مع بداية الموسم الصيفي تبدأ التوقعات والترشيحات والأمنيات والأحلام والصدمات. من النجم الذي يبقى في المقدمة ويحقق خطوة إلى الأمام ؟ ومن الذي يخفت نجمه وتضيع من يديه فرصة الانطلاق؟ من الحصان الرابح لهذا الموسم؟ هل تلعب الإيرادات دورا فى حركة الصعود والهبوط تلك؟ وما دور الإعلام في رسم ملامح نجوم المستقبل؟ هنا قراءة في خريطة الموسم الجاري.

Ad

يرى الناقد السينمائي أحمد رأفت بهجت أن أي تغيير في خريطة النجوم الآن يعدّ من باب التفاؤل. فالحديث عن صعود البعض وأفول البعض الآخر يعني أن ثمة منطقاً يسود الحركة السينمائية وهذا غير ملموس. لذلك فإن حركة صعود ممثل أو نجم جديد لا يمكن إخضاعها وفقاً لحسابات منطقية لها علاقة بمعايير فنية صرفة. ذاك ما يؤكده الواقع فمن يصعد إلى المراتب الأولى إنما يفعل من غير استحقاق أحياناً كثيرة وليس بالضرورة لأن فيلمه هو الأفضل أو لأن أداءه هو الأروع بين المتنافسين، والعكس صحيح. ثمة أفلام تسقط ويفشل معها النجوم لأسباب خارجة على إرادتهم. غالباً ما لا تتصل هذه الأسباب بالفيلم أو النجم. ليست هناك قواعد ثابتة وعلمية يمكن أن نحكم من خلالها أو نقيس بها صعود النجوم وهبوطهم.

يضيف بهجت: في القراءة الأولى لأفلام الصيف قد نجد فيلماً يطرح نجماً جيداً لكنني لا أعرف إن كان هذا النجم يستطيع الصمود أم لا أمام تيارات الكوميديا وطوفان الأفلام الهزلية. هل يستطيع أحمد السقا مثلاً أن يتخطى بـ «تيمور وشفيقة» سعد وهنيدي. كذلك الأمر بالنسبة إلى شريف منير في «قص ولزق» أحد أفضل الأفلام التي أطلقت في بداية الموسم.

إن الرهان على وعي الجماهير لا أن ينجح بصورة دائمة فالجمهور أحياناً يساند فيلماً سيئاً وبطلاً ضعيفا لأسباب غريبة. وهو ليس معياراً علمياً وإن كان معياراً للإيرادات سيظل الصيف مجالاً للأفلام التجارية والأفلام الجادة فيه فبين أكثر من 20 فيلماً نجد فيلماً أو اثنين ينطويان على نواح جيدة، لكنها نسبة لا تكفي للحكم.

جمود

يؤكد المؤلف بشير الديك أن استمرار حال الجمود السينمائي التى نعيشها لا تمنحنا فرصة لترشيح هذا الفنان أو سواه ، خاصة أن أفكار الأفلام مكررة ومستهلكة. يزيد الأمر سوءاً أن مجموعة الوجوه التي نراها كل عام على الشاشة هي نفسها التي نراها هذا العام أيضاً وفي الثياب نفسها والشكل ذاته تقريباً فكيف يمكن انتقاء الأفضل بينهم؟

يتابع الديك قائلا: الحقيقة أنه أمر مؤسف. حتى الذين اثبتوا نجاحهم جماهيرياً في الأعوام الماضية لم يحاولوا إضافة شيء إلى تاريخهم. حين شاهدت البروفات الخاصة بالأفلام وجدت محمد سعد يكرر ما قدمه في «اللمبي» و»بوحة وعوكل» كأن الشكل وطريقة الكلام هما إكسير نجاحه. السيناريو نفسه يتكرر أيضاً رغم وجود عدد بسيط من الأفلام بعيد عن خط الكوميديا مثل أفلام أحمد السقا وأحمد عز وشريف منير، غير أنها لا تستطيع الإفلات من الركاكة المسيطرة على المشهد السينمائي، كأن الأمر ليس أكثر من تعبئة الشرائط قبل انتهاء الموسم. إننا في حاجة فعلاً إلى إعادة التفكير في الموسم السينمائي وتقديم مضامين مختلفة ورؤى مختلفة لجمهور أصبح أكثر نضجاً من ذي قبل.

المخرج محمد كامل القليوبي غير متفائل بهذا الموسم بل يرى أنه سيشهد هبوطا حاداً في أسهم العديد من النجوم, ربما لأن الأفلام تبدو نسخاً من أفكار وأفلام قديمة ما يؤكد أن العديد من نجوم الشباك لا يملكون ذكاء الاستمرار وستنتهي أعمارهم الافتراضية قريباً.

يراهن القليوبي على الجمهور الذي سوف يهرب سريعاً من هؤلاء النجوم ويذهب إلى عالم آخر في السينما ولتكن السينما العالمية التي يجد فيها ما لا يجده في صناعة السينما المحلية، خاصة بعد اتساع مساحة التوزيع العشوائي وفوضى العرض مضافا إليها ضيق أيام الموسم السينمائي مع دخول شهر رمضان وبداية الدراسة.

كبوة السقا وأزمة السندريلا

الناقد السينمائي د. رفيق الصبان يرى أن الفنان أحمد السقا والفنانة منى زكي من أبرز الأسماء المؤهلة للاستمرار على الساحة عامة، لا في هذا الموسم فحسب. يعتبر الصبان أن السقا نجح فى الوقوف على قدمه مرة أخرى بعدما تراجع في «العشق والهوى» الذي لم أكن متحمساً له ، لكنه عاد من جديد في فيلم «تيمور وشفيقة» ليقدم دوراً جميلا يعيد إليه التوازن من جديد ويؤمن له الاستمرار. كذلك وجدنا منى زكي تخرج أخيراً من «ازمة السندريلا» وتعود بقوة إلى الساحة التي افترض الجميع أنها خرجت منها. إلا أن الإيرادات الجيدة لـ «تيمور وشفيقة» أثبتت أن أحمد ومنى سيستمران على الساحة. أعتقد أيضاً أن تامر حسني قد يستمر، لكن ليس طويلاً، بل سيكون استمراره موقتاً، فيما تقول مي عزالدين «أنا هنا» رغم عدم حصولها على أدوار جيدة بالقدر الكافي. وفي جانب آخر لا أتوقع لمحمد هنيدي الاستمرار بقوة أو حتى تحقيق إيرادات، بينما قد يستمر أحمد حلمي في موقعه إذ أصبحت هناك علاقة طيبة بينه والجمهور. كل هذه التركيبة لا يمكن مقارنتها بنجوم الزمن الجميل فما برجت أسماؤهم في ذاكرة السينما وذاكرتنا. نجوم الساحة الجدد «نفسهم قصير وضيق».

يرى الدكتور صبان أملاً في الوجوه الجديدة ففيها مواهب حقيقية، على ما شاهدنا في «علاقات خاصة» وهو فيلم مهم. لو نالت هذه الوجوه الجديدة فرصتها لشكلت إضافة إلى الجيل.

في نهاية هذا الموسم سوف تراجع شركات الإنتاج حساباتها وتتحمس لتقديم دفعة جديدة من الممثلين، أو تعيد تقديم البعض في ثوب مختلف ـ وهذه رغبة جماهيرية ـ فرامز جلال مثلاً ممثل جيد لكنهم وضعوه في فيلم سيئ إخراجاً وتأليفا («أحلام الفتى الطائش») واعتقد أنهم ذبحوه. لو خرج من الحفرة فسيظهر بشكل آخر. كما أن محمد رجب لم يثبت نفسه لنقول إنه قد يستمر.