجدان مكاناً للرومانسية في حياتهما، في حين قد نجد شخصين في الستين من عمرها يتمتعان بحياة مليئة بالرومانسية والعواطف والمعاني الجميلة. لذا لابد من أن يجدد الأزواج حياتهم باستمرار وأن لا يغفل أحد الطرفين أهمية كلمات الحب والإطراء لأن لها تأثير السحر. لا مانع إطلاقاً من أن يقول الزوج لزوجته «أحبك» وأن يكرر ذلك من حين لآخر بخاصة في المناسبات كعيد زواجهما أو عيد الحب أو عيد ميلاد زوجته وأن يقدم لها هدية حتى لو كانت بسيطة، فالهدايا تعبر عن الحب. كما أنصح بتجنب الخلافات أو على الأقل عدم اجترار الخلافات القديمة. قد يحدث أن يذكّر أحد الطرفين الآخر بأنه لم يكن لطيفاً معه في موقف ما ويظل يُشعره بالذنب حيال قيامه بذلك. عموماً لا تحتمل الحياة أن نعيشها في أجواء مشحونة بالمشاكل والخلافات، فالحياة الزوجية هي مثل السفينة يجب أن تمضي إلى بر الأمان وتسير في جو من الاستقرار ووقودها لذلك الحب والرومانسية».
توابل - علاقات
الرومانسية... تبدأ قبل الزواج وتنتهي معه
27-11-2007