في احتفال أقيم تكريمًا للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز  في مسقط رأسه في كولومبيا كانت للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون مداخلة في ماركيز قال فيها «هو أهم روائي نُشر له في  اللغات كلّها منذ موت الروائي وليام فوكنر، وعندما قرأت له رواية «مائة عام من العزلة» عام 1972 وأنا طالب في كلية الحقوق لم أستطع ترك الكتاب من يدي حتى خلال المحاضرات. لاحظت أن الرجل هذا يبحر في أشياء تبدو كخيالات أحلام اليقظة لكنها واقعية وبالغة الحكمة».

Ad

فتحت شهادة كلينتون الباب لانتقادات لم تطاوله فحسب بل وصلت شذراتها الى ماركيز نفسه حين طرح الموضوع للنقاش على مدونات صحيفة «الغاردين» البريطانية بعنوان «رؤية كلينتون عن ماركيز هل توافق عليها؟».

 وفي عام ۲۰۰۰ وفي زخم «فضيحة» بيل كلينتون - مونيكا لوينسكي، أفردت صحيفة «الغارديان» في صفحتها الأولى مقالاً لماركيز بعنوان «لهذه الأسباب أدافع عن بيل كلينتون»، وفحوى المقال خيال أدبي ذهب فيه الى أن كلينتون الرجل الشاب سجين البيت الأبيض الذي تنص قوانينه على تفقّد الرئيس كل 14 دقيقة للتأكّد من مكانه.

وأضاف ماركيز أن كلينتون مثقف، اذ لم يحدث أن ناقشه أحد بمثل عمق النقاش الذي أداره معه الرئيس العتيد على مأدبة حول رواية «مائة عام من العزلة».

يأخذنا كلام ماركيز عن كلينتون للحديث عن علاقة بعض الرؤساء بالقراءة عمومًا، والشعر الرواية خصوصًا.

لقارئ اخبار كلينتون ان يلاحظ قدرة الأخير في توظيف الكتب، وترويج الأفكار التي تتضمنها، ما جعله محط اهتمام الكتاب والشعراء. فعندما التقى كلينتون ماركيز وكارلوس فوينتس في جلسة عشاء، انصت بهدوء الى ملاحظات سياسية قاسية تقدّم بها الكاتبان حول حصار كوبا خصوصًا.

وفي اللقاء نفسه سئل كلينتون عن احب الافلام الى قلبه، فكان جوابه  «في عز الظهيرة»، وأدهش الرئيس الحضور بأحاديثه حول  الأدب والثقافة ملقياً جملاً من رواية «دون كيخوتة» لثرفانتس، وحين حان موعد تسمية أحبّ الروايات الى القلب اختار ماركيز «كونت مونت كريستو» فيما وقع خيار الرئيس على «حكم قصير» لجورج اورويل.

وحين اختار الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس «ابسالوم ابسالوم» للروائي الاميركي وليم فوكنر نهض كلينتون ملقياً مونولوغًا طويلا من روايته «الصخب والعنف».

هذا غيض من فيض أحد أهم رؤساء الولايات المتحدة الاميركية، الذي تسعى زوجته اليوم لاعتلاء العرش الذي سبق أن تربّع عليه في البيت الابيض. فالرئيس اشتهر لمواهب أخرى كذلك فهو عازف بارع للساكسفون، يسحرك بقدرته  على البساطة حين يأكل الهمبرغر امام الكاميرا وعلى المباغتة في علاقاته الغرامية في اروقة البيت الأبيض، وقد يصبح في المستقبل روائياً كما أصبح وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد شاعراً.

حياة صاخبة

وربما لم يكتب كلينتون رواية بعد، لكنه دوّن سيرة حياته الصاخبة وخصوصًا علاقاته بالمتدربة مونيكا، أما دونالد رامفسيلد «العاشق» للغارات الجوية، فكتب شعراً، في حين كتب خصمه صدام حسين روايةً من دون ذكر اسمه.

وبعيدًا عن الدخول في تفاصيل علاقة الانظمة التوتاليتارية بالكتب، بما أنّ الامر سيغدو أشبه بمتاهة لا تنتهي، نتطرق الى بعض اسباب  الرجوع الى الكتب في الخطب السياسية، فحب كلينتون لروايات ماركيز وفوكنر يبدو غريبًا، ذلك أن معظم الرؤساء يبحثون عن الكتب الاستراتيجية وليس عن الروايات الثقافية بامتياز.

وثمة دلالة رمزية في قراءة الرؤساء كتبًا، ففي كتابه «الرؤساء والقراءة» يعتبر هارولد ايفانز أن الميل إلى القراءة هو معيار نجاح أي رئيس، مستندًا إلى وقائع تثبت أن أنجح رؤساء الولايات المتحدة، هم أولئك الذين يولون القراءة اهتماما كبيرًا، حيث يفصّل اهتمامات الرؤساء الأميركيين، وما تحتويه مكتباتهم من كتب.

ويستعرض المؤلّف عادات الرؤساء الاميركيين وتقاليدهم في القراءة وآخرهم الرئيس كلينتون الذي رغم فضائحه تميّز حكمه بأكثر فترات الولايات المتحدة الأميركية ازدهارًا. ويعلّل ايفانز ذلك بشكل أساسيّ بأنّ كلينتون كان قارئا نهمًا. وعندما قصده لاجراء مقابلة صحفية معه في البيت الابيض فاجأه كمّ الكتب الهائل في مكتبه، وحين سأله عن رأيه في الانتخابات الجارية آنذاك (وكانت الازمة مشتعلة بين بوش وآل غور)، استشهد كلينتون بكتاب السيرة الذاتية لجين ادوارد سميث الذي اعتبر أنها ليست المرة الاولى التي تواجه فيها الولايات المتحدة الاميركية أزمة كهذه.

ولكثير من الرؤساء الاميركيين قصتهم في توظيف الكتب، فالرئيس فرانكلين روزفلت كان يكره كتب الفلسفة ويميل الى الكتب البوليسية، وكان سريعاً للغاية في القراءة، لكن ليس على طريقة جيمي كارتر الذي كان ينظر الى الكتب نظرة المهندس، باحثاً فيها عن حلول لمشاكله السياسية، مستعيناً بها في اتخاذ قراراته.

وكتب كارتر في كتاب مذكراته «الحفاظ على الايمان: مذكرات رئيس» الذي صدر قبل أكثر من عشرين سنة، ان ثلاث نساء أثرن في حياته: والدته ليليان، وزوجته روزلين، ومعلمته جوليا كولمان، التي كانت تدرّسه في مدرسة بلين الثانوية (حيث ولد كارتر وتربَّى). وأوضح كارتر ان كولمان شجعته على قراءة كتب التاريخ والادب. ويقول : «شجعتني على قراءة كتاب «الحرب والسلام» للروائي الروسي ليو تولستوي. ظننت، في البداية، ان الكتاب عن الحرب والسلام في الدنيا الجديدة، وان ابطاله رعاة بقر وهنود حمر».

 واستعان كارتر بكتاب «الحرب والسلام» في حكمه، واقتنع بفضله أنّ الاحداث الكبرى لا يتحكم فيها الزعماء، وانما الجماهير وعامة الناس الذين يحددون مصير العالم وفقاً لآمالهم واحلامهم.

حرب النجوم

ثمة رؤساء أميركيون اتخذوا قراراتهم استناداً الى الكتب سواء الخيالية منها او التاريخية، فعلى سبيل المثال اسس الرئيس الراحل رونالد ريغان نظام الدفاع الصاروخي الذي عرف بـ «حرب النجوم» بعد ظهور فيلم جورج لوكاس الشهير بستة أعوام.

ولا يقتصر توظيف الكتب على الرؤساء الاميركيين، فعندما وقف هوغو شافيز مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا الأميركيين إلى أخد جرعات من الثقافة، بعد أن وصف رئيسهم بـ «الشيطان». لم يكن يدور بذهنه أنّه قدّم خدمةً جليلة ومجانية لكاتب ومؤلف وأستاذ جامعي وهو المؤلف الأميركي نعوم تشومسكي.

فقد بدأ شافيز كلمته بعرض نسخة من كتاب شومسكي «الهيمنة أم البقاء على قيد الحياة. بحث أميركا عن الهيمنة على العالم» وأوصى الأميركيين بقراءته. ارتفع توزيع الكتاب بل ونفد من بعض محلات بيع الكتب، وبعد أن كان الكتاب في غياهب النسيان منذ فترة طويلة قفز ليصبح ثالثًا في قائمة الكتب الاكثر توزيعًا ومبيعًا على موقع «أمازون دوت كوم».

وفي السياق نفسه سبق أن استعمل الخميني فتوى ضدّ سلمان رشدي صاحب كتاب «آيات شيطانية»، ولم تكن الفتوى الا لاستنهاض ما يسمّى بـ«المستضعفين» في العالم، وفي لبنان كثيراً ما يستعمل أقطاب السياسة الكتب في مناسبات مختلفة، ومنها أعمال على غرار كتاب «دولة حزب الله» لوضاح شرارة، أو كتب بعض المثقفين من أصول شيعية.

أُدهِش كلينتون بكتابات ماركيز وفوكنر، في المقابل أبدى شارون اعجابه بشعر الفلسطيني محمود درويش وقال إنه يحسده ويحسد الشعب الفلسطيني على علاقته بأرضه، وهي العلاقة التي كان درويش خير من عبّر عنها في قصائده. قال شارون هذا الكلام في سياق حديث له عن الأدب الإسرائيلي اليساري معلنًا ان السياسة شيء والإبداع شيء آخر.

تمنى بعضهم لو أنّ شارون كتب الشعر ولم يصبح جزارًا مع أنّ عدداً كبيراً من الجزارين هم من الشعراء ايضاً.

فتحت شهادة كلينتون الباب لانتقادات لم تطاوله فحسب بل وصلت شذراتها الى ماركيز نفسه حين طرح الموضوع للنقاش على مدونات صحيفة «الغاردين» البريطانية بعنوان «رؤية كلينتون عن ماركيز هل توافق عليها؟».

 وفي عام ۲۰۰۰ وفي زخم «فضيحة» بيل كلينتون - مونيكا لوينسكي، أفردت صحيفة «الغارديان» في صفحتها الأولى مقالاً لماركيز بعنوان «لهذه الأسباب أدافع عن بيل كلينتون»، وفحوى المقال خيال أدبي ذهب فيه الى أن كلينتون الرجل الشاب سجين البيت الأبيض الذي تنص قوانينه على تفقّد الرئيس كل 14 دقيقة للتأكّد من مكانه.

وأضاف ماركيز أن كلينتون مثقف، اذ لم يحدث أن ناقشه أحد بمثل عمق النقاش الذي أداره معه الرئيس العتيد على مأدبة حول رواية «مائة عام من العزلة».

يأخذنا كلام ماركيز عن كلينتون للحديث عن علاقة بعض الرؤساء بالقراءة عمومًا، والشعر الرواية خصوصًا.

لقارئ اخبار كلينتون ان يلاحظ قدرة الأخير في توظيف الكتب، وترويج الأفكار التي تتضمنها، ما جعله محط اهتمام الكتاب والشعراء. فعندما التقى كلينتون ماركيز وكارلوس فوينتس في جلسة عشاء، انصت بهدوء الى ملاحظات سياسية قاسية تقدّم بها الكاتبان حول حصار كوبا خصوصًا.

وفي اللقاء نفسه سئل كلينتون عن احب الافلام الى قلبه، فكان جوابه  «في عز الظهيرة»، وأدهش الرئيس الحضور بأحاديثه حول  الأدب والثقافة ملقياً جملاً من رواية «دون كيخوتة» لثرفانتس، وحين حان موعد تسمية أحبّ الروايات الى القلب اختار ماركيز «كونت مونت كريستو» فيما وقع خيار الرئيس على «حكم قصير» لجورج اورويل.

وحين اختار الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس «ابسالوم ابسالوم» للروائي الاميركي وليم فوكنر نهض كلينتون ملقياً مونولوغًا طويلا من روايته «الصخب والعنف».

هذا غيض من فيض أحد أهم رؤساء الولايات المتحدة الاميركية، الذي تسعى زوجته اليوم لاعتلاء العرش الذي سبق أن تربّع عليه في البيت الابيض. فالرئيس اشتهر لمواهب أخرى كذلك فهو عازف بارع للساكسفون، يسحرك بقدرته  على البساطة حين يأكل الهمبرغر امام الكاميرا وعلى المباغتة في علاقاته الغرامية في اروقة البيت الأبيض، وقد يصبح في المستقبل روائياً كما أصبح وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد شاعراً.

حياة صاخبة

وربما لم يكتب كلينتون رواية بعد، لكنه دوّن سيرة حياته الصاخبة وخصوصًا علاقاته بالمتدربة مونيكا، أما دونالد رامفسيلد «العاشق» للغارات الجوية، فكتب شعراً، في حين كتب خصمه صدام حسين روايةً من دون ذكر اسمه.

وبعيدًا عن الدخول في تفاصيل علاقة الانظمة التوتاليتارية بالكتب، بما أنّ الامر سيغدو أشبه بمتاهة لا تنتهي، نتطرق الى بعض اسباب  الرجوع الى الكتب في الخطب السياسية، فحب كلينتون لروايات ماركيز وفوكنر يبدو غريبًا، ذلك أن معظم الرؤساء يبحثون عن الكتب الاستراتيجية وليس عن الروايات الثقافية بامتياز.

وثمة دلالة رمزية في قراءة الرؤساء كتبًا، ففي كتابه «الرؤساء والقراءة» يعتبر هارولد ايفانز أن الميل إلى القراءة هو معيار نجاح أي رئيس، مستندًا إلى وقائع تثبت أن أنجح رؤساء الولايات المتحدة، هم أولئك الذين يولون القراءة اهتماما كبيرًا، حيث يفصّل اهتمامات الرؤساء الأميركيين، وما تحتويه مكتباتهم من كتب.

ويستعرض المؤلّف عادات الرؤساء الاميركيين وتقاليدهم في القراءة وآخرهم الرئيس كلينتون الذي رغم فضائحه تميّز حكمه بأكثر فترات الولايات المتحدة الأميركية ازدهارًا. ويعلّل ايفانز ذلك بشكل أساسيّ بأنّ كلينتون كان قارئا نهمًا. وعندما قصده لاجراء مقابلة صحفية معه في البيت الابيض فاجأه كمّ الكتب الهائل في مكتبه، وحين سأله عن رأيه في الانتخابات الجارية آنذاك (وكانت الازمة مشتعلة بين بوش وآل غور)، استشهد كلينتون بكتاب السيرة الذاتية لجين ادوارد سميث الذي اعتبر أنها ليست المرة الاولى التي تواجه فيها الولايات المتحدة الاميركية أزمة كهذه.

ولكثير من الرؤساء الاميركيين قصتهم في توظيف الكتب، فالرئيس فرانكلين روزفلت كان يكره كتب الفلسفة ويميل الى الكتب البوليسية، وكان سريعاً للغاية في القراءة، لكن ليس على طريقة جيمي كارتر الذي كان ينظر الى الكتب نظرة المهندس، باحثاً فيها عن حلول لمشاكله السياسية، مستعيناً بها في اتخاذ قراراته.

وكتب كارتر في كتاب مذكراته «الحفاظ على الايمان: مذكرات رئيس» الذي صدر قبل أكثر من عشرين سنة، ان ثلاث نساء أثرن في حياته: والدته ليليان، وزوجته روزلين، ومعلمته جوليا كولمان، التي كانت تدرّسه في مدرسة بلين الثانوية (حيث ولد كارتر وتربَّى). وأوضح كارتر ان كولمان شجعته على قراءة كتب التاريخ والادب. ويقول : «شجعتني على قراءة كتاب «الحرب والسلام» للروائي الروسي ليو تولستوي. ظننت، في البداية، ان الكتاب عن الحرب والسلام في الدنيا الجديدة، وان ابطاله رعاة بقر وهنود حمر».

 واستعان كارتر بكتاب «الحرب والسلام» في حكمه، واقتنع بفضله أنّ الاحداث الكبرى لا يتحكم فيها الزعماء، وانما الجماهير وعامة الناس الذين يحددون مصير العالم وفقاً لآمالهم واحلامهم.

حرب النجوم

ثمة رؤساء أميركيون اتخذوا قراراتهم استناداً الى الكتب سواء الخيالية منها او التاريخية، فعلى سبيل المثال اسس الرئيس الراحل رونالد ريغان نظام الدفاع الصاروخي الذي عرف بـ «حرب النجوم» بعد ظهور فيلم جورج لوكاس الشهير بستة أعوام.

ولا يقتصر توظيف الكتب على الرؤساء الاميركيين، فعندما وقف هوغو شافيز مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا الأميركيين إلى أخد جرعات من الثقافة، بعد أن وصف رئيسهم بـ «الشيطان». لم يكن يدور بذهنه أنّه قدّم خدمةً جليلة ومجانية لكاتب ومؤلف وأستاذ جامعي وهو المؤلف الأميركي نعوم تشومسكي.

فقد بدأ شافيز كلمته بعرض نسخة من كتاب شومسكي «الهيمنة أم البقاء على قيد الحياة. بحث أميركا عن الهيمنة على العالم» وأوصى الأميركيين بقراءته. ارتفع توزيع الكتاب بل ونفد من بعض محلات بيع الكتب، وبعد أن كان الكتاب في غياهب النسيان منذ فترة طويلة قفز ليصبح ثالثًا في قائمة الكتب الاكثر توزيعًا ومبيعًا على موقع «أمازون دوت كوم».

وفي السياق نفسه سبق أن استعمل الخميني فتوى ضدّ سلمان رشدي صاحب كتاب «آيات شيطانية»، ولم تكن الفتوى الا لاستنهاض ما يسمّى بـ«المستضعفين» في العالم، وفي لبنان كثيراً ما يستعمل أقطاب السياسة الكتب في مناسبات مختلفة، ومنها أعمال على غرار كتاب «دولة حزب الله» لوضاح شرارة، أو كتب بعض المثقفين من أصول شيعية.

أُدهِش كلينتون بكتابات ماركيز وفوكنر، في المقابل أبدى شارون اعجابه بشعر الفلسطيني محمود درويش وقال إنه يحسده ويحسد الشعب الفلسطيني على علاقته بأرضه، وهي العلاقة التي كان درويش خير من عبّر عنها في قصائده. قال شارون هذا الكلام في سياق حديث له عن الأدب الإسرائيلي اليساري معلنًا ان السياسة شيء والإبداع شيء آخر.

تمنى بعضهم لو أنّ شارون كتب الشعر ولم يصبح جزارًا مع أنّ عدداً كبيراً من الجزارين هم من الشعراء ايضاً.

بوش و{الغريب»

بوش الذي لم يستحسن المثقفين، اطلعنا انه اراد الاستفادة من وقته في مزرعته قبل مدة كي يقرأ، فاختار رواية «الغريب» للكاتب الفرنسي ألبير كامو. وكان الرئيس الأميركي اقتبس عبارة من كامو في خطاب ألقاه في بروكسل في شباط 2005، داعيًا فيه أوروبا إلى الانضمام الى الولايات المتحدة من أجل «تقدّم الحريّة في العالم ومن أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط». مضيفًا: «نحن ندرك أن العقبات كثيرة وندرك أن الدرب طويل».

 كلمات بوش هذه تشبه الى حد كبير قول ألبير كامو: «إنّ الحريّة هي جريٌ طويل».

وبرّرت بعض الصحف الاميركية شغف بوش بـ«غريب» كامو المباغت بعثور بوش على ذاته الدفينة في شخصيّة بطل الرواية «قاتل العرب».

وكتبت الصحافية في «نيويورك تايمز»، مورين داود، ان «القاتل في رواية كامو يتخذ كثيرًا من القرارات الخاطئة ويقتل رجلاً عربيًا وسط صحراء من الرمال. إنه يتحرّك في عالمٍ مظلم، وعنيف لا صلة له بمعتقداته ورغباته. وإذا كان ثمّة ما يؤكّد فهم كامو لعبثية الحياة، فهو أنّ الرئيس يقرأه».